شطحات كروية.. النتائج هي المعيار الوحيد للحُكم على المدرب!

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • أنطونيو كونتي وبيب جوارديولا

    موقع سبورت 360 – “شطحات كروية”، هي فقرة أسبوعية نهدف من خلالها إلى مناقشة وتفكيك بعض الأفكار غير المنطقية المنتشرة والرائجة في مواقع التواصل الاجتماعي، مع محاولة دحضها والرد عليها بأفكار جديدة وأدلة – تبدو من وجهة نظرنا – أقرب للواقع.

    تمكن بوروسيا دورتموند من إحباط ضيفه إنتر ميلان، بعدما حول تأخره بهدفين إلى فوز 3/2، مساء الثلاثاء، في مباراة جمعتهما على ملعب سيجنال إيدونا بارك، لحساب الجولة الرابعة من مرحلة المجموعات بمسابقة دوري أبطال أوروبا.

    وتقدم الفريق الإيطالي بهدفين في الشوط الأول، لكن أسود الفيستيفالي عادوا بعد الاستراحة بتسجيل 3 أهداف، في مباراة قدم فيها الفريقين أداءً فنياً عالياً، من خلال البراعة في التحول من الدفاع إلى الهجوم.

    لكن الملاحظ في هذه المباراة – والحال ينطبق عموماً على مباريات أخرى – هو سرعة الحكم على المدربين، فجميع المحللين والمتابعين الرياضيين يقعون في خطأ الحكم بالنتائج، وهذا طبيعي، لكنهم يتسرعون في ذلك.

    فبمجرد عمل تغييرات على مستوى التركيبة البشرية، وتحول نتيجة المباراة من السلبية إلى الإيجابية نشيد بالمدرب الفائز، وفي المقابل ننسف عمل المدرب الخاسر حتى لو قدم فريقه مستويات طيبة.

    عمل جيد من كونتي:

    وتفوق كونتي في الشوط الأول على لوسيان فافر، فقد نجح إنتر ميلان في صناعة الهجمات بأقل عدد ممكن من التمريرات، وكان التنسيق على النحو التالي: تمريرة للخارج، ثم للداخل، ثم للخارج، وبعدها تمريرة طولية عابرة للخطوط.

    ووضع أنطونيو كونتي بهذا التكتيك فريقه في موقف 2 ضد 2 في الثلث الأخير من الملعب، ليحصل لاوتارو مارتينيز على الكرة في مكان ملائم بسبب قوته البدنية والتقنية في آنٍ واحد، وذلك من خلال التبادل مع زميله الآخر روميلو لوكاكو.

    وإذا أمعنا النظر في لقطة الهدف الثاني، فإننا سنجد أن لاوتارو مارتينيزعاد لخط الوسط وكأنه متوسط ميدان إضافي، بينما تحرك لوكاكو بشكل رأسي (عمودي) نحو مربع العمليات لسحب المدافعين وإتاحة المجال أمام القادمين للخلف، وهو ما سمح لفيتشينو للانطلاق نحو منطقة الجزاء بدون رقابة قبل أن يضع الكرة في الشباك.

    آفة النتائج:

    وأشاد الجميع بعمل أنطونيو كونتي في هذا الشوط، واصفين إياه بالبارع تكتيكياً والداهية والفيلسوف الفني وغيرها من المفردات الرنانة التي تجود بها اللغة العربية، لكن بمجرد استقبال فريقه لـ3 أهداف في الشوط الثاني، انهالت عليه الانتقادات من كل حدب وصوب.

    GettyImages-1179920801 (1)

    وتحوّل كونتي في لمح البصر، من مدرب عبقري إلى مجرد متدرب لا يتعلم من أخطائه، خاصة وأنه خسر بنفس السيناريو ضد برشلونة بملعب الكامب نو، وهو ما يُؤكد سرعة الحكم على المدربين باتت مستفحلة، وتعتمد بشكل مباشر على النتائج وليس العمل الفني.

    ومن السذاجة أن يتم تقييم المدربين استناداً على النتائج فقط، فهناك معايير أخرى تستحق الالتفاف إليها، على غرار الأسلوب والأداء وكذا سلوك المدرب ودرجة تفاعله مع اللاعبين وأحداث المباريات، وغيرها من المقاييس الأخرى، النفسية منها والفنية.

    والحقيقة أن النتائج لا تمثل إلا جزء اً من الحُكم على عمل المدرب، فهناك متغيرات وظروف وتفاصيل صغيرة خارجة عن سيطرة المدرب قد تغير مجريات المباريات، فحتى لو وضع المدرب أفضل خطة واختار أفضل اللاعبين، فهذا لا يعني أن الفوز مضمون، وهنا يكمن جمال كرة القدم: في غموض نتائجها.