ثلاث أفكار تكتيكية في كرة القدم قد تسيطر على العقد المقبل

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • بيب جوارديولا ويورجن كلوب

    سبورت 360 – السنوات العشر الأخيرة شهدت تغييراً ملحوظاً في عالم تكتيك كرة القدم. الضغط أصبح أمراً شائعاً بفضل مدربين كجوارديولا وكلوب، بينما فتح مانويل نوير المجال لجيل جديد من حراس المرمى الذين يتقنون لعب الكرة بأقدامهم وبعد عقود طويلة من اللعب بمهاجمين أصبح مشاهدة فريق لا يملك رأس حربة صريح أمراً عادياً.

    كل هذه التغييرات لم تكن تغييرات جذرية بل كانت تطويرات أو تحديثات على أفكار سابقة خصوصاً وأن قوانين كرة القدم لم تشهد أي تحديث جذري يجبر المدربين والفرق على الابتكار منذ أن أوائل التسعينيات حين منع حراس المرمى من التقاط الكرة بعد تمريرة خلفية من مدافعيهم. لذلك فإن تكتيك كرة القدم يمر بدورات حيث تظهر أفكار جديدة قبل أن تختفي لصالح أفكار جديدة ستختفي بدورها في المستقبل. وفي هذا المقال سنحاول التنبؤ بثلاثة أفكار ستظهر(أو تعود للظهور) في العقد المقبل.

    قلوب الدفاع كمهاجمين

    مركز الظهير ربما كان من أكثر المراكز التي شهدت تغييراً في متطلباتها خلال السنوات العشر الأخيرة. فبعد عقود من الالتزام بالأدوار الدفاعية أولاً أصبح أظهرة اليوم أقرب للأجنحة التي تساند هجومياً في كل فرصة ممكنة. هذا التطور أصبح يعني أن قلبي الدفاع هما اللاعبان الوحيدان الذين لا يساهمان هجومياً بشكل مستمر (بإستثناء الحارس طبعاً). لكن في ظل الحاجة الدائمة لخلق أفضلية عددية في منتصف الملعب (خصوصاً وأن أغلب الفرق الكبرى تلعب اليوم بثلاثي في خط الوسط) فإنه ليس من المستبعد بأن يصبح أحد قلبي الدفاع لاعب وسط رابع ليمكن أحد لاعبي الوسط من التقدم وسحب أحد مدافعي الخصم.

    الاعتراض الأساسي على الموضوع سيكون دون شك الفجوة التي سيتركها المدافع المتقدم والتي يمكن استغلالها بسهولة. لكن كما يتم اليوم استعمال لاعبي الوسط المدافعين للتغطية على الظهير المتقدم، يمكن للظهير التغظية على قلب الدفاع مما سيخلق مفاجأة للفريق الخصم. هذه الخطة، إن طبقت، ستحتاج لمدافعين يجيدون التمرير كما يجيده لاعبو خط الوسط ويجيدون كذلك الجري بالكرة إن تطلب الأمر. وبالرغم من عدم وجود هذه النوعية بكثرة اليوم إلا أن بعض المدافعين المميزين في النواحي الهجومية وخصوصاً التمرير كماتس هاميلز، فيرجيل فان دايك وسيرجيو راموس سيكونون قدوة حسنة للاعبي المستقبل في هذا المجال.

    راموس-فان-دايك

    مصائد الضغط في وسط الملعب

    أفضل دليل على الشعبية الجارفة للضغط في عالم كرة القدم اليوم هو أن الصراع على لقب أفضل مدرب في العالم حالياً منحصر بين جوارديولا وكلوب وكلاهما من مطبقي هذا الأسلوب. هذه الشعبية حملت معها تطبيقات لكيفية خلق “مصيدة ضغط” (وهي منطقة يتركها الفريق المدافع فارغة لإستدراج المهاجمين إليها قبل الضغط عليهم): فبعض الفرق تعتمد الضغط على الخصم قرب منطقة جزائه لكي تتمكن من استعادة الكرة في أقرب منطقة ممكنة للتسجيل (ليفربول) بينما يضغط البعض في منتصف الملعب في محاولة لجر الخصم لفتح بعض المساحات في دفاعه (توتنهام مع بوتيشينو) وآخرون يحاولون استعادة الكرة في أسرع زمن بعد خسارتها (أي فريق لبيب جوارديولا).

    لكن كل هذه التطبيقات تجتمع في شيء واحد حتى الآن وهو أنها غالباً تحدث في طرف الملعب أي بالقرب من خط التماس مما يمكن الفريق الضاغط من استخدام خط التماس كمدافع إضافي (بما أنه لا يمكن للمهاجم تجاوزه).

    لكن، ومع تزايد شعبية الضغط، فإن الفرق واللاعبين أصبحوا أكثر اعتياداً عليه وأكثر قدرة على تجاوزه. لذلك من المتوقع أن نجد تطوراً في هذا الخصوص بتحول الضغط إلى منتصف الملعب مما سيتطلب تعديلاً في طريقة الضغط وعدد المدافعين الضاغطين ولكنه سيمكن الفرق من استخلاص الكرة في مناطق تزيد فيها احتمالية التسجيل.

    ليفربول-مانشستر-سيتي

    ابتكار أكبر في الركلات الثابتة

    الكرات الثابتة ليست أمراً جديدة على الإطلاق، فهي تقريباً من عمر كرة القدم وكانت دوماً اسلوب ناجعاً لتسجيل أهداف سهلة عن طريق استغلال طول قامة اللاعبين. لكن ما نتكلم عنه هنا هو الحركات المتفق عليها مسبقاً لخلق ارتباك بين المدافعين أو مساحة في دفاع الخصم قبل تنفيذ ركلة ثابتة، حركات كتلك التي حاول منتخب المانيا تنفيذها في مباراته ضد منتخب الجزائر في مونديال 2014 من خلال تعثر توماس مولر قبل الركلة الحرة لكن دون أن يتمكن من التسجيل في النهاية.

    مؤخراً كان هنالك ازدياد واضح في استعمال هذه الحركات لمباغتة الخصم قبل أي نوع من الركلات الثابتة: كالركلات الركنية، الضربات الحرة، رميات التماس وحتى ركلات البداية. حيث يعتبر جياني فيو أحد أوائل من تخصصوا في هذا المجال بعد أن ترك عمله في أحد مصارف فينيسيا لينضم لطاقم والترزينجا التدريبي في كاتانيا مع مهمة وحيدة وهي زيادة فعالية الفريق في تنفيذ الكرات الثابتة قبل أن يؤدي نفس المهمة مع عدد من الأندية الإيطالية (يمكن مشاهدة بعض الخطط التي استعملها مع فيورنيتينا هنا). يورجن كلوب أحد جدلاً كبيراً في أوساط الكرة الانجليزية بتعاقده مع توماس جرونمارك أول مدرب متخصص برميات التماس وكيفية الاستفادة منها.

    طبعا كل ما سبق هو توقعات، قد تصيب وقد تخيب. لكننا هذه هي الاحتمالات الأكثر ترجيحاً في حال لم يجري أي تغيير على قوانين كرة القدم ليجبر المدربين على ابتكار خطط وتشكيلات جديدة، ولكن لا أحد يدري فربما يفاجئنا تياجو موتا وينجح بتطبيق فكرة 2-7-2 التي تكلم عنها مؤخراً.