من الأنسب لتدريب المنتخب السوري – إريكسن أم المحروس أم نبيل المعلول

Mitri Hajjar 16:07 22/01/2020
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • إريكسن - المحروس - المعلول (Getty Images)

    بدأت لجنة المنتخبات الوطنية السورية عملها سريعاً لحسم موضوع مدرب منتخب الرجال الذي لن يكون المدرب فجر إبراهيم الذي استعان به الاتحاد السابق إسعافياً في كأس آسيا وقاد منتخب سورية إلى مسيرة مظفرة في التصفيات الآسيوية حيث تصدرها من دون أي تعادل أو هزيمة وبات قاب قوسين أو أدنى من التأهل للدور الثاني وكأس آسيا القادمة في الصين. وقد طرحت بحسب أعضاء لجنة المتنخبات ثلاثة خيارات أحدها المدرب الوطني نزار محروس ، والثاني نبيل المعلول أو المدرب الأجنبي الذي توقعت مصادر صحفية أن يكون السويدي الشهير  سفن جوران إريكسن مدرب لاتسيو منتخب إنجلترا وساحل العاج وأخيراً الفيليبين.

    سرعة لجنة المنتخبات في التحرك تحسب لها ، ومن البداية وقبل انتخابات اتحاد كرة القدم كان العميد حاتم الغايب يلمح إلى أن فجر إبراهيم لن يكون المدرب القادم وطرح هو نفسه في مقابلات صحفية عدة خيار المدرب العربي أو أجنبي متطور.

    وسنقوم فيما يلي بتقييم الخيارات التي قدمتها لجنة المنتخبات الوطنية السورية لتحديد من هو الأصلح ليقود منتخب نسور قاسيون في الفترة القادمة.

    خيار المدرب الأجنبي

    سواء أكان هذا المدرب الأجنبي هو سفن جوران إريكسن أو غيره هو خيار غير صالح لتدريب المتنخب السوري وأثبتت التجارب على مدى السنوات الأخيرة (قبل الأزمة السورية حتى ) بأنه لم يقدم أفضل من المدربين الوطنيين بل ربما أسوأ رغم أنه يتلقى راتباً أعلى بعشرات المرات.

    وأفضل الإنجازات التي حققها المنتخب تاريخياً على صعيد المنافسات القارية (باستثناء دورة المتوسط ) كانت بقيادة مدربين وطنيين حيث وصل إلى حدود كأس العالم مع الأسطورة السورية أوأديس كافالكيان ومع أيمن الحكيم مدرب المنتخب الأولمبي حالياً. ومع حسام السيد نال كأس غرب آسيا ومع فجر إبراهيم (الذي شبع انتقادات ) وصل إلى كاس آسيا والتصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم وهو على قاب قوسين أو أدنى من الأولى.

    المدرب الأجنبي إجمالاً يعاني من عدم فهمه للاعب السوري وطبيعته وبالتالي يصل حتماً إلى نقطة يفقد فيها التواصل مع اللاعبين وقدرته على تحفيزهم. وإجمالاً يعجز المدرب الأجنبي ( خصوصاً أصحاب الأسماء الكبيرة ) على تقديم الإضافة  لأن كرة القدم في بلداننا متأخرة أصلاً عن البلدان التي أتوا منها  حيث يشرب اللاعب هناك التكتيك والتحرك الصحيح في الملعب منذ الصغر ويصعب إضافة أي شيء في مرحلة الرجال أو مرحلة المنتخب الوطني الأول حيث يكون اللاعب قد اكتمل وتصبح العملية بالمختصر هي إدارة للموارد المتاحة خصوصاً في ظل تراجع فترة تجمعات  المنتخبات الوطنية أكثر فأكثر وحصرها في أيام الفيفا.

    لذلك فأي خيار للأجنبي فيجب أن يكون في المستويات التي تسبق المنتخب الأول أو في تطوير المدربين العاملين في سورية . وإن كان لابد من مدرب أجنبي فليكن شاباً يفهم هذا العصر أو طموحاً ومتعطشاً  لتحقيق الكثير كما كان مدرب الأردن فيتال بوركلماظ أو مدرب منتخب قيرغيستان ألكسندر كريستينين الذي صنع طفرة واضحة في منتخب لم يكن يعلم أحد بوجوده سابقاً.

    سفن جوران إريكسن (Getty Images)

    سفن جوران إريكسن (Getty Images)

    (خيار المدرب العربي (نبيل المعلول

    خيار المدرب العربي يقصي عامل اللغة وصعوبة التواصل . وهو كونه عربياً فهو بالتأكيد أكثر فهماً للثقافة والنفسية العربية من أي مدرب أجنبي. كما أنه مدرب كبير للغاية ووصل مع تونس إلى نهائيات كأس العالم الماضية في روسيا ولديه خبرة كبيرة لكنها في معظمها في تونس وشمال إفريقيا مع بعض الخبرة في غرب آسيا من خلال الأندية القطرية. لكن نبيل المعلول ورغم كل ما يمتلكه من إمكانات ورغم الأداء الجيد الذي ظهر به المنتخب السوري يوماً مع المدرب المصري الراحل  أحمد رفعت الذي درب سورية  بين عامي 2003  و 2004 لكن التكلفة ستبقى مرتفعة.

    نبيل المعلول (Getty Images)

    نبيل المعلول (Getty Images)

    (خيار المدرب الوطني (نزار محروس

    هو الخيار الأفضل لمنتخب الرجال (تحديداً ) لأنه يفهم اللاعبين ولغتهم ويعرف تماماً كيفية التواصل معهم وكيفية تحفيزهم خصوصاً أن معظم أدائنا يعتمد بالشكل الأساسي على الحالة النفسية للاعبين وحماستهم أكثر من التكتيك والخطط (لنكون صادقين مع أنفسنا ) فهذا السلاح إجمالاً والذي هو أقوى أسلحتنا (الجماعية ) هو بيد المدرب الوطني أكثر من أي لاعب آخر.

    في تقييم سريع لنزار محروس كمدرب فهو فنياً من أفضل المدربين في سورية على صعيد الثقافة والمعرفة فعلى صعيد الشهادات فهو يملك

    • الشهادات الآسيوية (A,B,C)
    • دورة متقدمة من الاتحاد الألماني لكرة القدم
    • شهادة pro دبلوم أوربي من جمهورية التشيك
    • شهادة pro باللياقة البدنية من فرنسا
    • شهادة فوتورو (فيفا كورس )(Futuro)
    • دورة التضامن الدولية من الاتحاد الدولي فيفا

    أما على صعيد الخبرة والإنجازات فهو درب في سورية والعراق ولبنان والأردن والسعودية وفاز بالدوري في الأردن والعراق وهو معروف بكرته الممتعة منذ أن استلم تدريب نادي الوحدة عندما كان لاعباً في التسعينيات ودرب منتخب سورية مرتين الأولى كبديل للمدرب البولندي يانوس في تصفيات كأس آسيا 2004  وفي تصفيات كأس العالم 2012  وقت قصة جورج مراد الشهيرة وحقق انتصارين في التصفيات التمهيدية وتأهل للأدوار المتقدمة لكن المنتخب أبعد نتيجة إشراكه للاعب لعب سابقاً مع منتخب السويد الأولمبي وكان فضيحة كبيرة وقتها . والخسارة الكبرى أنه امتلك واحدة من أجمل التشكيلات دون الإنقاص من قيمة التشكيلة الحالية التي تعتبر من الأفضل أيضاً في تاريخ الكرة السورية . وبالتاكيد يستطيع المحروس أن يخرج منها أفضل ما لديها.

    السوري نزار محروس (Getty Images)

    السوري نزار محروس (Getty Images)

    نزار محروس أو أبو حامد كما يحب عشاقه تسميته هو اسم كبير في الكرة السورية لاعباً ومدرباً وله كاريزما عالية مع الجمهور والإعلام على حد سواء وهو أمر مهم جداً وهو ابن البلد ويعرف الأوضاع وكيفية التعامل معها . كما أنه يعرف اللاعبين وخصائصهم ويمتلك الشخصية القوية لإدارتهم بالشكل الصحيح  والأسلوب الأفضل  لتحفيزهم بأفضل طريقة ممكنة . ومع وجود زميل دربه الكردغلي كمدير للمنتخب الوطني وحاتم الغايب كرأس لاتحاد كرة القدم فهذا سيضمن أفضل الظروف له للعمل . وهو بالتأكيد سينال ثقة الشارع الرياضي فوراً بما يخفف ضغطه على المنتخب وأعضائه .

    خيار المدرب الوطني للمنتخب السوري هو الخيار الأفضل ، واسم المحروس هو أفضل الأسماء الموجودة سواء تقنياً أو فنياً وحتى كشخصية وجماهيرية وهو الأمر المهم كما ذكرنا. لكن المهم أن يكون هو مقتنعاً بتدريب المنتخب لأن هذه المهمة لأنه سبق أن رفضها. لكن الظروف الآن أفضل على الأقل من ناحية الأشخاص الذين استلموا مقاليد المسؤولية في الاتحاد الأهم في الكرة السورية. والأيام القليلة القادمة ستكشف هوية مدرب المنتخب الوطني القادم الذي يتمناه كاتب هذه السطور وطنياً بامتياز.