سبورت 360 – كل شيء كان يبدو مستحيلاً في الماضي أصبح ممكناً الآن، هذا ما تعلمناه من أزمة فيروس كورونا المستجد التي تسببت في توقف معظم الأنشطة الكروية وجميع البطولات المهمة على مستوى العالم، لمحاولة احتواء الوباء الذي يتفشى بسرعة كبيرة.
هناك العشرات من الإجراءات التي تم اتخاذها خلال الأسابيع الماضية، لعل أبرزها تأجيل موعد نهائي دوري أبطال أوروبا، وإلغاء بطولة اليورو هذا العام، وإقامتها في العام القادم، وحتى الآن لا يوجد موعد رسمي لعودة الحياة لكرة القدم، بل لا يوجد تأكيد على استئناف الموسم من الأساس.
ولم تعد المشكلة تقتصر على الموسم الحالي وحسب، وإمكانية استكماله من عدمهما، الأمور باتت أعقد من ذلك بكثير، فهناك مشكلة أيضاً تتمثل في إعداد تقويم الموسم القادم، حيث ستكون الاتحادات الوطنية والإقليمية أمام تحدٍ حقيقي بهذا الشأن.
التوقعات تشير إلى إمكانية استئناف الموسم الحالي في معظم البلدان الأوروبية في بداية شهر يونيو، أي بعد شهر ونصف تقريباً، وعلى الأغلب ستلعب المباريات خلف الأبواب المغلقة، وهذا يعني أن الموسم سوف يستمر حتى شهر أغسطس الذي من المفترض أن ينطلق فيه الموسم المقبل في الوضع الطبيعي، ونحن نتحدث هنا عن أفضل سيناريو ممكن، فربما تتأخر نهاية الموسم لأكثر من ذلك.
أحد الحلول المقترحة الآن هي تخفيف الجولات الدولية للفيفا، لكن لا يمكن إلغاءها بشكل كامل لأنه ستبدأ تصفيات كأس العالم في جميع القارات، وبالتالي يجب إيجاد حلول أخرى لتجنب ازدحام المباريات في فترة زمنية قصيرة.
الموسم القادم سيبدأ غالباً في منتصف شهر أكتوبر القادم لو افترضنا أن الموسم الحالي سينتهي في شهر أغسطس، وبالتالي فإن البداية ستكون متأخرة عن المعتاد بحوالي شهرين تقريباً، أي أن هناك 10 مباريات تقريباً لكل فريق في بداية الموسم لم تلعب بعد.
وتدرس الاتحادات الوطنية في معظم الدول الأوروبية اقتراح إلغاء بطولات الكأس في الموسم القادم، هذا هو الحل الأفضل بنظر الجميع لبناء تقويم للموسم بدون أي تعقيدات وتزاحم في المباريات.
في إنجلترا، يطالبون بإلغاء بطولة كأس رابطة المحترفين بشكل نهائي، حتى قبل أزمة فيروس كورونا كانت تعاني الفرق من ضغط كبير في المباريات، لدرجة أن ليفربول أشرك الفريق الثاني في بعض المباريات ومنح الفريق الأول إجازة في منتصف الموسم، وكان هذا القرار رسالة واضحة من المدرب يورجن كلوب لضرورة إعادة النظر بهذه البطولة الغير مفيدة بحسب رأيه، لوجود بطولة كأس أخرى متمثلة بكأس الاتحاد.
بنسبة كبيرة، سيتم التضحية بإحدى بطولتي الكأس في الموسم القادم بإنجلترا، وربما يتم إيقافهما معاً، على أن يتم تشغيل واحدة في موسم 2021-2022 وإلغاء الأخرى بشكل كامل بعد أن يتم دراسة هذا القرار من جميع الجوانب الاقتصادية والرياضية.
في فرنسا، هناك بطولتين للكأس أيضاً، لكن الاتحاد الفرنسي أعلن في وقت سابق أنه بداية من الموسم القادم ستلعب بطولة واحدة فقط، وسيتم إلغاء كأس الرابطة، وهذا القرار سيجعل تقويم الموسم القادم أكثر مرونة بالنسبة للأندية الفرنسية عن باقي البلدان الأخرى، لكن ربما يكون هناك حاجة أيضاً لإلغاء بطولة الكأس الأخرى.
لويس روبياليس رئيس الاتحاد الإسباني رفض تأكيد او نفي إمكانية إلغاء كأس الملك الموسم القادم، لكن في الوقت ذاته أكد أن كل شيء وارد، ومتوقف على ما ستؤول إليه الأمور في المرحلة القادمة بشأن أزمة فيروس كورونا، وبالتالي فإن خيار تعليق البطولة لموسم واحد ليس مستبعداً أبداً.
أما في إيطاليا وألمانيا، فلم يتطرق أحد لمعضلات الموسم القادم، والتفكير كله ينصب على الموسم الحالي، لكن في حال أوصى اليويفا الاتحاد الوطنية بضرورة إلغاء بطولة الكأس، فإن معظم الدول سوف تسير على نفس النهج، لأنه الحل الوحيد المتاح حتى وإن كان سيقلص من إيرادات الأندية قليلاً، فيجب عدم نسيان أن بطولة أمم أوروبا يجب أن تلعب في شهر يونيو من عام 2021، مما يعني أن الموسم المقبل يجب أن ينتهي في شهر مايو كما هو المعتاد.
