أسوأ مباراة في مسيرة زيدان .. والبريمرليج منح جوارديولا ما يفتقده

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • كيفين دي بروين

    سبورت 360 – أحياناً، تجد الأمور من حولك تسير بطريقة لا تتوقعها لكي تساعدك، لكنك ترفض وتأبى، تصر على السقوط، تفعل المستحيل، تشرك جاريث بيل مثلاً لتحقيق ذلك، ثم تنجح في مبتغاك، وهو تخييب ظنون 80 ألف مشجع في المدرجات، ومئات الملايين خلف شاشات التلفاز، وكأنك تستلذ بطعم المرارة الذي يعيشونه.

    خسر ريال مدريد بهدفين مقابل هدف من مانشستر سيتي في معقله وبين جماهيره، وباتت مهمته معقدة بالتأهل إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، في الحقيقة نتيجة متوقعة بالنسبة لأداء الفريق خلال الأسابيع الأخيرة، مع تحسن أداء السيتزنز نسبياً مؤخراً، خصوصاً مع فارق الجودة الواضح بين أفراد الفريقين الذي يصبح في مصلحة السيتي، وهنا نتحدث عن فارق المستوى الحالي لكل لاعب وليس بالنسبة لمسيرتهم، لأن الريال يتفوق بهذا بلا أدنى شك.

    كان هناك تحفظ في الشوط الأول من جانب الفريقين، ريال مدريد حاول الاستحواذ وحرمان مانشستر سيتي من الكرة، بينما لم يمانع جوارديولا بخسارتها، لأنه كان الطرف الأخطر، وفي الشوط الثاني، تخلى كلاهما عن الحذر، وبدأت تظهر المساحات بالأخص في ملعب ريال مدريد، وكان يمكن أن تكون النتيجة أقسى على زيدان ولاعبيه لولا تألق تيبو كورتوا ورعونة مهاجمي السيتي في بعض اللقطات.

    خطأ زيدان بدأ من التشكيلة .. بل من الخطة

    عندما أعلن ريال مدريد عن تشكيلته الرسمية، وبدأنا نقرأ الأسماء، وجدناها منطقة للوهلة الأولى، لكن بعد التمعن بها قليلاً، اكتشفنا أن توني كروس لا يلعب، كان لا بد من التأكد إن كان مصاباً أم لا، لكن لم يتحدث أي مصدر صحفي عن هذا، والأمر كذلك إلى الآن، كروس خرج من التشكيلة بقرار فني، أو هذا ما نعرفه لغاية الآن.

    المشكلة ليست بعدم إشراك كروس، بقدر ما هي في توزيع المراكز على اللاعبين، حيث قرر زيدان الاعتماد على فالفيردي بدلاً من النجم الألماني على الجبهة اليسرى في محور الوسط، بينما أبقى لوكا مودريتش في الجبهة اليمنى، ولهذا السبب، لم ينجح ريال مدريد في بناء أي هجمة منسقة طوال الشوط الأول الهجمة التي جاءت منها رأسية كريم بنزيما.

    بغياب كروس الذي يضبط الإيقاع وينظم حركة اللاعبين ومكان تواجد الكرة، كان لا بد على لوكا مودريتش القيام بذلك، لكن المشكلة أن النجم الكرواتي كان بعيداً عن تمركز لاعبي الريال الذي معظمهم يتواجدون على الجبهة اليسرى، واقتصر دوره في الشوط الأول على الناحية التكتيكية، ومساعدة داني كارفاخال في الخط الخلفي.

    في الشوط الثاني، صحح زيدان هذا الخطأ، وقام بتبديل مودريتش وفالفيردي، وهنا بدأ ريال مدريد يضع الكرة في الثلث الأخير من ملعب مانشستر سيتي بشكل أفضل، لأن مودريتش أصبح في مكان مناسب للتحكم برتم المباراة، بينما استغل فالفيردي المساحة على الجبهة اليمنى للانطلاق، وممارسة ضغطه العالي.

    مشاكل ريال مدريد الدفاعية في الشوط الثاني لا علاقة لها بالخطة ولا التشكيلة، المنظومة كلها تعاني منذ شهر وليس من الآن، وبما أنه يواجه واحد من أقوى الفرق هجومياً في أوروبا، كان من الطبيعي أن يعاني بهذا الشكل.

    GettyImages-1203527426 (1)

    جوارديولا خدع ريال مدريد .. ونضج

    جوارديولا فاجأ زيدان وريال مدريد أولاً بتشكيله الأساسية التي أوهم فيها الجميع أنه يريد الاستحواذ على الكرة، لكن في الحقيقة، كان هدفه تكثيف اللاعبين في خط الوسط لعدم إعطاء أي مساحة لريال مدريد في الارتداد، لذلك قام بالتضحية بسيرجيو أجويرو ورحيم ستيرلينج، وأشرك جابرييل جيسوس ورياض محرز وبيرناردو سيلفا، ثلاثي يتمتع بنجاعة هجومية، لكنه يمتاز أيضاً بالمساندة الدفاعية والحركية المستمرة.

    مانشستر سيتي لم يحاول انتزاع الكرة من أقدام لاعبي ريال مدريد عندما تكون في النصف الاول من الملعب، وهذا قرار سليم جداً من المدرب الإسباني، لأنه لو لعب مع الريال بنفس الطريقة التي يواجه فيها نوريتش سيتي وولفرهامبتون، لربما خسر بنتيجة ثقيلة، لأن خط دفاعه هش جداً، وكان سيضع ريال مدريد في الظروف التي يفضلها، وهي الحصول على المساحات عند الارتداد.

    بعد أن انقضى الشوط الأول بسلام، قرر بيب جوارديولا التوجه للخطوة الثانية، وهي تكثيف الهجوم على دفاعات ريال مدريد التي ظهرت بها مشاكل واضحة في الشوط الأول، بعد أن اطمأن أن الفريق الملكي لا يملك أسلحة خطيرة تهدد اتزان فريقه.

    ويمكننا ملاحظة كيف تغيرت عقلية بيب جوارديولا مع مرور السنوات وتواجده في الدوري الإنجليزي، حيث أصبح يفكر أحياناً باستقبال اللاعب والتقهقر إلى الخلف حتى لو كان بنسبة قليلة، بينما كان يرفض في الماضي هذا الأمر بشكل قاطع، لهذا كان يتم معاقبته بقسوة في بعض الأحيان عندما يكون الخصم قوياً ولا يعيش فريقه أوقات طيبة.

    GettyImages-1203527342 (1)

    زيدان كأنه تعمد خسارة ريال مدريد

    في الحقيقة، لا يمكن أبداً تفسير ما فعله زين الدين زيدان سواء باختيار التشكيلة وتنظيم اللاعبين في الشوط الأول كما أشرنا سابقاً، أو حتى في التبديلات التي أجراها، صحيح أن مانشستر سيتي كان خطيراً ويستحق التسجيل، لكن المدرب الفرنسي سهّل مأموريته بإخراج فينيسيوس جونيور وإشراك جاريث بيل.

    البعض سيقول أن هذا تبديل هجومي ولا علاقة له بالكوارث الدفاعية في ريال مدريد، لكن الحقيقة ليست كذلك، فينيسيوس كان اللاعب الذي يخشاه بيب جوارديولا منذ الدقيقة الأولى، وقد أثبت أنه خطيراً خلال المباراة أيضاً، وعندما خرج، لم يعد مانشستر سيتي قلقاً من أي شيء على الجبهة اليسرى، وبدأ يكثف هجومه عليها بشكل أكبر، ويصعد بلاعبين أكثر.

    حامل الكرة من ريال مدريد كان دائماً ما يجد فينيسيوس كخيار احتياطي للتمرير له، سواء بتحركاته خلف المدافعين على الجبهة اليسرى، أو بالتمريرات القصيرة، بينما اختفى هذا الخيار فجأة بخروجه ودخول جاريث بيل الذي لا يمكن تصنيف كلاعب كرة قدم في الوقت الراهن.

    ظننا سابقاً، أن زين الدين زيدان يعتمد على بيل لكي يرفع سعره بطلب من الإدارة، لكن اتضح لنا أنه يقحمه بإرادته الكاملة، لأن الإدارة لن تطلب منه الاعتماد عليه في مباراة مصيرية كهذه، ولا أحد يفهم ما الذي يراه زيزو في هذا اللاعب والجميع لا يراه.

    تحدثنا لمئات السطور سابقاً عن المشاكل التي يخلقها جاريث بيل عند دخوله الملعب، لكن لا بأس بتلخيصها سريعاً، أولاً يحد قدرة الفريق كثيراً من الناحية الهجومية، ويعطل جبهة كاملة، لا يبادر لاستلام الكرة، وعند استلامها، لا يفعل أي شيء، وطبعاً ليس له أي دور دفاعي، كنت أريد القول أن ريال مدريد يلعب بـ10 لاعبين بوجوده، لكن وجدت أن هذا الوصف ليس دقيقاً، لأن المشاكل الناجمة عن مشاركته أكبر من مجرد نقص عددي.

    الغريب أن زيدان وجد مانشستر سيتي يتحكم ويخلق الفرص، ولم يحرك ساكناً، وأول تبديل له كان إخراج فينيسيوس وإقحام بيل الذي لن يغير المنظومة الدفاعية أو السيطرة على الكرة بشيء، هذا لو افترضنا أن النجم الويلزي يملك شيء يقدمه من الأساس.

    كان يجب إقحام توني كروس بدلاً من أحد لاعبي خط الوسط المنهكين، أولاً لمحاولة السيطرة على الكرة مجدداً في الوقت الذي كان يتقدم فيه بالنتيجة، وثانياً لاستغلال تمريراته الدقيقة والطويلة بعد أن بدأت تظهر المساحات في دفاعات السيتي، وثالثاً لكي يقدم مساندة دفاعية مع كاسيميرو بعد أن ظهر الإنهاك البدني على لوكا مودريتش وإيسكو.

    إقحام لوكاس فاسكيز كان لا بد منه أيضاً، لكن ليس بالدقيقة 85، وإنما في الدقيقة 70 على الأكثر، وذلك لكي يساند داني كارفاخال الذي قدم واحدة من أسوأ مبارياته مع ريال مدريد من الناحية الدفاعية، وسمح لمانشستر سيتي لخق الكثير من الفرص.