هل نجاح المدربين في كرة القدم مرتبط بمؤهلاتهم العلمية؟

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • موقع سبورت 360 – في بدايات كرة القدم، لم يكن هنالك صوت يعلو فوق صوت الهجوم، لا تعقيدات ولا فلسفة زائدة، مجرد لعبة على طبيعتها، تدور حول تسجيل أكبر عددٍ ممكن من الأهداف من أجل تحقيق الانتصار، لذلك سعت كل الفرق إلى اللعب للأمام، بوضع أربعة أو خمسة لاعبين في الثلث الهجومي، مع ثلاثة فقط في الوسط، وثنائي دفاعي أمام المرمى.

    شيئاً فشيئاً، بدأت الخطط تغزو عالم المستديرة، لكن بقيت الغلبة للمهارة والمراوغات والسعي لتسجيل الأهداف الغزيرة خلال كل مباراة، قبل أن تظهر الخطط الكروية لتصبح اللعبة مقترنة بين المراوغات والتمريرات.

    ومع التطور التكنولوجي الذي لحق بلعبة كرة القدم، والتنوع الذي طال خططها ومفاهيمها التكتيكية والفنية، والتي أدت إلى ظهور أساليب وطرق لعب مختلفة ينبغي مواجهتها والتحضير لها بالطريقة المثالية، بات لزاماً على المدربين الحصول على تراخيص وشهادات تدريبية من المنظمات والجهات المسؤولة عن اللعبة.

    مهنة التدريب، وعلى الرغم من توزيع المهام الذي يساعد المدربين ويسهل من مهامهم في إدارة أنديتهم في الوقت الحالي، فإن الكلمة الفصل أثناء المباريات دائماً ما تكون للمدربين الذي يجب عليهم التعامل مع حالات معقدة وظروف صعبة، بسبب الإصابات المبكرة وحالات الطرد وغيرها من المتغيرات والمنعرجات التي تحدث أثناء المباريات.

    ولهذه الأسباب يجب أن يكون المدربون في المستويات العليا من الساحرة المستديرة، مؤهلين للتعامل مع هذه المنعرجات، وأن يكونوا على دراية تكتيكية وخبرة كبيرة، سواء في الشق الرياضي أو في المجالات الأخرى كالجانب النفسي أو الاقتصادي أو الإعلامي من خلال المؤتمرات الصحفية.

    لكن هل يشترط هذا التأهيل الإداري والتدريبي حصول المدرب على شهادات علمية خارج نطاق كرة القدم، أو وجود نسبة معينة من الذكاء والفطنة كي يُحسن التعامل مع تلك المتغيرات؟ أم أن الخبرة الميدانية في أرض الملعب هي التي تُكسب المدرب هذه الحنكة الكروية؟

    الحقيقة أن أغلب المدربين لا يمتلكون شهادات علمية، وعلى الرغم من ذلك حققوا نجاحات باهرة في اللعبة، وهذه النجاحات هي التي منحتهم شهادات علمية من أكبر الجامعات العالمية، مثل السير أليكس فيرجسون المدرب السابق لمانشستر يونايتد، الذي حظي بالعديد من التكريمات والشهادات الفخرية.

    بيليجريني وآرسين فينجر.. عشاق اللغات:

    وُلد مانويل بيلجريني لعائلة ثرية لم يكن لها أي تاريخ مرتبط بكرة القدم، والداه لم يفهما هذا الهوس الكبير بالساحرة المستديرة عندما بدأ ممارستها في سن الـ14، لكن لم يكن بالإمكان كبحه عن إكمال ما يحب كما تقول والدته سيلفيا، في الوقت نفسه كان الشاب الصغير الذي درس في المدرسة البريطانية يرى بأن كرة القدم هي مهنة عابرة، ويجب أن يكون مستعداً لمواجهة الحياة بعد التقاعد الكروي بمهنة أخرى تضمن له حياة مليئة بالرفاهية.

    GettyImages-1186543414 (1)

    لذلك قرر إكمال دراسته الجامعية جنباً إلى جنب مع كرة قدم، وتخرج في عام 1979 ومعه شهادة في الهندسة المدنية من الجامعة الكاثوليكية في سانتياجو (عاصمة تشيلي)، ويُعتبر بيلجريني أحد أكثر المدربين المثقفين في العالم، إذ أنه يتحدث بجانب الإسبانية 3 لغات أخرى، وهي: الإنجليزية، والإيطالية، والفرنسية، وهو مُحِبٌّ لدرجة كبيرة للأدب والقراءة والموسيقى والفن التشكيلي.

    نفس الأمر ينطبق على آرسين فينجر، فالمدرب المخضرم يتحدث الإنجليزية بطلاقة، وهي واحدة من بين خمس لغات يتقنها المدير الفني السابق لآرسنال “فرنسية، ألمانية، إسبانية، إيطالية”، كما أنه يتحدث اليابانية قليلاً، هذا بالإضافة إلى أنه يُعد واحداً من خريجي كلية الاقتصاد.

    فينجر مُتيم بالسياسة أيضاً، ويتحمس أثناء متابعتها، فعند عودته إلى المنزل يشاهد كرة القدم قليلاً، ويشاهد الندوات الاجتماعية والحوارات الاقتصادية والنقاشات السياسية، وعلاوة على هذا، فإنه يشاهد المناظرات ببين مرشحي الرئاسة سواء في الولايات المتحدة أو فرنسا، كما لو أنه يتابع مباراة مهمة.

    روجر شميت.. المهندس الناجح:

    المدرب الألماني روجر شميت درس هندسة الميكانيكا في إحدى جامعات مدينة بادربورن، ومع ناديها سطع نجمه التدريبي بسبب تميز نتائج الفريق، لتكون بادربورن هي المدينة التي قدمته للمجال العلمي كمهندس ناجح، وللمجال الرياضي كمدرب لديه أسس النجاح.

    وتمكن شميت من الصعود مع فريقه إلى الدرجة الخامسة، وحصل في الوقت نفسه على ترقية في عمله ليُصبح مديراً لمراقبة الجودة، قبل أن يتخلى عن وظيفته بعد تعيينه كمدرب لنادي مونستر وهو في السابعة والثلاثين من عمره عام 2007.

    طبيب يؤمن بالخرافات:

    المدرب الأرجنتيني كارلوس بيلاردو، الذي حقق لقب كأس العالم مع منتخب بلاده في المكسيك عام 1986، اشتهر بكونه من خريجي كلية الطب، وزاول المهنة بعد اعتزاله في سن الـ32، وتميز بدهائه وخبثه الكبيرين، لكنه اشتهر في الوقت نفسه، بكونه مؤمناً بالخرافات لأبعد الحدود.

    GettyImages-51657474 (1)

    وعندما أنهى بيلاردو دراسته الثانوية، التحق بكلية الطب في جامعة بوينس آيرس، وكان يُخطط لفتح عيادة في الحي الذي نشأ فيه، لكن مسيرته الكروية غيرت هذه الخطط، وتمكن من الجمع بين التدريب الكروي والدراسة الجامعية حيث أصبح في نهاية المطاف طبيباً متميزاً.

    ومن المؤكد، أن التفوق العلمي ليس سبباً في إخفاق المدربين أو نجاحهم، لكن التميز الدراسي قد يكون ضرورياً في المستقبل القريب، بسبب تزاوج التكنولوجيا بكرة القدم، وظهور أنظمة قياس الأداء وتطبيقات الطاقم الفني، وهي بطبيعة الحال تقنيات تتطلب مؤهلات علمية عالية.