تحكيم الإسباني .. مستوى بالحضيض وتهمة محاباة ريال مدريد وبرشلونة

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • لست من هواة الحديث عن الحكام، ولا من هواة تصيد أخطائهم، فحسب قناعاتي فإن فتح ملف أخطاء التحكيم مهما تعمقت به أو تعاملت معه بشكل سطحي فإنه لا يمكن الوصول إلى نتيجة من خلاله، كما لن تستطيع تغيير حقيقة الشيء وستكتفي بسكب الزيت على النار.

    لكن ازدياد معدل الأخطاء جولة تلو الأخرى، وموسماً تلو الآخر في الدوري الإسباني، يجبرنا على فتح هذا الملف الشائك، والتطرق لحالة الحكام العامة في إسبانيا، خصوصاً مع تراشق الاتهامات بين الجماهير، فكل جمهور يرى أن المنافس هو من يلقى معاملة خاصة وغير نزيهة.

    التحكيم في إسبانيا .. حالة متردية تثير الجدل حول برشلونة وريال مدريد

    ما أن انتهت مباراة فالنسيا ضد ريال مدريد حتى اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالصور والكتابات من مختلف أنحاء العالم، من عشاق الدوري الإسباني أو عشاق المسابقات الأخرى، تتهم خلالها الحكام بالإنحياز لصالح ريال مدريد.

    هذه الحالة انقلبت رأساً على عقب بعد 24 ساعة تقريباً، حيث أصبح الغريم برشلونة هو المتهم الرئيسي بانحياز الحكام لصالحه بعد الأخطاء التي رافقت مواجهته ضد ديبورتيفو ألافيس.

    لست هنا بصدد وضع كلتا المباراتين في مقارنة، فالحالات مختلفة تماماً وليس من العدل وضعها بنفس الكفة، كما لن أخوض في نقاش أي الحالات صحيحة وأيها خاطئة فيما يهمني هنا هو الجو العام الذي يحيط بالدوري الإسباني في السنوات الأخيرة.

    DUt7bKxUQAImLUZ

    تراشق الاتهامات بين جماهير القطبين من جهة، وتلقي كلا الفريقين الاتهامات من باقي جماهير ومتابعي الدوري الاسباني من جهة أخرى، كلها عوامل تضع لجنة الحكام في قفص الاتهام أسبوعاً تلو الآخر.

    قفص الاتهام لم يدخله الحكام ظلماً بل العكس هو ما يحصل، فمعظم حكام الدوري الإسباني يرتكبون أخطاءً فادحة والتي تبرز في مباريات القطبين، هذه الأخطاء لا يمكن السكوت عنها أو اعتبارها جزءاً من اللعبة بعد الآن ما دامت تؤثر على النتائج بشكل واضح موسماً تلو الآخر، خصوصاً مع تطور كل جزئيات اللعبة في الآونة الأخيرة.

    الفكرة السائدة هنا بين الجماهير _وأحياناً وسائل الإعلام_ بأن المشكلة تتعلق بالفساد، المحسوبيات، والرشاوي، ورغم أنها الفكرة العامة والأكثر انتشاراً، لكن لا يوجد أي دليل ملموس عليها، ومن غير المنطقي أن تكون قضية رائحتها النتنة تصل أنوف الجهات القضائية والتنفيذية باعتبار كرة القدم جزء من حياتهم اليومية لسنوات طويلة، وبعد ذلك لا يتم كشف شيء منها أو على الأقل إيقافها عند حدها.

    في ذات الوقت يمكن القول بأن الحكام ربما يتأثرون بشهرة ريال مدريد و برشلونة، تأثر مباشر أو غير مباشر، فمسألة مراعاة مصالح القطبين في قوانين الدوري الإسباني وتوزيع حقوق البث وخلافه تنعكس بشكل أكيد على عقلية قضاة الملاعب حتى ولو كان ذلك لا شعورياً، وهو ما يجعلهم حذرين من اتخاذ القرارات التي تصب في صالح منافسي القطبين، مقابل التنبه سريعاً لمعظم الحالات التي يكون الحق فيه معهما (برشلونة وريال مدريد).

    offside-ramos-goal-1485026254240

    شهرة الناديين، وشعبيتهما، وتمتعهما بنفوذ إعلامي واسع يجعل الحكام تحت ضغط نفسي هائل في كل مباراة يكون أحدهما طرفاً فيها، فليس من السهل إطلاق صفارة وأنت تعلم بأن هناك الآلاف من الإعلاميين والملايين من الجماهير مستعدة للحديث عنك لأيام طويلة في أكبر الصحف والقنوات التلفزيونية، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

    لا أبرر هنا أخطاء الحكام، فهي ليست مبررة على هذا المستوى العالي من التنافس، كما أن القاضي يجب أن يحاول تجريد نفسه من أية عوامل ضغط خارجية سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة، وهو ما يضع الحكام في خانة التقصير مهما كانت الظروف.

    لكن .. هل ريال مدريد وبرشلونة فقط من يستفيدان من التحكيم في إسبانيا؟

    سؤال هام جداً، صحيح أنني أقررت بتأثر الحكام بشهرة ونفوذ ريال مدريد وبرشلونة إعلامياً وجماهيرياً، لكن هذا لا يعني بأن الريال والبرسا دائماً ما يكونا هما الطرف المستفيد.

    على سبيل المثال مواجهتي فالنسيا ضد ريال مدريد ثم برشلونة  في مرحلة الذهاب من الموسم الحالي، في كلا اللقائين استفاد الخفافيش من أخطاء تحكيمية واضحة منحته نقطة أمام كلا القطبين، أخطاء ربما لو لم تكن موجودة لخسر رجال مارسيلينو جارسيا كلا اللقائين، وهذه الأخطاء حدثت رغم أن فالنسيا ينظر له كأحد المنافسين على لقب الليجا خصوصاً في مواجهته ضد برشلونة.

    ronaldosiririr

    ليس هذا فقط، أتلتيكو مدريد أبرز منافس للريال والبرسا في المواسم الأخيرة، لطالما اتصف أداؤه بالخشونة المفرطة في مواجهاته ضد كلا الفريقين، فيما كان الحكام يتغاضون عن الكثير من حالات الاعتداء الواضح بسبب معرفتهم بأن تطبيق القانون على فريق بهذا النهج والاستراتيجية ربما يفسد أجواء المباريات الكبيرة.

    استفادة أتلتيكو وفالنسيا من الأخطاء التحكيمية ضد ريال مدريد وبرشلونة (ريال مدريد حُرم من هدف صحيح الموسم الماضي ضد أتلتيكو) واستفادة فرق أخرى من الأخطاء مثل ريال بيتيس ضد برشلونة الموسم الماضي، وغيره من الحالات، تؤكد أن المنافسين يستفيدون أيضاً من الأخطاء، لكن ربما لا تكون كثرتها مثلما يحصل مع القطبين للأسباب التي سبق ذكرها.

    118

    هل نتتبع ونركز على أخطاء المدربين واللاعبين بهذه الصورة؟

    ما نهمله دائماً في كل مباراة هو أخطاء اللاعبين والمدربين، أو بالأحرى، لا يتم إدراج هذه الأخطاء في العرف الجماهيري تحت بند “الفساد والرشاوي”.

    لا أتحدث هنا عن لاعبين سيئين أو مدربين سيئين، بل عن أفضل لاعبي العالم وفي مقدمتهم كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي، أفضل لاعبين في العالم خلال السنوات العشر الأخيرة يملكان رصيداً لا بأس به من الفرص السهلة جداً المهدرة أمام المرمى الذي يكون فارغاً، كما أهدرا عدة بطولات على الفرق التي لعبا فيها بسبب هذه الأخطاء.

    هنا لا أقلل من رونالدو وميسي، ولا أستطيع فعل ذلك فهما ليسا بحاجة لشهادة مني أو من أي شخص آخر، لكن هي دعوة للتذكير بأن الأخطاء السخيفة والتي لا نفهم كيف يقع بها الحكام، يقع بها أشهر اللاعبين بل والمدربين أيضاً، وبالنهاية يتم التعامل معها على أنها خطأ بشري، فلماذا إذاَ قضاة الملاعب هم الفاسدون فقط في اللعبة؟

    الصحف تريد أن تبيع والجماهير غير معنية بأخطاء الفرق المتوسطة

    اسأل نفسك واترك الإجابة بدون أن تبوح بها، لو وضعت إحدى الصحف أو المواقع ملخص أخطاء الحكم في مباراة ليفانتي ضد فالنسيا، فهل سوف تكون  مستعداً لقرائتها أو التعرف عليها؟ الجماهير تريد دائماً معرفة كل جديد عن ريال مدريد وبرشلونة بالتحديد خصوصاً فيما يتعلق بمسألة التحكيم لاتخاذها كدليل على معتقدات خاصة، لكن لن يكون هناك شخص مهتماً بالتعرف على بقية الأخطاء في المباريات الأخرى، وهو ما يجعل الصحف لا تتحدث عنها، بل والجماهير لا تتابعها من الأساس.

    تقنية الفيديو .. الحل الأمثل لإنقاذ اللعبة وإراحة الجميع من الصداع

    كما قلت، الحكام غير معفيين من الأخطاء، لكن يجب أن توضع هذه الأخطاء “الكارثية والسخيفة” في النطاق البشري حتى نستطيع تصحيحها، وأفضل طريقة لتصحيحها هو مساعدتهم عبر تقنية حكم الفيديو.

    هذه التقنية في صالح الفرق حيث تمنح الحق لأصحابه، وفي صالح الحكام حيث تعفيهم من ارتكاب أخطاء سخيفة، ولا يوجد شخص يحب أن يخطئ وهو عرضة لهذا الوابل من السخرية والانقاد والتنكيل جماهيرياً وإعلامياً، كما ستكون في صالح الجماهير التي ستركز على متابعة كرة القدم على حقيقتها، بدلاً من تصيد أخطاء الحكام كل أسبوع مما يهدر المتعة الحقيقية للعبة.

    رابطة الدوري الإسباني تهم بتطبيق تقنية حكم الفيديو بدءاً من الموسم المقبل، وهو قرار حكيم للغاية وإن تأخر تطبيقه لأسباب متنوعة.

    الفساد ربما يكون موجوداً !

    لا أناقض نفسي في هذه النهاية، بل أكتب ما أؤمن به، فلا يوجد مؤسسة خاصة أو عامة في مختلف المجالات تكاد تخلو من الفساد، فأينما وجد القانون وجد الخارجون عنه، وبكل تأكيد هناك حالات فساد في أوساط كرة القدم. لكن ما أؤمن به أيضاً بأن النسبة الأكبر ليست كذلك على الإطلاق…