الجانب السلبي لإحراز الألقاب .. برشلونة وليفربول وريال مدريد أبرز الأمثلة

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • في كرة القدم الانتصارات والألقاب هي الأهم . الجميع يعمل للفوز ولا أحد يرغب في الخسارة ..أما الألقاب ، فما عاد لقب واحد يكفي فرقاً كبرشلونة وريال مدريد واليوفنتوس وبايرن ميونخ وغيرهم . باتوا مطالبين وبشدة بحصد كل شيء في عرف مخالف لطبيعة كرة القدم وأيضاً الحياة التي ترفض احتكار كل شيء للأبد .

    الألقاب بطبيعة الحال تفرض ضغوطاً شديدة على الفرق الكبرى ، وتختلف هذه الضغوط بحسب حالة الفريق ونوعيته. فإما أن يكون الضغط لإحراز لقب ابتعد طويلاً أو إحراز لقب اعتاد الفريق إحرازه . أو آخر أنواع هذه الضغوط وهو إحراز كل الألقاب الممكنة.

    الحالة الأولى هي حالة ليفربول ..فالفريق ابتعد عن لقب الدوري منذ العام 1990 وحتى يومنا هذا . وفي كل مرة يقترب من اللقب يخسره لسبب أو لآخر كما حدث عام 2014 أو من دون سبب واضح كما حدث هذا الموسم . ورغم إحراز الفريق للعديد من الكؤوس المختلفة منذ العام 1990 منها المحلي ككأس إنجلترا أعوام 1992 ، 2001 و 2006 أو الأوروبي كالدوري الأوروبي عام 2001 ودوري الأبطال عام 2005 وكأس السوبر الأوروبي كذلك الأمر. إلا أن عدم إحراز الدوري وتسيد اليونايتد يشكل ضغطاً على ليفربول في كل موسم يلعبه منذ العام 1990 .

    93F8644A-21FA-41C2-B290-1E547C0660CA

    الحالة الثانية هي حالة ريال مدريد وهي مزيج بين الثانية والثالثة .. فريال مدريد وبتفوقه في مسابقة دوري الأبطال خلال تاريخه وخصوصاً في السنوات الأخيرة ، وبعد الثلاثية الشهيرة بات لزماً عليه الفوز بكل بطولة لدوري الأبطال والخروج منها صار يعد فشلاً رغم علم جماهيره بأنه لن يفوز بها في كل موسم . ولكونه ريال مدريد فإنه مطالب دائماً بالفوز بكل شيء لكن التركيز الأكبر بطبيعة الحال سيكون على الأبطال وهي مسابقته المفضلة .

    الحالة الثالثة هي حالة الفوز بكل شيء وبطلها طبعاً برشلونة . الفريق الكتالوني بدأ منذ العام 2005 مرحلة تفوق محلية وأوروبية لم تتوقف رغم اختلاف الإدارات والمدربين . قمتها كانت بطبيعة الحال فترة بيب جوارديولا الذي حقق السداسية الشهيرة وأسس لفكر الفوز بكل شيء في الموسم الواحد . وتكررت هذه الحالة بشكل أقل مرتين الأولى مع جوارديولا نفسه والثانية مع لويس إنريكي . فأصبح برشلونة بالتالي مطالباً بالفوز بجميع الألقاب وما عاد لقب واحد يكفيه في الموسم . والدليل أن الجمهور يعتبر هذا الموسم فاشلاً بالنسبة للفريق رغم أنه أحرز لقب أحد أهم دوريات العالم متفوقاً على الخصم التقليدي ريال مدريد وجاره الصعب أتلتيكو. الجمهور كان يمني النفس بثلاثية جديدة بعد أن أحرزها الفريق مرتين لكن فالنسيا وليفربول كان لهم رأي مختلف .

    81007038-8196-409A-8892-70E7D5CDE9F0

    بقدر ما تعتبر الألقاب للنادي الذي يفوز بها بقدر ما تصبح نقطة ضعف قاتلة. في حال برشلونة فإن حصده لألقاب متعددة كل موسم يرفع من سقف الطموحات بشكل كبير ويصبح الفوز بلقب واحد عديم المعنى بالنسبة له ويتشكل ضغط كبير عليه للمنافسة على كل الجبهات والنتيجة قد تكون خسارة الألقاب جميعاً وتخيلوا حجم ذلك على ناد يفترض أن يفوز بكل شيء. أما في حالة ليفربول ، فصحيح أن الجمهور يريد لقب الدوري لكنه بالمقابل اعتاد من الفريق عدم الفوز وبالتالي بات الأداء المميز مقبولاً نوعاً ما . لكن في النهاية يبقى ليفربول يعاني من ضغط الحصول على لقب الدوري وهو ما يضعه تحت ضغط كبير جداً .

    بالمحصلة …الألقاب هي التي تمنح الفريق شخصيته وهي التي تشكل تاريخه وكيانه، لكنها بالمقابل تشكل ضغطاً كبيراً على النادي للبقاء في القمة وهي ضريبة التفوق . وتبقى الرغبة الدائمة من الجمهور برؤية الفرق الكبرى تنتصر لأنها أساس المتعة بنجومها وقوتها . لكن هذه الرغبة تحمل إجحافاً كبيراً بحق الفرق الأصغر التي تسعى لكسر احتكار الكبار . وأي انتصار لكل من لاتسيو و فالنسيا وغيرهم هو انتصار مستحق تماماً ، خصوصاً في ظل فارق الإمكانيات .