خرافة باجيو ومستقبل صفقة رونالدو

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • روبيرتو باجيو بقميص اليوفي

    محمود الحاوي – في عام 1990 قامت ضجة كبيرة في إيطاليا عقب انتقال روبيرتو باجيو من فيورنتينا ليوفنتوس مقابل 11.6مليون دولار حيث كانت هذه الصفقة مثار جدل في وسائل الإعلام الإيطالية نظرا لارتفاع قيمتها على حد تعبيرهم وبعد ثلاثة أعوام توج باجيو بالكرة الذهبية، اليوم نجد بعض اللاعبين وصلت قيمتهم ل80 مليون يورو دون أن تنطبق عليهم جملة “نجوم الصف الأول”. فما الأسباب التي أدت لوصول أسعار اللاعبين لحد الجنون؟

    “مزاد إسباني”

    من يدفع أكثر يحصل على ما يريد، هذا عنوان التنافس بين ريال مدريد وبرشلونة في إسبانيا واللذان يعتبران سببا مهما في ارتفاع أسعار اللاعبين، فالفريقان لا يعجزان عن تفعيل الشرط الجزائي في عقد أي لاعب يرغبان بضمه مما جعل الأندية تضع شروطا تعجيزية ومبالغ كبيرة لفسخ عقود لاعبيها لحماية نفسها وتحقيق أقصى استفادة مادية منهم، حتى أن بعض أندية الليجا هددت بالإضراب بالموسم الماضي أملا بتحقيق العدالة في توزيع عوائد النقل التلفزيوني لزيادة إيرادها المالي للحفاظ على لاعبيها وتلبية طلباتهم المادية، ومن الملاحظ أن عملاقي إسبانيا خسرا الكثير من الأموال في لاعبين لم يفيدوا الفريقين، ويكفي القول أن أغلى 5 صفقات في تاريخ كرة القدم حتى الآن جميعها من نصيب ريال مدريد وبرشلونة.

    إبراموفيتش مالك تشيلسي

    إبراموفيتش مالك تشيلسي

    “شرارة إنجليزية”

    كان رجل الأعمال الروسي رومان أبراموفيتش سببا في الشرارة الأولى التي أشعلت فتيل الميركاتو منذ شرائه لتشيلسي اللندني عام 2003 ودفعه مبالغ طائلة لتعزيز صفوف البلوز، وسار على خطاه مانشستر سيتي بعد أن انتقلت ملكيته لمجموعة أبو ظبي للإستثمار حيث أصبح السيتزنز يدفع مبالغ فلكية في لاعبين لا يستحقونها، كذلك فعل مالكولم جليزر مع مانشستر يونايتد والذي يضخ عشرات الملايين في كل سوق انتقالات دون نتيجة تذكر، أما ليفربول فلم يكن حاله أفضل وكان له نصيب لا بأس به من الصفقات الفاشلة والتي كلفت خزائن الريدز مبالغ لا يستهان بها، مع بقاء آرسنال الفريق الإنجليزي الأفضل في تسويق لاعبيه والتعاقد مع لاعبين جدد، حتى أندية الوسط مثل توتنهام وإيفرتون وأندية المؤخرة فإنها تدفع مبالغ مجزية في تعاقداتها، ومن المنتظر أن تتضاعف قيمة لاعبي ليستر سيتي نظرا لما يقدموه هذا الموسم، وما ساعد الأندية الإنجليزية على ذلك هو ما تجنيه من عائدات النقل التلفزيوني والتي توزع بعدالة بين أندية البريمرليج حيث ستتضاعف عائداتها بعد العقد الجديد الذي تجاوزت قيمته حاجز ال5 مليارات جنيه استرليني لنقل الدوري الإنجليزي تلفزيونيا في السنوات الثلاث المقبلة مما سيجعلها تنفق ببذخ أكبر في الصيف القادم.

    “ثورة فرنسية”

    قلب باريس سان جيرمان وموناكو موازين الكرة الفرنسية بعد استثمار روسي في موناكو وقطري في باريس سان جيرمان لكن مشروع فريق الإمارة الفرنسية فشل قبل أن يبدأ وتخلى عن أبرز نجومه بسبب مشاكل مالكه ديمتري ريبولوف مع مصلحة الضرائب الفرنسية عدا عن حادثة طلاقه من زوجته والتي كلفته الكثير من ثروته، أما المشروع الباريسي فلا زال يسير في الطريق الصحيج رغم الأموال الضخمة التي أنفقتها الإدارة القطرية إلا أن النتائج الجيدة تؤكد سلامة هذا المشروع، لكنه سيكون مطالبا بتقديم إغراءات أكبر في المستقبل للحفاظ على نجومه الحاليين وإقناع نجوم آخرين بالتوقيع له مما سيزيد من أسعارهم بشكل مبالغ فيه.

    “أسواق ناشئة”

    يبدو أن الأسواق الناشئة أصبحت مفضلة لعديد اللاعبين وأهم هذه الأسواق روسيا وأمريكا والصين والخليج العربي، وهناك الكثير من اللاعبين يفضلون اللعب في روسيا بسبب العائد المالي الجيد ثم إمكانية المشاركة في دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي، وبعض اللاعبين قد لا يهمهم المشاركات الأوروبية بقدر اهتماهم بالمال لذلك سنجدهم في الصين التي تعتبر من أكبر وأهم الأسواق الكروية الناشئة والتي أذهلت العالم بميركاتو شتوي ضخم نظرا لما تقدمه أنديتها من إغراءات بالملايين للاعبين وأنديتهم، فيما تبقى أمريكا والخليج مفضلة أكثر للاعبين الذين شارفوا على إنهاء مسيرتهم الكروية.

    صفقة رونالدو مع ريال مدريد في 2009

    صفقة رونالدو مع ريال مدريد في 2009

    “أندية تستحق الاحترام”

    بعض الفرق قدمت نماذج رائعة في إدارة أندية كرة القدم رغم عدم قدرتها على مجاراة الأندية الغنية واعتمدت على صقل المواهب وبيعها بمبالغ مالية كبيرة بجانب إستمرارها بالمنافسة على الصعيد الأوروبي أهمها على الإطلاق إشبيلية وأتليتيكو مدريد في إسبانيا وبورتو وبنفيكا في البرتغال دون أن ننسى بروسيا دورتموند في ألمانيا.

    قبل 26 عاما كان باجيو أغلى لاعب في العالم واليوم أصبحت صفقة انتقاله خرافة، وربما بعد مرور 26 عاما على إنتقال كريستيانو رونالدو للريال تصبح صفقته خرافة أخرى، وبات من الأفضل وضع سقف محدد لأسعار اللاعبين أملا بتحقيق العدالة بين جميع الأندية وإنقاذ كرة القدم من الاحتكار.