موقع سبورت 360 – عبد الله علي – فكرة الاستثمار الرياضي ولاسيما في كرة القدم واحدة، العوامل المحيطة هي المسبب الرئيسي لاختلافها تنفيذيًا من دولة لأخرى ومن دوري لدوري آخر، على سبيل المثال : طبيعة المنافسة، حجم التمويل، قوانين اللعب المالي ..إلخ، جميعها أمور تؤخذ في عين الاعتبار لتقييم تجارب الاستثمار من هذا النوع، وتعد تجربة بيراميدز الموسم الماضي لمعالي تركي آل الشيخ في الدوري المصري صورة واقعية لنتاج الاستثمار الرياضي الناجح، إذ إثر نجاحها توجه مالك بيراميدز السابق لتجربة هي الأقوى عن سابقتها من حيث التحدي، المنافسة، والضغط الجماهيري، فخوض تركي آل الشيخ مطلع هذا الموسم استثمارًا في نادي ألميريا الإسباني يعد مشروعًا رياضيًا على المدى البعيد، يُقيَّم نجاحه من عدمه بعد ثلاثة أو أربعة مواسم على الأقل.
شَهِدَ نادي ألميريا والذي ينشط حاليا في (Segunda División) دوري الدرجة الثانية الإسباني ثورة كبيرة على المستويين الفني والتقني منذ انتقال ملكيته إلى رئيس الهيئة العامة للترفيه في المملكة العربية السعودية، معالي المستشار تركي آل الشيخ، الرجل الذي عمل على إعادة هيكلة عناصر الفريق والجهاز الفني، في ظل الحضور اللافت لقائد العمليات والمفاوضات (محمد العاصي) وهو وكيل أعمال شهير في الساحة الكروية المصرية، سبق له العمل مع تركي في تجربته الاستثمارية الأولى كمدير تنفيذي، ليستأنف العاصي مهمته التنفيذية ولكن هذه المرة أوروبيًا.
ملامح منظومة النادي الأندلسي والتي أنهت الموسم الماضي كعاشر جدول الترتيب تلاشت تمامًا، بتنصيب البرتغالي بيدرو إيمانويل على رأس الإدارة الفنية بدلاً من أوسكار فيرنانديز، وجلب العديد من الأسماء ما بين واعدة ومخضرمة؛ لخلق التوازن المطلوب بين عنصري الخبرة والمهارة، وبالمقابل إنهاء خدمات بعض اللاعبين كان أبرزهم هداف الفريق للموسم السابق ألفارو خيمينيز.
نتائج ألميريا حتى الآن (16 نقطة من أصل 18) تعكس الاستقرار الفني ودور تدعيمات الميركاتو بالنهوض بالفريق حدَّ المنافسة، فهو الآن يتربع على عرش السيغواندا كمتصدر، بتحقيق انتصارات متتالية على أندية هويسكا، مالقا، لاس بالماس وجيرونا، الأول والأخير اللذان هبطا مع نهاية الموسم الماضي رفقة رايو فاييكانو والذي تنتظره مباراة كبيرة أمام المتصدر مطلع الأسبوع القادم على ملعبه استاد الڤاليكاس، جدول الترتيب مشتعل ولا شك في أن المنافسة ستحتدم في الجولات المقبلة ومستمرة حتى الأسبوع الأخير، ألميريا يُمنِّي النفس بمركز أول أو ثاني يؤهلهم مباشرة لـ اللاليغا ويجنبهم معركة البلاي أوف للمراكز الأربعة المتوالية، فالعودة للدرجة الأولى بعد أربعة أعوام من الغياب سيكون بمثابة إنجاز حقيقي وإن كان الأمر غير وارد هذا الموسم، هي صعبة وليست مستحيلة.
أبداً لا نخشى القمة! 👊🔝#هدفنا_الفوز https://t.co/HWNVCyuHM7
— نادي ألميريا (@UDAlmeria_Arab) September 20, 2019
تجربة آل الشيخ في ألميريا تتشابه قليلاً مع تجربة الأمير عبدالله بن مساعد في إنجلترا وبالتحديد شيفيلد يونايتد الذي يتقاسم ملكيته مع مالك آخر إنجليزي منذ ستة أعوام، جدير بالذكر أن شيفيلد صعد هذا الموسم للبريميرليغ ويقارع الآن كبار إنجلترا، مثال آخر قريب هو نادي ملقا الذي يملكه عبدالله بن ناصر آل ثاني، هبط ملقا الموسم قبل الماضي للدرجة الثانية وينافس حاليًا في حقل واحد مع ألميريا؛ ولأن الشيء بالشيء يذكر، عقبت الخسارة الأخيرة على ملعبهم اللاروزاليد أمام ألميريا بهدف نظيف شن حملات جماهيرية تطالب رئيسها القطري بمغادرة منصبه.
الأندية الكبيرة في إسبانيا تعجب بمثل هذه التجارب وتصفها بالأرض الخصبة لتنمية المواهب التي ستبحث عنها في المستقبل، قد نرى فيما بعد لاعبين كـ الحارس دييغو ألفيس والذي يمثل نادي ألميريا بوابة تألقه في عالم اللاليغا قبل انتقاله إلى فالنسيا، الجزائري سفيان فيغولي الذي قضى فترة إعارة في ألميريا سبقت عودته إلى فالنسيا ليصبح ركيزة في كتيبة الخفافيش، حجم الاستفادة لألميريا حينئذٍ لن يمكن حصره إقتصاديًا! من بيع لاعبين وجلب آخرين، الحضور الجماهيري، النقل التلفزيوني، عقود الرعاية، والمكافآت ..إلخ.
تركي آل الشيخ استطاع خلق شعبية محلية لألميريا وعربية كذلك بطريقته الخاصة، وبدأ مشواره كما يجب، فكيف ستكون نهاية البداية لتجربة (الأسيوطي الجزء 2)؟
