إستشراق المستقبل .. وظيفة مملة للكرة العربية

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • في كل مشاركة لمنتخب أو نادي عربي في بطولة قارية أو دولية نلتف حوله جميعاً بحكم العاطفة لدعمه معنوياً ونادراً ما تتحقق الآمال المعولة على هذا الفريق لتحقيق إنجاز مشرف للكرة العربية.

    في السنوات الخمس الماضية فرحنا وطبلنا للمشاركة الجزائرية المشرفة في مونديال البرازيل ولوصول الرجاء البيضاوي المغربي لنهائي مونديال الأندية قبل خسارته أمام بايرن ميونيخ، قبل ذلك شاهدنا أيضاً إنجازات تاريخية للأهلي والمنتخب المصري على الصعيد القاري جعلت منتخبات افريقيا مجتمعة تضع الخطط للإطاحة بالمصريين عن عرش القارة السمراء.

    كل ذلك تحقق بإنجازات عرب افريقيا وسط غياب مؤلم لعرب آسيا عن مشهد المنافسة في القارة الصفراء.

    وظيفة مملة

    وظيفة إعداد فريق للمستقبل والعمل المستمر في الإحلال والتبديل أصبح وظيفة مملة للكثير من الإتحادات العربية، ففي كل منافسة يدخلونها بطموح تحقيق اللقب وبعد الخروج منها يبدأ الحديث عن مشاركة مشرفة لا تمت للشرف بصلة من الأساس.

    husam_player1-1

    تشوه ديمغرافي

    في المنطقة العربية نشاهد بعض الدول تضم في دوريها 15 نادياً وعدد سكانها لا يتجاوز النصف مليون في المقابل نشاهد الدوري الصيني يضم 16 نادياً وعدد سكان الصين يتجاوز المليار إنسان، حتى في التوزيع الديمغرافي للأندية العربية هناك تشوه واضح لوجودها، وعند مشاركة أحد هذه الأندية في بطولة مثل دوري أبطال آسيا تبدأ بطلب الدعم من جماهير الأندية الأخرى لعدم وجود جماهير تكفي لدعمها.

    أموال مهدورة

    معظم الإتحادات العربية ترسخت لديها قناعة بأفضلية المدرب الأجنبي على حساب المحلي ومستعدة لإنفاق الملايين للتعاقد مع مدرب عالمي لا يفقه شيء بطبيعة وبيئة اللاعب العربي، الأمر الذي جعلها تدخل في دوامة من الفشل.

    على صعيد اللاعبين فنادراً ما نشاهد محترف يستمر مع فريق عربي لأكثر من موسم وبعض الأندية تغير محترفيها مرتين خلال الموسم وبنهاية الموسم تخرج إدارة الفريق للحديث عن المديونية والأزمات المالية.

    ميزانيات عشوائية

    بعض الأندية العربية لا تعتمد على ميزانية بدراسة مخطط لها وإنما على ما يتم تقديمه من أعضاء الشرف وهبات الدولة لها، فتراكم ديونها بات أمراً طبيعياً، أما الحديث عن تلبيتها لمتطلبات الإتحاد الآسيوي مثلاً فهذا عبارة عن تلبية إسمية وليست حقيقية وهناك سؤال مطروح عن عدد الأندية العربية التي تكشف حجم إنفاقها وإيرادتها نهاية الموسم فالمحصلة هي زيادة كبيرة في النفقات على حساب الإيرادات وهذا الفرق يولد عجز متراكم في المديونية نهاية كل موسم.

    hqdefault

    الإحتراف الخارجي

    تجربة بسيطة للسعودي سامي الجابر مع وولفرهامبتون الإنجليزي وأخرى للحارس العماني علي الحبسي في إنجلترا أيضاً أهمها مع بولتون ربما هي حصلة الإحتراف الخليجي في أوروبا، في الجانب العراقي شاهدنا تجربة جيدة لعلي عدنان مع أودينيزي الإيطالي، في الوقت الذي قدم فيه عرب افريقيا عشرات المحترفين لأوروبا عبر المغرب وتونس والجزائر ومصر وحتى ليبيا.

    تعليم التفكير

    العلم رهان غير قابل للخسارة، في الكثير من دول العالم هناك مناهج لتعليم التفكير، القائمين على التخطيط للكرة العربية يحتاجون لهذا العلم ليس من باب السخرية من عظيم قدراتهم وإنما لحاجتهم الفعلية له، هناك مسؤولين عرب يحتفظون بخمسة مناصب بألعاب مختلفة في إتحادهم القاري والمحلي، يا لها من إزدواجية مضحكة تبعث على النفس الأمل في تطوير الرياضة العربية.

    الخلاصة

    من متابعتي المتواضعة للجانبين الإداري والتسويقي في كرة القدم توصلت لمعادلة مفادها:

    إدارة الألمان + تسويق الإنجليز = النجاح.

    فلو اندمج النجاح التسويقي للإنجليز والمثالية الإدارية للألمان في فريق عربي سنصل حينها للقمم، والكرة العربية لا ينقصها شيء لتطبيق هذه المعادلة لأن ما يتم إنفاقه على كرة القدم يقدر بالملايين حتى الدول العربية ذات الإمكانات المحدودة إنفاقها كبير على هذه اللعبة، الفكرة الأساسية تكمن في كيفية صرف هذه الأموال وما هو مردودها في المستقبل.

    لمتابعة الكاتب عبر الفيسبوك