ريال مدريد - الدوري الإسباني

سبورت 360 – ساعات قليلة تفصلنا عن مباراة القمة التي ستجمع ريال مدريد وليفربول على ملعب أنفيلد رود، في ذهاب دور 16 من بطولة دوري أبطال أوروبا. ومما لا شك فيه أنها المباراة الأكثر ترقباً منذ بداية الأدوار الإقصائية.

ويعاني كلا الفريقين من بعض الغيابات البارزة التي قد تؤثر على خطط المدربين وأسلوب اللعب، لكن في المقابل استعاد كلاهما بعض المصابين قبل هذه المواجهة، وأبرز الأسماء العائدة من الإصابة هي كريم بنزيما وفيرجيل فان دايك.

ورغم أن توقع هذا النوع من المباريات صعب جداً وأمر غير منطقي من الأساس، لأن هناك عدة تفاصيل وعوامل قد تؤثر في الطريقة التي سيسر بها اللقاء، إلا أن هناك بعض المؤشرات المبدئية التي تجعلنا نرشح كفة ريال مدريد قليلاً للخروج بنتيجة إيجابية، سواء بالتعادل أو الفوز، في ظل أن المباراة ستقام بمعقل ليفربول.

ريال مدريد لا يعاني بقدر ليفربول

لا يقدّم ريال مدريد أفضل أداء ممكن هذا الموسم، ونتائجه ليست مميزة، لكنها ليست سيئة أيضاً، فهو ما زال ينافس على جميع الجبهات، وحقق منذ بضعة أيام لقب كأس العالم للأندية، ولا يتعثّر بالقدر الذي تعثّر به ليفربول.

هناك فارق كبير بين نتائج ريال مدريد في الدوري الإسباني ونتائج ليفربول في الدوري الإنجليزي، الأمر الذي يعطينا مؤشر واضح أن الفريق الملكي وإن كان يعاني من بعض المشاكل، لكنه لم يصل لمرحلة الانهيار كما حدث مع فريق يورجن كلوب خلال الأسابيع الماضية.

الشيء الذي يعوّل عليه عشاق ليفربول هو أن الفريق استعاد جزء من مستواه في آخر مباراتين واستطاع تحقيق الفوز أخيراً،  لكن في الواقع هناك علامات استفهام كبيرة حول الأداء، فمثلاً الفريق انتصر على نيوكاسل، لكن الأخير خلق فرصاً بقدر الريدز رغم أنه يلعب بـ10 لاعبين منذ الدقيقة 22.

أفضلية نفسية واضحة لريال مدريد

بحكم تفوق ريال مدريد بشكل ساحق في آخر المواجهات المباشرة الأخيرة، فبلا شك سيكون لديه أفضلية واضحة من الناحية النفسية في معركة اليوم، حيث انتصر الريال في آخر 5 مباريات وانتهت مباراة واحدة بالتعادل ولم يتلقى أي هزيمة. ولذلك سيكون الشك رفيق ليفربول إن لم تسير الأمور في صالحه منذ البداية.

ريال مدريد يملك حلول هجومية أكثر

المشكلة التي تواجهها الفرق الكبيرة ضد ريال مدريد في دوري الأبطال تتمثل في أن هذا الفريق ليس لديه أسلوب لعب واضح، فتراه ببعض الفترات يهاجم بشراسة، وبفترات أخرى يدافع بكثافة عددية في مناطقه، وأحياناً يضغط بشكل عالي وأحياناً يكون ضغطه متوسط لاستدراج الخصم، ويمكنه اللعب على المرتدات أو بناء الهجمات بشكل بطيء ومنظم، وقادر على الهجوم عبر الكرات الطويلة والقصيرة.

عدم امتلاك ريال مدريد هوية لعب واضحة هي إحدى نقاط قوته في بطولة دوري الأبطال، وإن كانت تتحول إلى نقطة سلبية أحياناً ضد الفرق الصغيرة، لكن بشكل عام هذا الأمر يجعل الخصم يواجه صعوبة في التحضير وتوقع الطريقة التي ستسير بها المباراة.

أضف إلى كل ذلك أن الفريق الملكي يمكنه التسجيل من عدة وضعيات ومن جميع اللاعبين تقريباً، فنحن نتحدث عن 4 لاعبين تخطوا حاجز 10 أهداف في الفريق هذا الموسم، ولديه لاعبين يمتازون بالرأسيات مثل كريم بنزيما ورودريجر وميليتاو، ولاعبين آخرين يمتازون بالمهارة العالية مثل فينيسيوس ورودريجو، عدا عن امتلاك معظم لاعبي الفريق قدرة خاصة بالتسديد من خارج منطقة الجزاء، وبالطبع ليفربول لا يملك كل هذه الأسلحة في نفس الوقت، وليس بنفس الكفاءة.

من السهل الوصول إلى منطقة جزاء ليفربول

من تابع مباريات ليفربول هذا الموسم، يدرك جيداً أن وضع الكرة في الثلث الأخير من ملعبه أمر سهل للغاية، خصوصاً ضد الفريق التي تمتاز باللعب السريع ولديها لاعبون قادرون على الاحتفاظ بالكرة، وهذه النوعية من اللاعبين متوفرة في ريال مدريد وبجميع الخطوط.

إن لم يكن دفاع ليفربول قادراً على التعامل مع هجمات ريال مدريد المتكررة، فإن الفريق سيعاني كثيراً، لأن الريال سينجح حتماً في الوصول إلى منقطة الجزاء في عدة مناسبات.

ريال مدريد لديه فينيسيوس جونيور

لماذا فينيسيوس على وجه الخصوص، وليس بنزيما أو مودريتش أو فالفيردي أو أي لاعب آخر؟ لأن فينيسيوس في الوقت الراهن هو واحد من أفضل 3 لاعبين في العالم من حيث خلق الحلول من العدم.

في المقابل، ليفربول لا يملك هذا اللاعب في تشكيلته الحالية، صحيح أن محمد صلاح لاعب خطير وقادرعلى صناعة الفارق في أي لحظة، وكذلك الامر بالنسبة لداروين نونيز وجاكبو، لكن فينيسيوس نوعية مختلفة من اللاعبين يفتقد إليها الريدز هذا الموسم، واللاعب الوحيد الذي قد يشبهه قليلاً هو لويس دياز، لكنه غير جاهز للعب اليوم، بينما خسر الفريق خدمات ساديو ماني في الصيف الماضي.

البعض سيقول أن اللمسة الاخيرة غائبة عن فينيسيوس مؤخراً، وهذا صحيح، لكن كمية الفوضى والفرص التي يخلقها هذا اللاعب من الصعب احتوائها، خصوصاً ضد الفرق التي تلعب بدفاع متقدم مثل ليفربول.