شطحات كروية.. “بصمة جوارديولا” تصنع تاريخاً للإنجليز بدوري الأبطال!

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • موقع سبورت 360 – “شطحات كروية”، هي فقرة أسبوعية نهدف من خلالها إلى مناقشة وتفكيك بعض الأفكار غير المنطقية المنتشرة والرائجة في مواقع التواصل الاجتماعي، مع محاولة دحضها والرد عليها بأفكار جديدة وأدلة – تبدو من وجهة نظرنا – أقرب للواقع.

    لم يتبق سوى المشهد الختامي في العاصمة الإسبانية مدريد، لإسدال الستار على واحدة من أمتع النسخ في تاريخ دوري أبطال أوروبا، حيث أسفر هذا الموسم المثير عن نهائي إنجليزي خالص، يجمع ليفربول وتوتنهام، على ملعب واندا متروبوليتانو.

    ولأول مرة منذ عام 2008، سيكون عشاق كرة القدم على موعد مع نهائي إنجليزي محض إلى المباراة النهائية، الأمر الذي جعل الكثيرين يؤكدون على أن الأندية الإنجليزية تأثرت كثيراً ببصمة ولمسة بيب جوارديولا، مدرب مانشستر سيتي، وهو الكلام الذي نطق به أحد المحللين بشبكة “بي إن سبورتس”، مساء أمس الأربعاء.

    مشاهد سابقة:

    حينما فاز منتخب إسبانيا بمونديال 2010، خرجت بعض الأصوات على استحياء لتتحدث عن بصمة بيب جوارديولا في التتويج الإسباني بكأس العالم، لم ترتفع حدة الأصوات التي تؤكد على هذا الجانب احتراماً للمدير الفني فيثينتي دل بوسكي، والذي لا يمكن تجاهل دوره الرئيسي في منح لاروخا أول ألقاب المونديال.

    وفي 2014 كان الكبرياء الألماني حاضراً ليمنع الكثيرين من الاعتراف بأن “بصمة بيب” كانت حاضرة في التربع الألماني على عرش المونديال، بالنظر إلى تأثير عناصر بايرن ميونخ على أداء المانشافت.

    وفي الصيف الماضي، وبعد تأهل منتخب إنجلترا إلى نصف نهائي كأس العالم عادت إلى الأذهان نظرية “تأثير بيب جوارديولا” على المنتخبات، فهو الإنجاز الذي لم يحصل منذ 20 عاماً في الكرة الإنجليزية، خاصة وأن الفيلسوف الإسباني، كما أحب أن أسميه، قدّم ثورة كروية في الدوري الانجليزي من ناحية أسلوب اللعب وتحطيم الأرقام القياسية.

    “بصمة جوارديولا”.. تتنشر الجملة ويحاول مؤيدوها الترويج لها، فلماذا لا نوافق عليها؟

    في ظل ارتفاع موجة الآراء الحرة، وقوة الطرح في القضايا الكروية في السنوات الأخيرة بفضل تأثير السوشيال ميديا، والنقلة النوعية في الصحافة العالمية، فقد حظي جوارديولا باعتراف لا يقبل الشك بأنه كان حاضراً، بل مؤثراً بقوة في حصول المنتخب الإسباني على مونديال 2010، بوجود 7 نجوم من برشلونة.

    كما بصم بيب على حصد الألمان لمونديال 2014 بتأثير 7 نجوم من بايرن ميونخ في صفوف المانشافت، وهذا الأمر لا ينتقص من تأثير دل بوسكي مع الإسبان، ويواخيم لوف في قيادة الألمان.

    لكن القول بأن “بصمة جوارديولا” هي من قادت فريقين إنجليزيين إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، فهذا أمر منافٍ للمنطق، وكلام لا يقبله عاقل، فالأندية الإنجليزية في السنوات الأخيرة، حرصت على استقطاب مدربين كبار من مختلف المدارس الكروية، الأمر الذي ساهم في تطوير الجوانب التكتيكية والفنية بالدوري المحلي.

    GettyImages-1147848359 (1)

    وبالنظر إلى ليفربول وتوتنهام هوتسبير، فسنجد بأنهما يتمتعان بأسلوبين مختلفين تماماً عن فلسفة بيب جوارديولا، والتي تعتمد على الاستحواذ، والسيطرة، والتعامل الهادئ مع مجريات أي مباراة وكذا بناء الهجمات من الخلف وغيرها من الطرق والاستراتيجيات التي لا تخفى على أحد.

    ومن الواضح جداً أن ليفربول يتمتع بأسلوب مُعاكس لفلسفة جوارديولا، وهو الأمر الذي يفسر سبب تفوق يورجن كلوب على المدرب الإسباني في المواجهات المباشرة، فالفريق الأحمر يعتمد على الضغط العكسي والتحولات السريعة من الدفاع نحو الهجوم، كما لا يجد لاعبوه أي ضرر في استقبال اللعب والعودة للخلف.

    أما ماوريسيو بوتشيتينو مدرب نادي توتنهام، فيعتمد على التوازن وعدم ترك المساحات، علاوة على التسجيل من الكرات الثابتة والهجمات المرتدة السريعة، لكنه يعاني أمام الضغط الأمر الذي يدفع مدافعيه لارتكاب العديد من الأخطاء القاتلة أثناء بناء الهجمات من الخلف.

    إذاً، فليفربول وتوتنهام فريقين لا يلعبان على الاستحواذ ولا يبحثان بجنون عن السيطرة، ورسمهما التكتيكي مختلف عن استراتيجية مانشستر سيتي، ولا يدافعان بطريقة جواديولا، ولا يهاجمان كما تهاجم فرق المدرب الإسباني، لذلك لا يمكن القول بأن “تأثير بيب” هو السبب وراء وصول ناديين إنجليزيين إلى نهائي دوري أبطال أوروبا.