شطحات كروية.. النتائج الكبيرة في كرة القدم إهانة للمُنافس!

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • برشلونة ضد ريال مدريد

    سبورت 360 – “شطحات كروية”، هي فقرة أسبوعية نهدف من خلالها إلى مناقشة وتفكيك بعض الأفكار غير المنطقية المنتشرة والرائجة في مواقع التواصل الاجتماعي، مع محاولة دحضها والرد عليها بأفكار جديدة وأدلة – تبدو من وجهة نظرنا – أقرب للواقع.

    كثيراً ما يطرح الفوز بنتائج كبيرة، جدلاً لا ينقطع، وينقسم متابعو كرة القدم في هذا الصراع إلى قطاعين: أحدهما يرى أنه لا مشكلة في الأمر، وأن كرة القدم لا تعرف الرحمة، وأنه ما دام الفريق الفائز قادراً على تسجيل المزيد فهذه فرصة لا ينبغي أن يضيعها.

    بينما يرى القطاع الآخر أن هذا فيه إهانة وإذلال للمنافس ويُجرد روح الساحرة المستديرة من معانيها وينتقص من الاحترام المطلوب في اللعبة، وأن كرة القدم التي وُجدت للمتعة لا ينبغي أن تشهد نتائج مشابهة.

    ومما لا شك فيه، أن الرأي الثاني يجد دعماً وتأييداً من الكثيرين، فقبل أسابيع قررت إدارة نادي “إنفيكتاسورو” الإيطالي، إقالة المدير الفني ماسيميليانو ​ريتشيني،​ لإهانة منافسه نادي “مارينا كالتشيو”، عقب الفوز الساحق عليه بنتيجة (27/0).

    وقال رئيس نادي إنفيكتاسورو، باولو بروجيلي، في بيان بهذا الصدد: “نتأسف جداً لفوز شبابنا على فريق مارينا كالتشيو بنتيجة (27/0)، لأن ذلك انتهاك لروح قيم كرة القدم، نحن ينبغي علينا احترام المنافسين”.

    مثالية زائدة:

    الحقيقة أنه لا مجال لتلك المثالية في كرة القدم، فالساحرة المستديرة ترتكز على إحراز الأهداف ولا مبرر للتوقف عن ذلك، ففي الأخير، ضعف المنافس أو نقص قدراته هي مشكلة تخصه وحده، ناهيك عن أن التوقف وعدم التقدم للأمام هو ما يُعد فعلاً إهانة للخصم وينتقص من شرف المنافسة.

    نعم، قد يكون هذا الكلام غير دقيق عندما يتعلق الأمر بمباريات الكؤوس التي تُلعب بين أندية تنشط بدرجات مختلفة، لكن حين تتمكّن من الفوز مثلاً بالكلاسيكو بخماسية، أو تهزم مانشستر يونايتد بسداسية في الديربي، أو تفوز على البرازيل بسبعة أهداف لهدف في نصف نهائي كأس العالم، فهذه مباريات تاريخية لا تنسى، وخصمك فيها في مستواك نفسه تقريباً، ويمتلك مواردك ذاتها.

    GettyImages-451867710 (1)

    ففي مثل هذه المباريات قد تفوز أنت اليوم ويفوز خصمك غداً والأمر متبادل بينكما، كما أنك تجني منفعة ومكاسب كبرى من وراء هذه النتائج الكبيرة، قد تتمثّل في زيادة ثقة لاعبيك أو في انهزام لاعبي الغريم نفسياً عند مواجهتك مرة أخرى، كما يحدث مثلاً مع ريال مدريد عندما يلعب أمام برشلونة في الموسم القليلة الماضية.

    حلول مقترحة:

    وبما أن الرأي الثاني المذكور أعلاه، يحظى بدعم الكثيرين، فهناك بعض الحلول التي تم اقتراحها خلال الأسابيع والأشهر الماضية للتخفيف من وطأة النتائج الكبيرة، ومن بينها ما يُعرف بقواعد الرحمة، وهذه القاعدة موجودة بالفعل في بعض الألعاب الرياضية، ويتم وضعها حتى يتفادى الفريق الخاسر المزيد من الإهانة.

    ففي لعبة البيسبول على سبيل المثال، يمكن للحكم في الدرجات الدنيا من اللعبة، إنهاء المباراة إذا تقدَّم الفريق الفائز بعشرة أشواط أو أكثر بعد أربعة أدوار، ويزيد الحد إلى سبعة أدوار في الدرجات العليا.

    والرياضة الأبرز التي تُطبَّق فيها هذه القاعدة هي الملاكمة، حيث لا يحق لطرف أن يسحق الآخر، ويتعين عليه أن ينتظر حتى يقدر على القتال من جديد، كما يمكن للمتأخر في النتيجة أن ينسحب دون أن تُسجل عليه عقوبة، ومن حق الحكم أن يُنهي النزال في حالة شعوره بعدم التكافؤ.

    ويُمكن تطبيق هذه القاعدة في كرة القدم من خلال إتاحة الفرصة للخاسر بنتيجة كبيرة خلال الشوط الأول بالانسحاب في الشوط الثاني دون أن تقع عليه أي عقوبة، وهناك حل آخر يتعلق بإقامة دوريات السوبر بين أندية النخبة، وهي الفكرة التي اقترحها أندريا أنييلي رئيس يوفنتوس.