آراء حول “قصة الشعر غير الأخلاقية”

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • أسامواه جيان

    تناولت الكثير من مواقع الرياضة في أوروبا خلال الأسبوع الماضي أنباء تتعلق بتلقي اللاعب الغاني الدولي اسامواه جيان، المعار حالياً إلى نادي الأهلي الإماراتي، إنذاراً هو و47 لاعباً آخرين بسبب ما تم وصفه على أنه قصات “شعر غير أخلاقية”، إذ من الواضح أن تلك مخالفة للتعاليم المتعلقة بتسريحات الشعر.

    هذه ليست المرة الأولى التي تهتم فيها الصحافة بأنباء مماثلة، في العام الماضي على سبيل المثال، طلب حكم المباراة من لاعب سعودي أن يقص شعره قبل لحظات من انطلاق المباراة.

    لكن لرؤية الصورة الكاملة بوضوح، يجب الاطلاع على البنود المنصوص عليها في أنظمة وقوانين كرة القدم. فبالفعل، نجد أن المادة 16 (أ) من قانون الانضباط الخاص بالاتحاد الإماراتي لكرة القدم  تمنع اللاعبين حرفياً من “وضع الأساور أو الأقراط أو المجوهرات أو أن تكون قصات شعرهم غير عادية أو غريبة أو أن يكون الشعر ملوناً.” قد تؤدي مخالفة هذه القاعدة إلى غرامة مالية قدرها 3000 درهم إماراتي والإيقاف لمدة مباراتين.

    من الواضح بالنسبة لي أن هذا النص القانوني المثير للجدل فيما يتعلق بقصات الشعر هو تكيف إقليمي نشأ من القانون رقم 4 من قوانين اللعبة التي تركز على معايير ومتطلبات السلامة التي يحتاج لاعبي كرة القدم التقيد بها أثناء المباريات، مثل عدم ارتداء أو وضع أي شيء من شأنه التسبب بخطر محتمل للاعب نفسه أو للاعبين الآخرين من حوله، وتشمل تلك المحظورات الجواهر.

    لعل النصوص القانونية الوحيدة المشابهة التي يمكنني التفكير بها في الرياضة توجد غالباً في الرياضات القتالية. على سبيل المثال، تعطي قواعد وأنظمة رياضة بطولة القتال النهائي  UFC الحكام والمسؤولين الصلاحية لتحديد ما إذا كان شعر الرأس أو الوجه من شأنه أن يهدد سلامة المقاتل أو خصمه. وعلى نحو مماثل، تنص قوانين الاتحاد الدولي للكراتيه على أن المتنافسين يتوجب عليهم الحفاظ على نظافة شعرهم وقصه بحيث لا يعيق طوله مجريات النزال وسلاسته. تأتي هذه القواعد بأكملها من أجل سلامة الرياضيين.

    علي أن أعترف بأني لم أكن مستعداً لتلقي هذه الأنباء في رياضة مثل كرة القدم، ولكن يبدو من المناسب الآن تذكر ما حدث ذات مرة في إسبانيا منذ فترة ليست بالبعيدة. فلعل نادي برشلونة أثناء صيف العام 2013 عندما تعاقد مع المهاجم البرازيلي نيمار قد طلب منه تعديل وتغيير تسريحة شعره  حيث اعتبرها العملاق الكتالوني مخالفة لقيم وثقافة النادي. وفي الحقيقة، سواء أطلب نادي برشلونة من لاعبه الجديد آنذاك أن يغير تسريحة شعره أم لا، فقد ظهر النجمة البرازيلي في مباراته الأولى دون تسريحته التي اشتهر بها.