شطحات كروية.. الكرة الذهبية ودوري الأبطال وجهان لعملة واحدة!

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • موقع سبورت 360 – “شطحات كروية”، هي فقرة أسبوعية نهدف من خلالها إلى مناقشة وتفكيك بعض الأفكار غير المنطقية المنتشرة والرائجة في مواقع التواصل الاجتماعي، مع محاولة دحضها والرد عليها بأفكار جديدة وأدلة – تبدو من وجهة نظرنا – أقرب للواقع.

    أُسدل الستار هذا الأسبوع على أغلب الدوريات الأوروبية الكبرى، ليبدأ الحديث – كما الحال في كل موسم – عن موضوع الكرة الذهبية الذي أصبح يشغل بال الجماهير، وباتت سمعتها تضاهي سمعة البطولات الجماعية الكبرى.

    ورغم أن كرة القدم لعبة جماعية، إلا أن الصراع الفردي المشتعل بين نجوم الساحرة المستديرة يشكل خطراً على اللعبة إذ يصيبها بالملل ويختزل مفهوم الجماعية وهو أساس هذه الرياضة إلى صراع فردي.

    وبعيداً عن هذا الجانب يبقى غياب المعيار في الفوز بالجائزة معضلة كبيرة، فتارة يفوز من يقود فريقه إلى الألقاب وأخرى من يحقق أرقاما فردية لافتة.

    فبعد فوز برشلونة على ليفربول بثلاثة أهداف دون رد في ملعب الكامب نو، أقر الجميع بأن الأرجنتيني ليونيل ميسي حسم جائزة الكرة الذهبية لصالحه، نظراً لأدائه الفردي الخارق طيلة الموسم، وكذا ثنائيته في شباك الريدز.

    Parejo

    ولكن سرعان ما شكك الجميع في قدرة ميسي على التتويج بالكرة الذهبية بعدما فشل برشلونة في بلوغ نهائي دوري الأبطال عقب الخسارة أمام ليفربول برباعية في ملعب الأنفيلد.

    تاريخ من الجدل:

    ورغم السمعة الطيبة التي تحظى بها جائزة الكرة الذهبية طوال تاريخها، إلا أنها بدأت في الانهيار والتقهقر خلال السنوات الماضية.

    وحظيت الجائزة المرموقة بتقدير بالغ منذ بداية نسختها الأولى عام 1956، لكنها فقدت قيمتها تدريجياً بعد اندماجها مع جائزة الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”.

    وتحولت الجائزة، المنضوية تحت مظلة “فرانس فوتبول”، بعد الاندماج عام 2010، لتصبح تحت مسمى “فيفا بالون دور”، وأضحت عُرضة للانتقادات الدائمة، رغم الانفصال بعد نسخة 2015 مباشرة.

    ومع حصول ليونيل ميسي على الجائزة في نسختها الأولى عن عام 2010، بدأ التشكيك مصاحباً للجائزة، حيث جاء تتويج البولجا بعد موسم لم يقدم خلاله ما يقوده للظفر بالجائزة، على حساب الهولندي ويسلي شنايدر، الذي تُوج حينها بـ5 ألقاب مع إنتر ميلان الإيطالي.

    ونفس الأمر ينطبق على كريستيانو رونالدو الذي حصل على الجائزة في 2013 بعد تمديد التصويت لشهر كامل، مع العلم أن فرانك ريبيري قاد فريقه بايرن ميونخ للتتويج بالخماسية، بما فيها لقب دوري أبطال أوروبا.

    ولا يعتمد الفوز بالكرة الذهبية على معايير واضحة، وهو ما يؤدي للكثير من الجدل بعد الإعلان عن هوية الفائز في السنوات الأخيرة.

    الكرة الذهبية ودوري الأبطال وجهان لعملة واحدة؟

    ومن المفترض أن تُمنح هذه الجائزة للاعب الأفضل في العالم، أي الأكثر تفوقاً وتأثيراً داخل أرض الملعب، بغض النظر عن فوز فريقه بلقب دوري أبطال أوروبا.

    وقد يتواجد أفضل لاعب في العالم مع فريق، لم يحالفه الحظ في التتويج بالكأس ذات الأذنين، لأسباب مختلفة، قد يكون أحدها قلة جودة باقي زملائه، ما يجعل تأثيره محدوداً، مهما بلغ تألقه داخل المستطيل الأخضر.

    وينطبق الأمر على ليونيل ميسي هذا الموسم، فالبرغوث الأرجنتيني يعتلي صدارة هدافي دوري أبطال أوروبا وبات قريباً جداً من حسم جائزة الحذاء الذهبي لصالحه، علاوة على أنه يعد أفضل صانع ألعاب في القارة العجوز.

    وتمكن ميسي من تقديم عروض رائعة مع البلاوجرانا طوال الموسم الماضي، لكنه أخفق في قيادة برشلونة للتتويج بدوري أبطال أوروبا، بعد الخروج من نصف النهائي، علماً أنه سجل هدفين في مباراة الذهاب.

    ومن غير المنطقي ألا يفوز ميسي بالكرة الذهبية هذا الموسم لمجرد أن لويس سواريز أهدر انفراداً صريحاً أمام ليفربول في الأنفيلد، أو لأن جوردي ألبا لم يجد سوى أهم مباراة في الموسم ليرتكب هفوتين قاتلتين.

    وخلال الـ10 سنوات الأخيرة، فإن أغلبية الحائزين على جائزة أفضل لاعب في العالم حققوا في نفس العام لقب دوري أبطال أوروبا، إلا في حالات استثنائية وذلك يظهر أهمية اللقب الأوروبي أثناء التصويت.

    لكن القول أن “الظفر باللقب الأوروبي أمر ضروري للتتويج بالكرة الذهبية”، هو كلام غير منطقي، لأن الجائزة فردية في المقام الأول، لذا، ينبغي الالتفاف للأرقام الفردية للاعبين قبل التطرق للبطولات التي حققوها رفقة أنديتهم.

    وبعيداً عن هذا الجانب، فإن التصويت يبقى معياراً غير عادل، لأن كل مصوت يمتلك تفضيلات مختلفة، فمثلاً زلاتان إبراهيموفتيش أكد أنّه كان يختار ميسي دائماً الأفضل في العالم حينما كان قائداً لمنتخب السويد حتى وإن تراجع مستوى البولجا، ومحمد صلاح في كل تصويت جماهيري يكسب لمجرد أنّه مصري.

    وفي الأخير، يبدو أن الأزمة لا تتعلق فقط بالألقاب الفردية أو الجماعية، بل بالتصويت أيضاً، وبناءً عليه فإنه يجب تغيير فكرة الاختيار عن طريق التصويت حتى لا يخضع الأمر للأهواء الشخصية ويكون هناك حل آخر لاختيار أفضل لاعب في العالم.