ميدتيلاند

في كل رياضة يوجد مهووسين ومجانين بكل التفاصيل الصغيرة والكبيرة والتي لا يتابعها ويهتم بها سواهم ولا يعرفها سواهم، بالأخص في لعبة كرة القدم فالمجانين بتلك الأرقام والمعلومات والأشياء الغير افتراضية  والغير اعتيادية كثيرين وأنا واحد من هؤلاء المهووسين والمجانين بالتفاصيل الـ.

وفي فقرتي ومساحتي " هوس كروي " أتنفس وأتناول جميع التفاصيل التي لا يعرفها ويحبها سوى المهووسين مثلي ومثل من يقرأ هذه السطور القادمة فإذا لم تكن مهووساً فلا تقرا هذه السطور القادمة لأنها لأصحاب الهوس الكروي فقط.

صحوة الذئاب

حقق نادي ميدتيلاند الدنماركي حلم بطولة غالية جداً وهي الدوري الدنماركي لأول مرة في تاريخه بفارق كبير ومستحق عن أقرب منافسيه نادي أف سي كوبنهاجن بعشر نقاط كاملة وهذا ما يؤكد مدى قوة و إصرار" الذئاب " لحسم أول لقب دوري في تاريخهم.

نجاح ميدتيلاند لم يكن وليد الصدفة أو بسبب ضعف بعض المنافسين بل بالعكس المنافسين مثل كوبنهاجن وبروندبي وألبورج كانوا في قمة مستواهم هذا الموسم وأمتلكوا نجوماً مميزين ولكن عناصر ميدتيلاند الكثيرة سواء باللاعبين أو الجماهير أو بالإدارة الفنية هي التي حسمت اللقب لبطل مدينة هيرنينج.

وسنرصد في هذا المقال العناصر والأسباب التي أدت لتحقيق حلم النادي الذي تأسس من 16 عام لحقيقة اليوم وهو بأن يصبح بطل الدنمارك على حساب فرق عريقة:

– وجود لاعب أسمه بيوني سيستو  فهو مثال للاعب " الجوكر " فهو يلعب كجناح أيسر وصانع ألعاب ولاعب خط وسط وفي بعض الأحيان شارك كمهاجم متأخر وهو ما جعله يسجل 7 أهداف هذا الموسم  كما تم اختياره لاعب العام في الدنمارك.

– تنوع  الحلول الهجومية لدي فريق ميدتيلاند والتي جعلت من الفريق ماكينة تهديفية لا تهدأ في أي مباراة فهداف الدوري هو مهاجم الفريق النمساوي مارتن بوسيتش برصيد 15 هدف ويليه الهداف الدنماركي الشهير مورتين راسموسين بـ10 أهداف ثم القناص النيجيري الشاب سيلفيستر أيجبون بـ8 أهداف أي أن في غياب مهاجم تهديفياً يظهر أكثر من حل.

– القيادة الفنية لمدرب شاب وهو جلين رايدرزهولم أسس مشروع ميدتيلاند الكروي من عام 2011 وحتى الآن وبدأ في النمو رويداً رويداً حتى وصل لقمته هذا الموسم، فلسفة رايدرزهولم هي الاعتماد علي خطة 4-1-4-1  ووجود لاعبين في الخط الأمامي يستطيعوا لعب أكثر من دور مثل  جايكوب بولسن وسيستو.

– جمهور مدينة هيرنينج معقل ميدتيلاند في كل مباراة تجد 10 ألاف مشجع متواجد يؤازر الفريق بشدة وهو ما يجعل لاعبين شباب يقدموا كل ما لديهم " فنياً – بدنياً " من أجل الفوز والفوز فقط.

– أرقام الفريق رائعة جداً علي المستوى الهجومي فالفريق سجل 60 هدف في 30 مباراة بمعدل هدفين في المباراة ويتصدر قائمتي الأهداف وصانعتها بفارق مريح ويكفي تصدر الدوري من الأسبوع الخامس حتى نهايته كرقم قوي يؤكد مدى فاعلية ميدتيلاند في حسم المواجهات المباشرة مع كل الفرق.

** اقرأ أيضاً: 27 مايو .. حدث في مثل هذا اليوم