ماذا لو كان غياب نيمار في مصلحة باريس وليس برشلونة؟!

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • نيمار - باريس سان جيرمان - دوري أبطال أوروبا

    سبورت 360 – مرة أخرى يخوض باريس سان جيرمان مباراة مهمة في دوري أبطال أوروبا بدون نجمه الأول نيمار، الفريق سيحل اليوم الثلاثاء ضيفاً على ملعب الكامب نو لمواجهة برشلونة في ذهاب دور 16 بغياب النجم البرازيلي بسبب تعرضه للإصابة خلال مباراة كان في كأس فرنسا.

    يمكننا ملاحظة انقلاب التوقعات والتكهنات رأساً على عقب منذ الإعلان  عن غياب نيمار، باريس سان جيرمان كان بنظر الجميع يملك حظوظ أكبر للخروج بنتيجة إيجابية من ملعب الكامب نو، لكن في الأيام الماضية بدأت تميل الكفة للبرسا بعد أن خسر الفريق الباريسي أحد أهم أسلحته، وهذا لا ينفي وجود عوامل أخرى ساهمت في تغيير التوقعات بشكل كبير مثل مستوى الفريقين في الآونة الأخيرة.

    ومما لا شك فيه أن خسارة لاعب بقيمة وحجم نيمار يشكل ضربة قوية على الصعيدين الفني والمعنوي، لأنه يمتاز بالجانب الإبداعي والقدرة على الاختراق وصناعة الفارق في أي لحظة، لكن أحياناً يحدث ما هو غير متوقع، ويكون غياب النجم الأول في مصلحة الفريق وليس العكس، وفي هذا التقرير سوف نستعرض بعض النقاط التي قد يؤثر فيها غياب نيمار إيجاباً على باريس.

    الحل لمشاكل باريس سان جيرمان الدفاعية

    شاهدنا في الأسابيع الأخيرة، وتحديداً منذ وصول المدرب الجديد ماوريسيو بوتشيتينو معاناة باريس سان جيرمان بشدة على الصعيد الدفاعي، الأمر لا يتعلق بعدد الأهداف الكبير الذي تلقاه وحسب، وإنما بفقدانه السيطرة في معظم المواجهات والسماح للخصم بالهجوم عليه بشكل أكبر بكثير من قدراته، وهذا نتيجة وجود مساحات شاسعة في خطي الوسط والدفاع لم ينجح المدرب الأرجنتيني في معالجتها.

    باريس دائماً ما يلعب بتشكيلة هجومية، وأحياناً نرى 3 مهاجمين في الملعب مع لاعب خط وسط هجومي أيضاً، ويسفر عن ذلك اندفاع مبالغ به، وتكاسل من هذا الرباعي بتأدية الأدوار الدفاعية، ولذلك نرى الفريق يعاني باستمرار عندما ينجح الفريق الخصم بالخروج في الكرة من مناطقه وشن هجمة على مرمى كيلور نافاس.

    بوتشيتينو اليوم لا يوجد أي ضغط عليه للعب بالثلاثي الهجومي المعتاد المتمثل بكيليان مبابي وماورو إيكاردي ونيمار، لأن الأخير يغيب للإصابة، وبالتالي يمكنه الدفع بلاعب خط وسط رابط يضيف صلابة أكبر للعملية الدفاعية، ويغطي المساحات في وسط الميدان، حتى لو كان ذلك على حساب الجانب الهجومي.

    وجود نيمار في مباراة اليوم كان سيضع بوتشيتينو في موقف صعب للغاية، لأنه سيضطر للدفع بالثلاثي الهجومي الفتاك، وجميعنا يعلم أن ثلاثتهم لا يقدمون المساندة الدفاعية كما يجيب، وحتى لو حاولوا فعل ذلك، فهم لا يمتازون بهذا الجانب، ولا يوجد فريق أفضل من برشلونة في العالم يمكنه استغلال هشاشة خط الدفاع وانهيار منظومة الخصم الدفاعية.

    نيمار دا سيلفا - باريس سان جيرمان - دوري أبطال أوروبا

    الضغط أقل على باريس مقارنة ببرشلونة

    غياب نيمار يعيد باريس سان جيرمان إلى العالم الحقيقي، لأن سقف التوقعات من المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي وحتى وسائل الإعلام كان مرتفعاً للغاية، وكان الجميع يتحدث عن هزيمة قاسية للبرسا، لكن بعد انحدار مستوى باريس نتيجة لتغيير المدرب بشكل مفاجئ، وتحسن أداء برشلونة، أصبحت الحظوظ متساوية، قبل أن تنقلب مؤخراً لمصلحة الفريق الكاتالوني بشكل كامل في الأيام القليلة الماضية بسبب غياب نيمار.

    هذا العامل مهم جداً لباريس كي يلعب المباراة بدون ضغطوط، ويدرك أنه الطرف الأضعف في المباراة، لأنه سيحفز اللاعبين على بذل المزيد من الجهد البدني لكي يجاروا برشلونة في نسقه العالي، لاسيما مع عدم وجود خيارات ابداعية عديدة بغياب نيمار وآنخيل دي ماريا.

    كما أن عدم مشاركة نيمار قد يشكل فخاً لبرشلونة نفسه، فمن المؤكد أن استعداد الفريق من الناحية الذهنية اختلفت كثيراً، فعندما تواجه نيمار ومبابي وإيكاردي يكون الأمر مقلقاً لدرجة كبيرة، بينما عندما يخسر الخصم اللاعب الذي تبنى عليه المنظومة الهجومية بشكل كامل، قد يجعل لاعبي البرسا أكثراسترخاءً، وهذا قد يولد بعض التراخي والمفاجآت لمصلحة الفريق الباريسي.

    تسريع نسق لعب باريس سان جيرمان

    آخر نقطة يمكننا الحديث عنها وهي أن نيمار رغم مهاراته الاستثنائية وقدرته الكبيرة على صناعة الفارق، إلا أنه أحياناً يبطئ رتم فريقه في عملية الارتداد بسبب مبالغته بالاحتفاظ بالكرة، ومن يشاهد مباريات برشلونة هذا الموسم، يدرك جيداً أن الخصوم تنجح في زيارة شباك تير شتيجن عندما تنظم هجمات سريعة وتذهب مباشرة نحو المساحات، وكل ثانية من المماطلة ستمنح ليونيل ميسي ورفاقه فرصة لإعادة ترتيب أوراقهم الدفاعية.

    باريس من المتوقع أن يلعب اليوم بنسق أسرع في ظل غياب نيمار، لأنه اللاعب الوحيد في منظومة باريس الذي يفضل الاحتفاظ بالكرة وتدويرها في منتصف الملعب أحياناً، في حين أن أسلوب لعب كيليان مبابي وماورو إيكاردي مباشر بشكل أكبر، وبرشلونة تحديداً يعاني ضد الفرق التي تذهب نحو المرمى بدون فلسفة زائدة.