جائزة الأفضل ومواصلة ثورة التجديد للتفوق على الكرة الذهبية

مراد نشيوي 01:56 17/05/2017
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • الكرة الذهبية | جائزة الأفضل

    يستمر الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” للعام الثاني على التوالي في إدخال تعديلات جذرية على حفل توزيع جوائزه السنوي “الأفضل” شكلاً ومضموناً ، حيث أن طموح إينفانتينو لا يتوقف عند منافسة جائزة الكرة الذهبية بل يتعداه لفرض “الأفضل” كأكثر جائزة فردية رونقاً في عالم كرة القدم بين أوساط اللاعبين والجماهير مستفيداً من صفة الفيفا الرسمية ومن قوته الإعلامية والتسويقية .

    بدون شك لاتزال جائزة الكرة الذهبية تستحوذ على النسبة الأكبر من اهتمام اللاعبين والمدربين حتى بعد عودتها تحت إدارة مجلة “فرانس فوتبول” باعتبارها الجائزة الفردية الأعرق عبر تاريخ اللعبة وأكثرها رونقاً حيث أنها بشكل أو بآخر تعني أن حاملها هو أفضل لاعب في العالم بالنسبة للجماهير حتى مع عدم توفر مجلة رياضية على أي صفة رسمية أو تنظيمية في مواجهة أعلى هيئة كروية تنظيمية في العالم خصوصاً وأن فرانس فوتبول في استفتائها لا تعتمد سوى على أصوات محرريها إضافة إلى صوت صحفي عن كل دولة ، لكن شعبية الكرة الذهبية تواجه خطراً كبيراً في حالة لم تتوجه مجلة فرانس فوتبول نحو إيجاد شركاء للمساعدة في إعادة خلق كيان متجدد للكرة الذهبية خصوصاً في ظل التنظيم الباهت الذي قدمت فيه الجائزة خلال السنة الماضية بعد فك الشراكة مع الفيفا .

    على عكس فرانس فوتبول بدأ الفيفا من الصفر من أجل استحداث جائزة منافسة وهي “الأفضل” وأدخل عليها العديد من التطورات التي يمكنها أن تزيد من شعبيتها مثل إدخال أصوات الجمهور في عملية اختيار الفائزين بنسبة 25% مع الحفاظ على نموذج تصويت قادة ومدربي المنتخبات الوطنية وصحفي عن كل دولة حيث أن ردود الأفعال كانت طيبة بعد النسخة الأولى التي تم تنظيمها في زيورخ .

    حفل جوائز الأفضل 2016

    حفل جوائز الأفضل 2016

    وتستعد الفيفا لإدخال تغييرات جذرية جديدة على جوائز الأفضل ابتداءً من النسخة الثانية التي سيتم تقديم موعدها إلى شهر أكتوبر (يوم 23) وبالتالي أصبح التوجه واضحاً أمام الجماهير والمتتبعين بأن الجوائز ستخصص للأفضل في الموسم الكروي ابتداءً من 2016/17 أخذاً بعين الاعتبار نتائج وإنجازات اللاعبين والمدربين من أغسطس إلى يونيو تماشياً مع رزنامة موسم الكرة الأوروبية وأغلب دوريات العالم عكس ما كان يتم سابقاً باختيار الأفضل عن السنة التقويمية ما كان يخلق دائماً جدل معايير الفوز ومدى وزن الألقاب الجماعية التي تحقق في نهاية الموسم في ترجيح كفة نجم عن الآخر .

    ويبدو أن الفيفا استفاد جيداً من درس الخمس السنوات التي احتضن خلالها جائزة الكرة الذهبية التي يبالتأكيد لم يخرج فائزاً بعدها بل هو فقط منح صفة رسمية لجائزة منافسة لازالت تسفيد منها حتى هذا اليوم في حين لم تأخذ أكبر هيئة كروية في العالم سوى انتقادات وتشكيك في النزاهة ، لذلك يرغب الفيفا في استثمار انطلاق جائزة الأفضل من أجل بداية صفحة جديدة بجائزة جديدة لا تخلق الكثير من الجدل يشارك في تحديد حاملها الجميع ويتفق على نتائجها الأغلبية لكي تتحول مع الوقت لتكون مرجعاً لأسمها “أفضل لاعب في العالم”، “أفضل مدرب في العالم” (…) .

    كريستيانو رونالدو - الكرة الذهبية 2016

    كريستيانو رونالدو – الكرة الذهبية 2016

    وإضافة إلى تقديم موعد حفل جوائز الأفضل قرر الفيفا نقل الحفل من زيورخ السويسرية إلى لندن ابتداءً من نسخة أكتوبر المقبل من أجل جذب اهتمام إعلامي وجماهيري أكبر في واحدة من أهم العواصم الأوروبية وأكثرها جذباً لنجوم كرة القدم ، ومن الواضح أن الاتحاد الدولي يرغب في استغلال قوته الإعلامية والمالية من أجل استحداث “أوسكار” خاص بكرة القدم واللعب على الإبهار لتجاوز عراقة الكرة الذهبية ، حيث أن الأخبار الواردة تقول أن الفيفا يرغب في إقامة الحفل بملعب ويمبلي وسط حضور جماهيري ومع دعوة جميع نجوم الكرة العالمية المعتزلين والحاليين مع ضمان تغطية إعلامية غير مسبوقة مع الابتعاد عن مكاتب وهدوء زيوريخ .

    ومن المؤكد أن الصراع بين “الأفضل” و الكرة الذهبية سيعيش فصولاً أكثر أهمية خلال السنوات المقبلة ومن الواضح أن زعامة جائزة فرانس فوتبول أصبحت مهددة في ظل زحف الفيفا بكل قوتها ونفوذها ، ومن الممكن أن نشاهد الكرة الذهبية تعود لتقتصر على أفضل لاعب في أوروبا كما كانت في الأصل إذا خسرت فرانس فوتبول الرهان الذي يبدو أصعب من أي وقتٍ مضى في ظل ما تم ذكره في الأسطر السابقة .

    لمتابعة الكاتب على تويتر :

    تابع : مباريات اليوممباريات الغدمباريات الأمس