رسالة في أذن السومة .. المتعة بين قدميكَ فاذهب حيثُما شِئتَ

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • سعودي 360 – لاعب تتوقف عنده عقارب الزمن فلربما حينما تراه لن تفعل شيئاً سوى الصمت والانبهار فرغم كل ماعاناة في حياته وكل ماعاصره من أزمات إلا أنه يأبى أن تتشابه الأدوار بينه وبين غيره فهو رجل لن تجُد به كرة القدم كثيراً من متعته وإصراره وقوته الهجومية التي صنعت له تاريخاً بل مجداً في دوري كأس محمد بن سلمان بصفوف أهلي جدة .. وهو السوري السوبر عمر السومة.
     
    أرقام وإنجازات وتاريخ من ذهب سطره السوري عمر السومة بالدوري السعودي حصد بهما شعبية كبيرة جداً في 5 سنوات قضاها بجدة، فكانت بداية حكايته في السعودية في يوليو 2014 وهو تاريخ انتقاله لصفوف الأهلي ليكتب أول حروفه في كتاب المجد السوري على الأراضي السعودية.
    لم يكن عمر السومة، مهاجماً مثل غيره من بقية المهاجمين ففي كل مباراة كان يظهر إصراراً قوياً ليقول لمتابعيه بعينيه ” ها أنا ذا .. وسأكتب هنا المجد رغماً عن أنف الجميع” فكان يُلقن منافسيه دروساً في متعة كرة القدم والعطاء في الملعب.
    إن عظمة الغزاة تقاس بمدى مناعة الحصون التى يفتحونها .. كلمات أطلقها الكاتب الكبير نجيب محفوظ ربما تمثل مشوار عمر السومة في الملاعب السعودية فالكثير من اللاعبين المتألقين تظهر أجنحتهم في الملعب أمام المنافس الضعيف وتتقلص فعاليتهم أمام كبار المنافسة ولكن على النقيض تمامًا جاء المهاجم السوري الفذ الذي نجح في هز أقوى حصون الدوري السعودي حيث ضرب مرمى الهلال بهاتريك مرة و2 هاتريك في مرمى النصر وسوبر هاتريك ضد الخليج فلم تقتصر إنجازاته على حصون الضعفاء وهو مايثبت تأثيره وفعاليته الحقيقة.
    تقارير كثيرة تناثرت حول اقتراب رحيل عمر السومة عن الدوري السعودي وهي الكلمات التي أصبحت غصة في صدر محبيه ومتابعيه في البطولة من جماهير الأهلي حيث أن رحيل الذراع الهجومي الأكبر يُسقط الفريق أرضاَ في حال عدم وحود بديل قوي له وهو الأمر الذي من الصعب تحقيقه في تلك المعادلة الصعبة بإيجاد بديل للسومة، ولكن اللاعب لم يحسم قراره النهائي حتى الآن بشكل رسمي سواء بالبقاء أو بحزم أمتعة الرحيل.
    وأخيراً وليس أخراً فأنا على يقين بأننا لن ننتهى من سرد الحكايا عن مشوار لاعب عظيم مثل السومة ولكن كلمة أخيرة في أذن السومة .. “المتعة بين قدميكَ فاذهب حيثما شئتَ” .. فربط تألقك بتواجدك مع الأهلي ظلم كبير لموهبتك فكلنا يقين بأنك مثل الشمس أينما دارت ستدور حولها الأنظار وستشع إلينا الأنوار كما أنه كما قالت – الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي – هناك عظمة ما في أن نغادر الأماكن ونحن في قمة نجاحنا، فهو الفرق بين عامة الناس والرجال الاستثنائيين.. فأن تغادر الدوري السعودي في قمة تألقك تماماً مثلما يرحل الكبار على أقدامهم من الدوريات العظيمة وهو مافعله رونالدو مع الريال بانتقاله لليوفي وهو مشابه أيضًا لماقام به زيدان باعتزاله وهو صاحب إنجاز فهؤلاء استثنائين في دورياتهم مثلك تماماً بدورياتنا العربية.

    تابع أيضًا ..