رياض محرز ومحمد صلاح

موقع سبورت 360 – “شطحات كروية”، هي فقرة أسبوعية نهدف من خلالها إلى مناقشة وتفكيك بعض الأفكار غير المنطقية المنتشرة والرائجة في مواقع التواصل الاجتماعي، مع محاولة دحضها والرد عليها بأفكار جديدة وأدلة – تبدو من وجهة نظرنا – أقرب للواقع.

تشهد مواقع التواصل الاجتماعي جدلاً بشأن الشخص الذي يستحق حمل لقب “فخر العرب”، حيث كان مشجعون ومعلقون رياضيون قد أطلقوا اللقب على محمد صلاح العام خلال المواسم القليلة الماضية.

ما وقد خفت تألق صلاح نوعاً ما خلال الموسم الجاري، فقد ظهر من ينافسه على اللقب، ويتعلق الأمر بالجزائري رياض محرز الذي يبصم على مستويات مميزة مع مانشستر سيتي، ناهيك عن أنه تُوج بلقب كأس أمم أفريقيا مع منتخب بلاده.

وتكاد المنافسة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تنحصر في الوقت الراهن ما بين نجم ليفربول محمد صلاح ولاعب مانشستر سيتي الجزائري رياض محرز، خاصة بعدما تألق الثنائي في هذا الأسبوع بمسابقة دوري أبطال أوروبا.

وبعيداً عن الشطحات والمناوشات التي لا تخلو منها مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن العرب أصبحوا يمتلكون نجوماً يصنفون ضمن أفضل لاعبي العالم، سواء رياض محرز أو محمد صلاح، أو حتى حكيم زياش، الذي يبصم على مستويات طيبة مع آياكس أمستردام.

من هو فخر العرب الحقيقي؟

الحقيقة أن صلاح ومحرز كلاهما فخر للعرب، ولا يوجد بينهما فخر للعرب حقيقي وآخر مزيف، فهما يجسدان معاً مثالاً للشاب العربى الناجح المحب لوطنه، والذى عانى من ظروف صعبة حتى وصل كل منهما إلى مكانة لم يصل إليها غيرهما.

محرز تمكن من الفوز بالدوري الإنجليزي مع ليستر سيتي وحصد جائزة أفضل لاعب في نفس الموسم بإنجلترا، ونال جائزة أفضل لاعب أفريقي، وفي الموسم التالي فاز صلاح بجائزة أفضل لاعب أفريقي عن إنجازاته مع روما الإيطالى، قبل أن ينتقل إلى إنجلترا ويحصد لقب هداف الدوري الإنجليزي وأفضل لاعب في الدوري وأفضل لاعب في أفريقيا للمرة الثانية على التوالي.

وفي الموسم الماضي، خرج صلاح هدافاً للدوري الإنجليزي بالتساوى مع ساديو ماني و بيير إيمريك أوباميانج، وبالمناسبة هم جميعاً فخر لأفريقيا، فيما حصد محرز لقب الدوري الإنجليزي مع مانشستر سيتي.

صلاح ومحرز لديهما قصص ملهمة، فالأول وبعد انتقاله إلى بازل، نجح في التغلب على كل مشاكل المحترفين المصريين المتمثلة في اللغة والتعايش مع الأجانب كشعب وكسلوك احترافي في التعامل بل وفرض نفسه بأسلوبه الراقي كنجم في سماء سويسرا.

أما محرز، فقد توفي والده مبكراً وتركه لأمه المغربية الأصل، فعملت خادمة في المنازل حتى توفر له حياة جميلة هو وشقيقه، ورغم ذلك لم يفرط في حلمه، ولم ينحرف، بل أراد أن يكون محترفاً، حتى أظهر نفسه للعالم بعد انتقاله إلى ليستر سيتي.

وببساطة، فإن صلاح ومحرز كلاهما فخر للعرب، فتلك هي القصص التي يجب أن تروى عن الثنائي العربي الذي شرف الأمة بعملهما وجهدهما وتحدى كل الصعاب الحقيقية التى يواجهانها في الغربة، والعنصرية التي تقف دائماً أمامهما بسبب كونهما عربيين وأفريقيين.