شطحات كروية.. ألعاب الفيديو لا تُشكل خطراً على كرة القدم!

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • سبورت 360 – “شطحات كروية”، هي فقرة أسبوعية نهدف من خلالها إلى مناقشة وتفكيك بعض الأفكار غير المنطقية المنتشرة والرائجة في مواقع التواصل الاجتماعي، مع محاولة دحضها والرد عليها بأفكار جديدة وأدلة – تبدو من وجهة نظرنا – أقرب للواقع.

    لم تتبقَّ سوى أيام قليلة على بداية فترة الانتقالات الشتوية، التي تستمر حتى نهاية شهر يناير المقبل، وتشهد عدة تغيرات في صفوف الأندية الأوروبية والعالمية.

    وما إن تبدأ الصحف بالحديث عن الصفقات المتوقعة حتى يهرع الجميع إلى بناء فريق أحلامهم، فلا مانع مثلاً من ضم مبابي وبوجبا وكانتي وهاري كين في سوق انتقالات واحد ولا مناص من جلب نيمار دا سيلفا ولاوتارو مارتينيز مع سواريز وميسي وجريزمان وديمبيلي إلى برشلونة في الميركاتو الشتوى وربما الصيفي.

    ولا شك في أن الكل يختار تشكيل الأحلام ويتعامل مع سوق الانتقالات وكأنه يتحكم في قائمته بألعاب الفيديو، خاصةً وأن الجيل الحالي بدأ في ممارسة كرة القدم عبر العالم الافتراضي قبل أن يركلها في الشوارع والأندية الصغيرة، وحتى قبل أن يتابع مباريات كاملة على أرض الواقع.

    وباتت ألعاب الفيديو تشكل تهديداً مباشراً على كرة القدم الواقعة في السنوات القليلة الماضية، لدرجة أن الأمر خطير جداً، وأحد أسباب خطورته أن الكثيرين لا يدركون مدى خطورته.

    وهناك مناظرة حامية الوطيس تجري في أنحاء المعمورة الآن، حول ما إذا كان الجلوس أمام الحاسوب يعتبر رياضةً، ويعتقد رواد العالم الواقعي أنه لا يمكن تسميتها رياضة ما دامت لا تتضمن الحد الأدنى من المجهود العضلي، بينما يرى عشاق العالم الافتراضي أنها لا تشكل أي خطورة على كرة القدم الفعلية، حتى وإن كانت تندرج ضمن خانة “الرياضة”.

    تقنيات لإرضاء مستخدمي ألعاب الفيديو:

    صحيح أن أجيالاً كاملة من الأطفال تعرفت على كرة القدم وغيرها من الرياضات عبر ألعاب الفيديو أولاً، قبل أن تحظى بفرصة ممارستها على أرض الواقع، والسبب الرئيسي هو أن الحصول على هاتف ذكي أو جهاز حاسوب بات أسهل بكثير من ممارسة الرياضة أو متابعتها على الطبيعة.

    وهناك أسباب أخرى، على غرار أن اختراق أي ملكية فكرية بات سهلاً وبالتالي أصبحت تكلفة ألعاب الفيديو أقل بكثير من المطلوب لمشاهدة كرة القدم في الملاعب.

    GettyImages-1124723052 (1)

    لكن، ما لا يلاحظه البعض هو أن كرة القدم في الوقت الحالي تتطور لترضي مستخدمي ألعاب الفيديو، من خلال إدخال تقنيات جديدة مثل عين الصقر وخط المرمى وإمكانية الدوران حول أي لقطة لـ360 درجة ومحاكاتها افتراضياً من أي موقع في الملعب، وكل ذلك يهدف إلى نقل الشعور بالأُلفة لمحبي ألعاب الفيديو عندما يشاهدون مباريات الساحرة المستديرة في أرض الواقع.

    أما الأمر الأخطر، فهو ما سيأتي إن دخلت تقنيات أخرى إلى الساحرة المستديرة، مثل “الآنية” التي اعتادها لاعبو الفيديو بمباريات أكثر سرعة لا تتجاوز مدتها ربع الساعة، ناهيك بقدرتهم على التحكم في اللاعبين أصلاً، وكلها أمور من المرعب تخيلها في كرة القدم الحقيقية.

    اضطراب عقلي وإدمان خطير:

    لا شك في أن هناك الملايين من الشباب والأطفال الذين سينشأون وهم لا يعرفون شكلاً آخر لكرة القدم غير هذا الشكل القريب من “الرياضة الاكترونية”، وهي مصيبة ستحل على اللعبة، هذا دون أن ننسى أنَّ هذا الأمر بات مرضاً حقيقياً، فنجم برشلونة عثمان ديمبيلي دائماً ما يغيب عن تدريبات فريقه بسبب إدمانه لألعاب الفيديو.

    وقد صنفت منظمة الصحة العالمية إدمان الأطفال والمراهقين لألعاب الفيديو والألعاب الالكترونية، كاضطراب عقلي، فبسببها يقوم المريض بتحجيم باقي نشاطات حياته لصالح ألعاب الفيديو، وفي حالة ديمبيلي كان هذا على هيئة سهرات طويلة مع أصدقائه أمام أجهزة البلاي ستيشن.

    وهذا مثال واضح على أن جل اللاعبين باتوا يفضلون الألعاب الافتراضية على الرياضات الواقعية، والغريب أن من يقوم بهذا التفضيل ليس شخصاً تعذر عليه ممارسة اللعبة بسبب افتقاده للإمكانيات اللازمة، بل واحد من أهم المواهب الشابة في العالم.

    لذا، فإن أفضل ما يُمكن فعله الآن هو أن نحاول الاستمتاع بمباريات كرة القدم قدر الإمكان، قبل أن نستيقظ ذات يوم لنجد الاتحاد الدولي قد قرر تخفيض مدتها إلى 10 دقائق.