اللقاءات الملحمية، والعودة من بعيد بالنتيجة أو كما يسموها الجمهور العربي حاليًا “الريمونتادا”، هي أشياء تعطي ثقة عالية للاعبي الفريق الفائز، ولكنها أيضًا مجرد دفعة معنوية للأمام، ولا يبني عليها كل شيء.

فريق روما يستضيف منافسه ليفربول على ملعب “الأوليمبكو” مساء اليوم الأربعاء، ضمن إياب دور نصف النهائي بدوري أبطال أوروبا.

لدى روما تجربة سابقة في مسألة العودة من بعيد بالنتيجة، وكانت مع برشلونة، حيث خسر الفريق الإيطالي أمام البلوجرانا في ذهاب ربع نهائي نفس النسخة هذا الموسم بأربعة أهداف مقابل هدف، بالطبع نتيجة كبيرة تجعل برشلونة يشعر بالراحة في لقاء الإياب.

ولكن ذئاب العاصمة روما انقضوا على برشلونة في لقاء الإياب، وفاز الفريق بثلاثية نظيفة في “ريمونتادا” تاريخية للنادي الإيطالي.

لم يتخيل أي أحد أن روما بإمكانه العودة بالنتيجة بهذا الأداء الرائع الذي نتج عنه ثلاثة أهداف مستحقة أمام خصم صعب مثل برشلونة.

وتأهل روما لنصف النهائي، وواجه ليفربول على ملعبه في الذهاب، وفاز الريدز بنتيجة كبيرة بخمسة أهداف لهدفين، ليتكرر سيناريو ما حدث مع برشلونة في ربع النهائي.

السؤال الأهم والأصعب، هل حقًا روما قادر على العودة من بعيد مجددًا؟، هل “ريمونتادا برشلونة” ستعطي الفريق الإيطالي الثقة أمام ليفربول، ويفوز بثلاثية نظيفة، ويتأهل لمباراة ريال مدريد في كييف؟

الريمونتادا .. أن تضع السم في العسل

roma-barcelona-ucl-video-dzeko

بالتأكيد عودة أي فريق من بعيد في لقاء ما، والفوز به يعطي دفعة معنوية كبيرة للغاية للاعبين، ولكن من الضروري أن تحذر الفرق من هذا الأمر.

برشلونة واجه باريس سان جيرمان الموسم الماضي في دور الـ16 من دوري الأبطال، نتيجة الذهاب انتهت بفوز الفريق الباريسي برباعية نظيفة، نتيجة تنهي أحلام برشلونة في العبور للدور المقبل.

ولكن في الإياب حدثت المعجزة، وفاز برشلونة بستة أهداف لهدف، في عودة لا يقال عنها سوى تاريخية وملحمية.

بعد الفوز والتأهل لربع النهائي، ظنَّ الجميع أن برشلونة سيكون قادرًا على الفوز تحت أي ظرف من الظروف وضد أي فريق، بعد سداسية سان جيرمان، ولكنه اصطدم بفريق مختلف بمدرسة مختلفة في اللعب وهو يوفنتوس الإيطالي، وانتهى اللقاء الأول “الذهاب” بفوز السيدة العجوز بثلاثية نظيفة.

توقع البعض عودة تاريخية أخرى لبرشلونة، ولكن الواقع فرض كلمته الأخيرة، وتأهل يوفنتوس بعد تعادله سلبيًا أمام البلوجرانا.

الريمونتادا والعودات التاريخية شيء رائع للغاية، ويعطي للاعبو الفريق الفائز شعور رائع وثقة كبيرة، ولكنها ليست كل شيء، كل مباراة لها تفاصيلها المختلفة عن الأخرى، كل مباراة لها ظروفها، لذلك فالـ”ريمونتادا” هذه مثل السم في العسل، مذاقه جميل، ولكنه قاتل.

ليفربول ليس برشلونة والعكس صحيح

DbkyzyXXcAY6l_a

يوزيبيو دي فرانشيسكو مدرب روما يجب أن يدرك شيء مهم للغاية، وهو أن ليفربول ليس برشلونة، وبرشلونة أيضًا ليس ليفربول، كل فريق له طريقته المختلفة في اللعب، وكل مباراة لها ظروفها، فمن الممكن أن تكون في يومك والحظ يقف بجانبك، ويوم آخر تكون خارج نطاق الخدمة، “الريمونتادا” لا تقاس عليها قوة الفريق أو جودته، ولكنها متعة مؤقتة، وليست دائمة.

التذكير بعودة روما التاريخية للاعبي الفريق قبل مباراة ليفربول، ستزيد الأمور سوءًا، وقد تنتهي بكارثة، حين يفوز الريدز بخماسية أخرى.

يجب على دي فرانشيسكو أن يجتمع بلاعبيه قبل المباراة، ويؤكد لهم بأن سيناريو مباراة برشلونة لن يعُاد مرة أخرى، بل أقدام لاعبي الذئاب هي التي ستكتب تاريخًا جديدًا، فالفريق الإنجليزي له طريقة أخرى في اللعب، ولديه لاعبين بقدرات تختلف عن قدرات نجوم برشلونة، لذلك فالتعامل مع المباراة مثل ما حدث في لقاء برشلونة سيعد خطأً فادحًا سيقع فيه فرانشيسكو.

روما قد يعود بالنتيجة ويفوز على ليفربول، ولكنها ستكون نتاج جهد وتعب عناصر الفريق، وليس بسبب فوز الذئاب بمباراة انتهت منذ أسابيع مضت.

للتواصل مع الكاتب من هنا

محمد صلاح يسعى لمواصلة الإبداع في نصف نهائي دوري الأبطال بمواجهة فريقه السابق روما .. فيديو