موقع سبورت 360 – أندية الدوري الإنجليزي ومسابقة دوري أبطال أوروبا، علاقة فاترة في السنوات الماضية، بالرغم من تعدد الأسباب حول فشل هذه الفرق في التتويج باللقب القاري منذ ستة أعوام تقريبًا، إلا أن السبب الجوهري مازال غامضًا.
تشيلسي كان آخر الفرق الإنجليزية التي نجحت في التتويج باللقب القاري في عام 2012، عندما تفوق على بايرن ميونخ الألماني بركلات الجزاء “4/3” بعد انتهاء الوقت الأصلي والإضافي بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله.
وبعد تتويج البلوز، غياب تام للأندية الإنجليزية في المسابقة القارية، كسره بعض الشيء ليفربول بالنسخة الماضية عندما تأهل لنهائي دوري الأبطال، ولكنه خسره بثلاثة أهداف لهدف أمام ريال مدريد الإسباني.
وهذا الموسم، في ظل النتائج الحالية لأندية الدوري الإنجليزي، نعود لنسأل سؤالنا المعتاد، ما هو السبب الحقيقي وراء نتائج فرق البريميرليج في دوري أبطال أوروبا.
أداء باهت للإنجليز
هذا الموسم، تأهل الرباعي مانشستر سيتي، ومانشستر يونايتد، وليفربول، وتوتنهام هوتسبير للعب كممثلين للدوري الإنجليزي بدور المجموعات بدوري أبطال أوروبا.
الجميع كان يظن أن البريميرليج سيكون حاضرًا بقوة في البطولة القارية، ولكن الأداء جاء عكس التوقعات.
ليفربول في مجموعته الثالثة يتواجد بالمركز الثالث، وفقط الفوز على نابولي الإيطالي سيساعده على التأهل للدور المقبل، ومانشستر سيتي في مجموعته السادسة تأهل للدور المقبل، ولكن بأداء باهت عكس الحال بالدوري الإنجليزي، ومانشستر يونايتد بفضل “يد فيلايني” تأهل للدور المقبل بمجموعته الثامنة بأداء سيء للغاية، وأخيرًا توتنهام هوتسبير سيواجه برشلونة الإسباني بمجموعته الثانية أملاً في تحقيق الفوز والتأهل مع البرسا للدور المقبل.
المستوى العام للفرق الإنجليزية غير مبشر على الإطلاق، أداء باهت، ومعاناة أمام الفرق الكبيرة، كلها معطيات تؤكد بأن اللقب القاري الأوروبي لن يكون لصالح فريق إنجليزي.
المسابقات المحلية هي السبب؟
الدوري الإنجليزي هو السبب – أو المسابقات المحلية بإنجلترا هي السبب – ، جملة نسمعها مرارًا وتكرارًا في كل مرة تخرج فيها أندية البريميرليج من دوري الأبطال.
قد يكون سببًا مقنعًا في الوهلة الأولى، ولكن عندما تبحث أكثر، ستجد أن أزمة فرق الدوري الإنجليزي مع المسابقات المحلية تحدث في الفترة ما بين شهر ديسمبر وحتى نصف شهر يناير “فترة البوكسينج داي” وضغط المباريات سواء بالدوري أو بمسابقة كأس كاراباو، وكأس الاتحاد الإنجليزي.
نعم تؤثر هذه الفترة بشكل واضح على أداء اللاعبين بعد ذلك، سواء بسبب الإصابات أو إجهاد اللاعبين، ولكنه لن يؤثر على مشوار الفريق بدوري الأبطال، فهذه الأمور كانت تحدث عندما توّج البلوز بدوري الأبطال، ونفس الشيء مع مانشستر يونايتد، وقبلها ليفربول.
قوة البريميرليج هي السبب!
الدوري الإنجليزي عكس الدوريات الأخرى، فالتنافس فيه حاضرًا، البريميرليج صعب تكهن نتائجه، كلها عبارات يرددها الجميع، ولكن هل حقيقية؟
في الواقع نعم، فالفرق الإنجليزية متقاربة إلى حدٍ كبير، ولكنها ليست الوحيدة، فقط أنظر إلى الدوري الإسباني لتعرف معنى التنافس الحقيقي، إشبيلية يتصدر الليجا بفارق نقطة وحيدة عن برشلونة، وبينه وبين المركز السادس والسابق “ريال مدريد”، وجيرونا فقط ست نقاط، وبين المتصدر وصاحب المركز السابع عشر “ليجانيس” فقط 13 نقطة.
تخيل عزيزي القارئ حجم التنافس وتقارب المستوى هذا الموسم بالدوري الإسباني، لتعرف أن هذا السبب مجرد أسباب غير منطقية تضاف للأسباب الأخرى الغير منطقية أيضًا.
ريال مدريد وبرشلونة وأتلتيكو مدريد تأهلوا بكل سهولة لدور الستة عشر بمسابقة دوري الأبطال، بالرغم من معاناتهم في المسابقة المحلية، وبالرغم أيضًا من الإصابات العديدة التي ضربت هذه الفرق في الفترة الماضية، وفي مراكز مؤثرة للغاية.
لهذه فإن السبب التي يتحدث عن قوة البريميرليج، وإنهاك اللاعبون من المسابقات المحلية، هي مجرد أوهام ابتدعها أنصار وجماهير الدوري الإنجليزي.
ما هو السبب.. هل هي العقلية؟
لماذا تخسر أندية إنجلترا في دوري الأبطال؟ ولماذا تفوز أندية إسبانيا وتسيطر على البطولة الأوروبية؟ فقط فكر عزيزي القارئ في هذين السؤالين، وستعرف الإجابة وحدك.
العقلية.. عقلية المنظومة الكروية برمتها في إنجلترا السبب، النادي أهم من المنتخب، ومجد البريميرليج أهم من أي شيء، فكرة زرعت في عقول الجميع أدت إلى الحال الذي وصل إليه الفرق الإنجليزية.
فرق إنجلترا تمتلك كل شيء، أموال، لاعبين، مدربين، كل شيء، ولكنها تفتقد للعقلية، لترتيب الأهداف، ماذا نريد هذا الموسم؟ هل الدوري، أم دوري الأبطال؟
عندما تتغير عقلية اللاعبين والجمهور أيضًا، وقتها سنرى أندية إنجلترا تتواجد على منصات التتويج رافعةً كأس دوري أبطال أوروبا.
