خلال الـ100 عام الماضية في تاريخ كرة القدم بالنسبة للشعوب العربية عاصرنا العديد من القوى والمنتخبات العربية التي ظهرت وقدمت مستوى فني وألقاب وأرقام ومشاركات جيدة في المحافل الدولية والبطولات القارية مازلنا نتذكرها حتى الآن.
فمن ينسى مشاركة منتخب المغرب وتألق أسوط الأطلس في مونديال 1986 بالمكسيك وتصدر مجموعته على حساب إنجلترا والفوز على البرتغال بثلاثية وجيل تونس التاريخي في مونديال 1978 في الأرجنتين وتألق منتخب الجزائر في مونديال 1982 بأنتصارات تاريخية وجيل منتخب مصر التاريخي 4 سنوات تاريخية والفوز بثلاثة ألقاب قارية من 2006 لـ2010.
لكن ما يقدمه منتخب الجزائر في أخر عامين هو شيء خارق في كرة القدم العربية بل هو الأفضل والأقوى والأكثر أمتاعاً كروياً وفنياً ورقمياً في تاريخ العرب على مستوى المنتخبات.
فرحة الصعود لمونديال 2014
بداية من عملية الصعود لمونديال 2014 بالبرازيل والفوز على منتخب أفريقية قوية مثل مالي وبوركينا فاسو ثم الصعود للمرة الثانية على التوالي للمونديال والأداء التاريخي ضد منتخبات روسيا وبلجيكا واكتساح منتخب كوريا الجنوبية القوي بدنياً وتنظيمياً بالأربعة ثم الخسارة بصعوبة ضد بطل العالم والمتوج بهذه النسخة وهو المنتخب الألماني بعد 120 دقيقة من نار.
بعد التوهج وتقديم أداء تاريخي في مونديال البرازيلي قدم المنتخب الجزائري أداء جيد نوعاً ما في كأس أمم أفريقيا وخرجت بدور ربع النهائي أمام المنتخب الإيفواري المتوج بلقب البطولة التي أقيمت في غينيا الاستوائية وبعد البطولة نجح محاربي الصحراء في إعادة ترتيب الأوراق من جديد مع المدرب الفرنسي كريستيان جوركيف وهذا ما ظهر بتقديم أداء أكثر من رائع والفوز في أغلب المباريات الدولية والتأهل للدور الثالث بتصفيات كأس العالم 2018 بعد اكتساح تنزانيا وتصدر مجموعته في التصفيات المؤهلة لكأس أمم أفريقيا 2017 بالجابون.
المعادلة الصعبة الجزائرية
نجوم الجزائر في مونديال 2014
عندما يمتلك أي منتخب عربي أو أفريقي مجموعة مميزة من المحترفين في الدوريات الأوروبية فأننا نجد اختلاف مستوى وتمرد نوعاً ما ومشاكل تحدث ما بين النجوم المحترفة والإدارات الفنية بالمنتخب وهذا يؤثر بالسلب على أداء المنتخب لكن ما نجح به المدرب البوسني خليلودزيتش ورئيس الاتحاد الجزائري محمد روراوة وحالياً جوركيف هو احتواء النجوم المحترفة والتعامل معهم بشكل محترف وذكي والدمج بين العناصر المحلية والمحترفة بالشكل الصحيح.
رأينا هذا في المونديال الماضي بوجود تناغم واضح بين ياسين براهيمي ورياض محرز وسفيان فيغولي وباقي نجوم المنتخب الجزائري المحترفين مع عناصر أخرى ليست محترفة في أوروبا مثل عبد المؤمن جابو الذي قدم أداء مميز وسجل هدفين بينما حالياً ترى هذا التناغم والإمداد بين عناصر محلية والمحترفين مستمر بل ويزداد تدريجياً للأفضل خاصة بعد تألق الأندية الجزائرية قارياً وتحديداً نادي اتحاد العاصمة.
جيل شاب قادم لسيطرة لمدة أطول
منتخب الجزائر الأوليمبي
المنتخب الجزائري تحت 23 عام حقق أنجاز مميز بالصعود لأولمبياد ريو دي جانيرو والتي ستقام بالبرازيل خلال الصيف المُقبل بعد الخسارة في نهائي كأس أمم أفريقيا تحت 23 من منتخب نيجيريا وهو أنجاز لم يتحقق من مدة في الشارع الرياضي الجزائري وهذا دليل على نجاح المنظومة الكروية الجزائرية خلال أخر 6 سنوات.
خلال الفترة القادمة سنرى أسماء شابة مميزة مثل زين الدين فرحات وأسامة درفلو ومحمد بن يطو ورامي بن سبعيني وغيرهم من الأسماء الشابة المميزة التي تألقت وسنراها بشكل أفضل وأقوى في الاوليمبياد وهذه الأسماء بالطبع سيكون لها فرصة قوية بالدوريات الأوروبية خلال الموسم المقبل.
لذلك يجب أن نتوقع جيل جزائري شاب سيكون لبنة قوية لجيل جديد سيساهم بشكل قوي في دفع مسيرة انجازات كرة القدم الجزائرية خلال الـ5 سنوات القادمة بدون شك مع نجوم المنتخب الوطني الأول حالياً.
بأختصار شديد بعد النظرة الشاملة للماضي والحاضر والمستقبل الجزائري أستطيع أن أؤكد بقوة أن الجيل الجزائري خلال أخر عامين هو الأقوى في تاريخ الكرة العربية وفي نفس الوقت هو قادر على السيطرة وأثبات هذه النقطة خلال المستقبل القريب في حال أندماج العناصر الشابة في الـ5 أعوام القادمة.
لمتابعة الكاتب عبر الفيسبوك
