كوزمين يتحدث عن تجربته مع الهلال والمنتخب السعودي

حاتم ظاظا 14:11 01/05/2016
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • قالت صحيفة الوطن السعودية “كشف المدرب الحالي لفريق الأهلي الإماراتي، مدرب الهلال والمنتخب السعودي سابقا، الروماني كوزمين أولاريو، أن الفترة التدريبية التي قضاها مع الأخضر هي الأصعب في مسيرته التدريبية، معللا ذلك بقصر الفترة وكثرة المشكلات التي كان يعانيها المنتخب، في حين اعترف بأن نجاحاته مع الهلال فتحت له أبوابا تعاقدية كثيرة في منطقة الخليج، وكشف الروماني في حواره مع “الوطن” الكثير عن تجربته مع الهلال، تضمنت عمله كحارس شخصي لأحد اللاعبين خلال التدريبات، وتحدث للمرة الأولى عن تفاصيل تعاقد العين الإماراتي حينما كان مدربا له مع مهاجم الهلال القحطاني، إضافة إلى جوانب عديدة لم يكشف عنها من قبل”.

    في بداياتك مع الهلال، قدت فريقيه الأول والأولمبي، ماذا شكلت لك هذه التجربة؟

    كانت تجربة رائعة وساعدتني على تصعيد عدد من اللاعبين المميزين، مثل عبدالعزيز الدوسري وأحمد الفريدي ونواف العابد وسلمان الفرج وغيرهم.. أرى أنني نجحت في إيجاد توليفة مميزة بين الفريقين وتم بناء فريق جديد وأقوى من السابق وحققنا من خلالها عددا من النتائج الإيجابية.

    إذن أنت من صنعت فريق الهلال الحالي؟
    لا.. لا تقاس الأمور بهذا الشكل، ما أستطيع قوله إنني مرتاح لتأديتي واجبي في ذلك الوقت.. قدم بعدي مدربون كانت لهم بصمتهم على الهلال ولكل منهم أهمية خاصة، قد أكون أنا من صنع البدايات ولكنني لست كل شيء.

    هل تصنف الروماني رادوي كأحد أفضل اللاعبين الذين مروا على الكرة السعودية؟
    بعيدا عن كونه لاعب كرة القدم رائعا وحقيقيا إلا أنه يعمل باحترافية عالية وقائد بما تعنيه الكلمة وعندما تم اختياره للعب في الهلال كنت متأكدا بأن انضباطيته تحديدا سيكون لها تأثير كبير على بقية اللاعبين، وسيرى الشبان منهم التعامل الاحترافي الذي يقدمه رادوي كلاعب كرة قدم، وهو نجح في هذا نجاحا عاليا.. وبمناسبة الحديث عن رادوي، لقد التقيت به أخيرا وكان أغلب حديثنا عن تجربة الهلال.

    ما أجمل ذكرياتك في الرياضة السعودية؟
    – كل لحظة في حياة المدرب تكون جميلة عندما يعمل بشغف ويكون حاضرا في عمله كما يجب.. حضوري للتمرين يوميا ولقائي باللاعبين وفرحنا سويا بأي منجز، كل ذلك أعتبره ذكرى جميلة، بيد أن الأجمل كان فوزنا بالدوري في الموسم الأول، ففي ذلك الوقت لم يكن لدينا فريق قوي جدا كما حدث لاحقا، ولكن كنا نملك لاعبين بعقليات جيدة، وقائدين للفريق مهمين كثيرا، مثل نواف التمياط وفهد المفرج والخثران والغامدي وقبلهم محمد الدعيع، ولا أنسى الرائعين طارق التايب وياسر القحطاني.

    الانضباطية مصلحة للجميع
    هناك مدربون يتخذون قرارات انضباطية تؤثر في مسيرة الفريق، هل تتفق معهم أم أن مصلحة الفريق تأتي أولا؟
    – كل مدرب يريد أن يضع بصمته وشخصيته على الفريق، ولكن أولا يجب أن يعي اللاعب أن الانضباط لمصلحته ولمصلحة الفريق بشكل كامل، وثانيا يجب على المدرب أن ينظر لمصلحة الفريق وألا يتخذ أي قرار يضر بمصلحة الفريق.. من السهل أن تتخذ قرارات حاسمة في وقت وجيز جدا بسبب غياب لاعب أو تأخره وعدم انضباطه، خصوصا إذا توافر لديك 20 لاعبا بنفس المستوى، وأؤيد أن يكون المدرب متساهلا بشرط عدم فرط مسبحة الفريق الانضباطية وكذلك المحافظة على مسيرة الفريق دون تعثر.
    كيف تقيم تجربتك القصيرة مع المنتخب السعودي الأول؟
    – تسلمت المنتخب السعودي في فترة صعبة وفترة زمنية قصيرة ومشاكل كثيرة موجودة، وكان الهدف من قبل المسؤولين في السعودية تقديم نتائج مميزة وصورة رائعة عن المنتخب، وما زلت حتى هذه الأيام أتابع مع رئيس الاتحاد السعودي السيد أحمد عيد بعض المشاريع التي اقترحناها في ذلك الوقت.. اللاعب السعودي إمكاناته عالية جدا، وأعتبر تدريبي المنتخب في ذلك الوقت مخاطرة، حاولنا تصحيح الكثير من الأمور وكنا قريبين من تحقيق نتائج جيدة ولكن لم يحالفنا الحظ والتوفيق.
    هل تتفق مع من يقول إن اللاعب السعودي غير منضبط في المنتخب؟
    – لن يستطيع أي فريق تحقيق نتائج إيجابية في غياب الانضباطية عن لاعبيه.. ولقصر تجربتي مع المنتخب لا يمكن أن أعطيك إجابة صادقة، ولكن سمعنا أخيرا عن فرض عقوبات على لاعبين غير منضبطين وهذا أعتبره أمرا إيجابيا لبناء أي فريق، فالمنتخب يجب أن يعمل في أجواء صحية ليسير بالشكل الصحيح.

    الدعيع مثالا
    أيضا هناك من يقول أيضا إن اللاعب السعودي لا يمكن أن يصل انضباطيا لنظيره الأوروبي؟
    – يجب أن يعلم أي مدرب أن مستوى الانضباطية بين اللاعب الخليجي والأوروبي شاسع، وأغلب من فشل هنا من المدربين جاء بسبب تعامله مع اللاعبين بعقلية أوروبية، وبالتالي تفشل مهمته مبكرا بسبب رفض المجموعة لتصرفاته.. لدي تجربة خاصة في الهلال، كنت أطلب من اللاعبين أداء تدريبات خاصة بمفردهم، ومع الوقت وعند توجهي للتمرين وقبل بدايته تفاجأت بأن أكثر من 10 لاعبين يؤدون تمارين خاصة قبل تمرين الفريق، لم أطلب منهم ذلك وإنما بادروا بأنفسهم، وأتذكر أن محمد الدعيع كان في مقدمتهم، مع أن عمره حينها كان يتجاوز عمري كمدرب “قالها ضاحكا”، وأسعدني هذا الأمر كثيرا، وهذا يعتبر أحد الأمور التي نجحت من خلالها في الهلال.
    هل كنت تعيش في الهلال أياما عصيبة قبل لقاءات الهلال والاتحاد؟
    الناديان غنيان عن التعريف، ولكن اللاعب المحترف هو من يحضر نفسه للقاءات الكبيرة، وفي الحقيقة اللاعب يحتاج إلى مزيد من التحضير والدعم قبل لقاءات الفرق المتوسطة والصغيرة نظرا لما يقدمه لاعبو تلك الفرق من مستويات أمام الهلال ليبرزوا بشكل جيد.. كنت في الهلال أواجه صعوبة أمام تلك الفرق نظرا لعدم محافظتنا على مستوى تركيزنا الطبيعي، بالنسبة لي كمدرب لم يكن هناك اختلاف في التحضير لأي فريق، ومفاتيح البطولات دائما هي الفوز على أندية الوسط، وأنا غالبا لا أحاول حفظ الذكريات الصعبة والسيئة.

    يطالب الإعلام المحلي والجماهير بعودة جيل الذهب السعودي، كيف يتم ذلك في رأيك؟
    يجب أن يكون هناك احترام للنادي وشعاره وجماهيره والأمر كذلك ينطبق على المنتخب، اللاعب السعودي موهوب ومتمكن ولكنه بحاجة لأن يعرف حقوقه وواجباته، وكما تريد من اللاعب أن يقدم كل شيء في الملعب عليك أن تقدم له كل شيء، لا ننتظر من جهة أن تقدم وأخرى تتقاعس عن دورها.. أنا عشت مع اللاعب السعودي كثيرا وخصوصا في الهلال، الإدارات عندما تكون محترفة وتمنح اللاعب حقوقه كاملة وتطلب منه حقوقها، أنا متأكد بأن اللاعب سيحترق في الملعب ويحقق الإنجازات، فيما عدا ذلك هي مجرد محاولات لن تقدم شيئا على أرض الواقع.

    ولكن اللاعب السعودي متهم بالتشبع المالي وأصبح معظمهم أثرياء، وبالتالي لم يعد لديهم ما يقدمونه حاليا!
    – قبل أن نتكلم عن المال على اللاعب السعودي أن يحب عمله، وإذا انعدمت الحوافز الداخلية فلن يقدم المال أو يؤخر في مسيرته.. نعرف لاعبين في أوروبا أثرياء جدا ولكنهم يقدمون كل شيء في الملعب لأن لديهم تاريخ ويريدون الحفاظ عليه، فهل اللاعبون والأندية والمنتخبات هناك فقراء حتى نعتقد بمثل هذا الاعتقاد الخاطئ؟.. على اللاعب السعودي أن يتخلص من اعتقاده بأنه الأفضل خليجيا وعربيا، لأن الواقع الحالي يؤكد أن اللاعبين القطريين والإماراتيين يتفوقون عليه وهناك تنافس داخل الملعب ينهي كل فرضيات الأفضلية.
    المنتخب مقبل على تصفيات كأس العالم، هل هناك خطة عمل تقترحها من واقع معرفتك باللاعب السعودي؟
    – هناك تجربة جميلة للاتحاد الفرنسي بعد خسارة تأهلهم لكأس أوروبا أمام بلغاريا قبل سنوات طويلة، اجتمعوا برؤساء الأندية والمدربين وعدد من المهتمين بالكرة الفرنسية واتفقوا على أن اللاعب الفرنسي مميز جدا وأن عليه أن يتطور في جانب القوة البدينة كالطول واللياقة لأنهم لم يكونوا مميزين في هذا الجانب، وأقاموا مدارس كروية وتم اختيار لاعبين منها وفق القوة الجسمانية والطول وبدؤوا في تعليمهم الكرة وأخرجوا جيلا قويا حقق كأس العالم 1998 بعد تلك الخطة.. أي لاعب في العالم يحتاج إدارة قوية ومدرب قوي لكي تستقيم الأمور وهو ما يفتقده اللاعب العربي أحيانا.

    استفدنا من القناص
    استدعيت ياسر القحطاني للاحتراف في العين الإماراتي، هل كان لإمكاناته في ذلك الوقت دور أم لصداقة خاصة؟
    – ياسر لاعب عظيم وهو من اللاعبين الذين كانوا يستحقون الاحتراف في أوروبا، بل هو أفضل من بعض الموجودين هناك، ولكنه واجه مصاعب كبيرة في السعودية من خلال منافسين لا يتمنون نجاحه، ومع ذلك كان لاعبا ذا عزيمة قوية ولم ينظر لتلك المؤامرات وشق طريقه كنجم آسيوي بارز.
    أذكر أنه في تلك الفترة عندما جاء إلى العين كان الجميع ينظر إليه وكأننا تعاقدنا مع كرستيانو رونالدو. استفدنا منه كقائد ومهاجم هداف، بالإضافة إلى زميله حينها الغاني جيان، واستطاع أن يعود من خلال احترافه نجما كما كان في بداياته.

    مدرب منظم
    يؤخذ عليك كمدرب ميلك للعب الدفاعي، وبالتالي الفرق التي أشرفت عليها تفوز بصعوبة ولكنها أيضا تخسر بصعوبة؟
    في كرة القدم لا بد لأي فريق أن يعرف لاعبوه كيف يدافعون قبل كل شيء عن مرماهم، وإذا أردت أن تهاجم لا بد أن تعرف كيف تدافع، بدون ذلك ستبقى تركض خلف الكرة دون فائدة وعند ارتداد الكرة نحو مرماك ستتأثر كثيرا. يمكنني القول إن كل الفرق التي دربتها هي الأكثر تسجيلا في تلك الدوريات، أفضل أن أكون مدربا منظما أكثر وأهاجم بثقة وأريحية بدلا من مدرب مندفع قد يخسر في نهاية المباراة.

    هل النجاح في الدوري السعودي هو عربون نجاح أي مدرب في المنطقة الخليجية تحديدا؟
    النجاح في السعودية أمر إيجابي في مسيرة المدرب، واكتشفت خلال تجربتي مع الهلال بأن نجاحي معه فتح لي الكثير من الأبواب. كان أغلب لاعبيه أصحاب أداء متوسط وخط دفاع متدني المستوى ومع ذلك حققنا نتائج إيجابية وبطولات، وهدفي تمثل في وضع خططي بحسب إمكانات فريقي، والهلال حاليا لديه لاعبون مميزون يستحقون اللعب خارجيا، أمثال سلمان الفرج وسالم الدوسري لو ركزوا داخل الملعب أكثر من خارجه.

    من كان يعجبك في الهلال كلاعب وما زلت تحتفظ معه بعلاقة خاصة؟
    – لاعب واحد فقط.. القصير صاحب المشكلات “يضحك” محمد الشلهوب، لا أنسى أنني كنت أعمل في الهلال مدربا وحارسا شخصيا له من اللاعبين الذين ينوون مخاشنته أثناء التمارين وبعدها كذلك.
    اشترك بنشرتنا الإخبارية .. اضغط هنا

    تابع صفحتنا الخاصة عن الكرة السعودية في تويتر