قوة اللاعبين التي تهدم كرة القدم

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Mirror

    موقع سبورت 360 – ضج العالم في الأيام الماضية برفض حارس مرمى نادي تشيلسي كيبا طلب تبديله بالحارس ويلي كاباييرو مما وضع المدرب ساري في موقف محرج جداً امام العالم بأكمله وهو الذي يعاني أساساً ومقصلة الإقالة قريبة جداً منه. لكن في النهاية عوقب الحارس الاسباني وفق القوانين المتبعة في النادي وانتهى الأمر بحسب ساري إلخ إلخ إلخ …لكن الأمور فعلياً لم تنته.

    ما قام به كيبا هو التجسيد الحقيقي والسيء لظاهرة قوة اللاعبين أو ما تعرف عالمياً حالياً بالplayes power. هذه القوة التي تتزايد يومياً مقارنة بقوة المدرب وسلطته بل وتتعداها في كثير من الحالات هي نتاج هذا العصر فكيف ذلك؟

    كيف كان الوضع سابقاً وكيف هو الوضع حالياً؟

    مسألة إقالة المدرب هي عادة قائمة منذ وجود كرة القدم ، لكن أن يفرض لاعب أو مجموعة من اللاعبين إرادتهم على إدارة النادي فهذا هو الأمر الجديد.

    في الماضي كانت السلطة العليا في الفرق العالمية هي للمدرب حيث يقرر ببساطة (وهو جزء من مهامه ) استراتيجية الفريق وأسلوب تدريبه ومن يلعب ومن لا يلعب إلخ . وبطبيعة الحال وككل شيء في هذه الحياة كان هناك اللاعبون يرفضون أسلوب المدرب وفلسفته ويقومون بنوع ما من العصيان أو يبدون التذمر من أسلوبه . والنتيجة في معظم الحالات كانت بقاء هذا اللاعب على مقاعد الاحتياط حتى يرضى بالفلسفة والأسلوب القائم أو يرحل عن النادي أو الحل الثالث هو رحيل المدرب بسبب سوء النتائج وبالتالي يعود له دور من مدرب جديد وبفلسفة جديدة.

    حالياً الوضع مختلف كلياً حيث بتنا نشهد نفوذاً متزايداً للاعبين وقدرتهم على تنظيم عصيان بطريقة أكبر ومنظمة أكثر وبالتالي يضعون الإدارة في موقف محرج يجبرها على إقالة شخص بدلاً من بيع عشرة أشخاص .

    لماذا اختلف الوضع ؟

    النقطة الأولى هي الاستثمار …حيث ازداد الانفاق في كرة القدم عدة أضعاف عن السابق نتيجة ارتفاع المتابعة بشكل قياسي وازدادت أسعار اللاعبين بشكل جنوني وبات الاهتمام بكرة القدم ونجومها كبيراً لدرجة يصعب تخيلها .

    النقطة الثانية هي تطور الإعلام وسهولة التعاطي معه ..في الماضي كانت الجرائد الورقية والتلفزيون هي السائدة والمهيمنة على المشهد الإعلامي. أما اليوم فالإنترنت هي الحلقة الأقوى في الإعلام بتفرعاتها المتعددة سواء عبر طرق البث أو وسائل التواصل الاجتماعي وهي الأهم. الإنترنت سهلت وصول كرة القدم للعديد من الناس مما زاد من شعبية اللعبة ونجومها كما سمحت للجمهور بإبداء آرائه بسهولة أكبر وأيضاً سهلت للاعبين بإيصال كلمتهم بشكل أسرع ومنحتهم القدرة على تشكيل ضغط أكبر. ففي الماضي مثلاً كان اللاعب بحاجة للقاء تلفزيوني أو مقابلة صحفية ليكشف استياءه من مدربه أو من فريقه وهو الأمر الذي يحتاج إلى وقت ويمكن احتواؤه بسهولة لضيق مساحة الانتشار . أما اليوم فبات يكفي أن يرمي اللاعب جملة على تويتر أو فيسبوك أو يضع صورة على انستاغرام لتنقلب الدنيا على رأس المدرب وإدارة النادي .

    بالمختصر …ازدياد العوائد المالية التي يجلبها النجوم للأندية بشكل قياسي وازدياد قدرتهم على التأثير بجمهورهم زاد من نفوذهم ومنحهم قوة أكبر في وجه المدرب الأكبر عمراً والأقل تأثيراً منهم خارج الملعب.

    إذا ما الحل ؟

    سابقاً كان ريال مدريد متهماً بأنه النادي الذي يحابي نجومه على حساب مدربيه ، لكن في السنوات الأخيرة امتدت الظاهرة لفرق أخرى كالبايرن ومانشستر يونايتد وأيضاً تشلسي بطبيعة الحال .

    الحل الوحيد لها هو ثقافة قوية في الأندية الكبرى بترسيخ احترام الهرمية والتسلسل وخلق هوية واضحة للعلاقة بين المثلث : الإدارة – المدرب – اللاعبين وهذا الامر بيد الإدارة حصراً . فعندما ترسخ الإدارة هذه الهوية لطبيعة العلاقة يصبح من السهل إدارة أمور الفريق وهو ما نراه في اليوفنتوس مثلاً وبرشلونة حيث تمكن إنريكي من الحفاظ على مكانه رغم عدائه لفترة مع ميسي . لكن الإدارة عرفت كيف تحتوي الأمر وتثبت الاستقرار في الفريق.

    باختصار ..الكرة في ملعب الإدارات وفقط الإدارات لأن الاستثمار في كرة القدم وقوة الانترنت ووسائل الاتصال في ازدياد مضطرد وبشكل اكبر بكثير من السنوات الماضية مع دخول لاعبين جدد على الخط .