ومضات من مؤتمر دبي الرياضي:اللاعبون ليسوا اسماكاً وتنمية المواهب بالصينية والجميع يستهدف انجلترا

Mitri Hajjar 17:45 03/01/2018
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • مؤتمر دبي الرياضي الدولي

    أن يأتي أبرز نجوم ومدربي العالم إلى دبي لإعطاء عصارة خبرتهم في أحد أكثر المواضيع حساسية وجدلاً وهو الاستثمار في كرة القدم فذلك يؤكد بأن مؤتمر دبي الرياضي الذي عقد يومي 27 و 28 ديسمبر الفائت هو أكثر من مؤتمر في مسيرة كرة القدم الاحترافية في المنطقة. وبطبيعة الحال كان  كادر سبورت 360 حاضراً في جميع فعاليات ومحاضرات هذا المؤتمر وفيما يلي بعض الومضات الملفتة التي ذكرها المشاركون النجوم في المؤتمر.

    الجميع يستهدف الدوري الانجليزي الممتاز :

    الجلسة الأولى التي جمعت بين المدير التنفيذي للدوري الاسباني خافيير تيباس وماركو برونيلي الرئيس التنفيذي للدوري الإيطالي مع إريك وينالدا المرشح لرئاسة الاتحاد الأمريكي لكرة القدم حوت مجموعة من الرسائل الهامة أولها أن الجميع يسعى لإسقاط  الدوري الانجليزي الممتاز عن عرشه كأعلى الدوريات متابعة . ورغم هذا السعي فإن الدوري يعتبر مثالاً يحتذى ويسير على خطاه الكثيرون في أوروبا سواء من حيث النقل أو التسويق أو كيفية تقديمه كمنتج . وكان من الملفت الحديث الاقتصادي لمديري ثاني وثالث أقوى دوريات أوروبا وكيفية تقديمهما للبطولة الوطنية كمنتج تجاري أكثر منه منافسة رياضية.

    الاسبان اظهروا تطوراً ملحوظاً في التعامل مع دوريهم المحلي سواء ذهنياً أو تجارياً. وكان ملفتاً تأكيد خافيير تيباس أن جماهير الدوري الاسباني في العالم لا تقل أهمية عن الجماهير الاسبانية في انفتاح واضح على العالم وأبرز هذه الدلائل لعب الكلاسيكو ظهراً لتسويقه في شرق آسيا وأمريكا. وقد استعرض تيباس الخطوات المتبعة لتسويق الدوري بالطريقة المطلوبة والتي كان أبرزها التعاقد مع عاملين سابقين في فيسبوك ونتفليكس والبنك الاسباني الأول أحد أكبر بنوك اوروبا بهدف غزو العالم الرقمي والمالي بالطريقة الصحيحة . وفي هذا فهم لتغيير العالم وتحوله للمحمول بكل أنواعه سواء أكان هاتفاً ام حاسوباً لوحياً . باختصار ما فهمه الاسبان أن العالم بات أكثر كسلاً ولابد من إيصال المعلومة إلى يده وليس إلى جهازه .

    الإيطاليون كانوا السباقين إلى استخدام تقنيات حديثة سواء في الدوري كتقنية الفيديو وخط المرمى أو في النقل ككاميرا 360 والنقل عالي الجودة 4K وغيرها. لكن ورغم العرض الرائع من ماركو برونيلي إلا أنه لم يركز على المشكلة الاكبر في الدوري وهي غياب البنية التحتية القادرة على جذب الجمهور ونعني هنا الملاعب. لكن برونيلي تدارك الأمر وأكد التركيز على تحديث الملاعب في حديث خاص مع سبورت 360 وبانتظار التحرك بهذا الاتجاه الذي يعتبر الأصعب نظراً للتعقيدات الحكومية.

    إريك وينالدا أظهر رؤية ثاقبة وتواضعاً شديداً عندما أكد بأن الأمريكيين يريدون دائماً القيام بالامور بشكل مختلف منتقداً توقيت بداية الدوري الأمريكي وعدم وجود فئات أدنى ونظام للترقي من الدرجات الدنيا مؤكداً بأن الأمور ستتغير كثيراً عندما يستلم دفة قيادة الاتحاد الأمريكي مؤكداً بأنه سيعمل على إدخال الكرة الأمريكية على خارطة الكرة العالمية على جميع الصعد .

    جلسة المدربين ..جلسة التحذير 

    جلسة المدربين كانت مميزة بضم مدربين من الرعيلالقديمكالكبير فابيو  كابيلو ومدرب منتخب مصر الحالي هكتور كوبر  مع مدرب كبير آخر إنما شاب وهو دييغو سيميوني حوت على أفكار رائعة حول موضوع الاستثمار في الأكاديميات . وكان من أبرز ما جاء فيها رفض هكتور كوبر مصطلحانتاج اللاعبينفي الاكاديميات  مشدداً على أن التعامل هنا يتم مع بشر وليس مزرعة أسماك. أما كابيلو فكان من الملفت عرضه لطريقة العمل في الصين لدعم قطاع الشبان، حيث تفرض القوانين على كل ناد دفع مبلغ مالي لقطاع الشبان في النادي   يعادل ثمن أي لاعب أجنبي يجلبه. بمعنى أن تم جلب لاعب بعشرة ملايين يتم دفع عشرة ملايين مقابلة لقطاع الشبان في النادي وهكذا ، وبالتالي يجبر النادي على توزيع الأموال بين الفريق الأول وأكاديمية الشبان .

    المدربون الثلاثة اتفقوا على تغيير هذا العالم حيث بات المدرب قادراً على رصد اللاعب بفضل اليوتيوب ووسائل التواصل الاجتماعي منذ نعومة اظفاره في حين في الماضي  يكتشف المدرب اللاعب وهو بعمر 17 عاماً على الأقل . كما أكدوا جميعاً على ضرورة تثقيف اللاعبين حتى يكونوا محصنين من المغريات الكثيرة التي تحيط بهم في العصر الحالي حيث تعرض اموال طائلة عليهم وهم في سن مبكرة وحتى قبل النضج .

    التكنولوجيا ..الهم والاهتمام

    في جلسة هامة أخرى اجتمع كل من الكبير مارتشيلو ليبي والحكم الشهير بيير لويجي كولينا رئيس لجنة الحكام في الاتحاد الدولي مع الحكم الألماني فيليكس بريش  الذي حكم نهائي دوري الأبطال بين اليوفنتوس وريال مدريد. حيث كان الحديث عن أهمية التكنولوجيا في كرة القدم وتحديداً في مجال التحكيم . حيث أجمع الحاضرون على ضرورة دخولها في عالم كرة القدم . فليبي مثلاً أكد بأنه لولا التكنولوجيا لما تمكن مثلاً من التصدي للاعبين بإمكانات توتي وديل بييرو  مثلاً  عندما لعب ضدهم كمدرب ولا الاستفادة من قدراتهم بالشكل الأمثل عندما دربهم مع المنتخب . أما كولينا فقدم أفكاراً هامة جداً حول أهمية التكنولوجيا في كرة القدم مستغرباً قبول فكرة  السماح للمدربين بالاستعانة بمساعد ليرى كامل الملعب في حين أنه محرم على الحكم ، علماً أن الأخير في وضع أصعب من المدرب لأنه داخل الملعب ويجري مع اللاعبين . كما شدد كولينا على ضرورة إبقاء الحكم صاحب القرار الأول والأخير عبر وضع شاشة صغيرة تسمح له بمعاينة الحالات التي تتدخل فيها تقنية الفيديو بما يحافظ على ثقة الحكم بنفسه ويساهم في إمساكه بشكل أكبر بزمام اللقاء.

    اللاعبونالحلقة الأشهر

    اجتماع ثلاثة أساطير كالإيطالي توتي والاسباني بويول ولاعبنا العربي الإماراتي اسماعيل مطر يخلق لوحده تفاعلاً كبيراً فكيف إن كان الحديث عن مواضيع شديدة الحساسية والإثارة كرواتب اللاعبين الحالية وخططهم بعد الاعتزال ؟ 

    كل من اللاعبين الثلاثة قدم إضافة كبيرة للحضور الذين غصّت بهم القاعة ، توتي كان كما عهدناه قوياً وصريحاً ومباشراً حيث انتقد كرة القدم الحالية معتبراً إياها تجارية وبعيدة عن الرياضة الحقيقة . ولم يوفر النجم الإيطالي كرة بلاده حيث أكد أنها بعيدة عن نظيراتها في اسبانيا وألمانيا المتطورة اكثر منها بمراحل . كما أعلن بصراحة معتادة ميسي كأفضل لاعب من وجهة نظره وليبي كأفضل مدرب وأكد بأن نيمار لا يستحق مبلغاً يصل إلى ربع مليار يورو ولا يوجد اي لاعب يستحق هكذا مبلغ  . أما بويول فكان أكثر دبلوماسية مؤكداً بأن الأسعار تفرضها السوق ومشدداً على أن ميسي هو اللاعب الأفضل وأرقامه تؤكد ذلك .

    مداخلة اسماعيل مطر كانت مميزة جداً وصريحة ، حيث تحدث عن تجربته مع ناد بلجيكي عندما جاء مدرب الفريق وقتها واكد له أن طريقة جريه خاطئة من أساسها وهو سبب إصاباته الكثيرة في الركبة مشدداً على أنه لم يؤسس بالشكل الصحيح  . وقد أكد مطر على ضرورة تأسيس اللاعبين بشكل صحيح  قبل أن يفكروا بالخروج والاحتراف في اوروبا وهو الأمر الذي اعتبره رياضياً وأيده فيه جميع المشاركين في الجلسة .

    إنفانتينو …مسك الختام

    آخر الجلسات كانت  جياني إنفانتيتنو الذي عاد إلى دبي كرئيس للفيفا بعد أن زارها العام الماضي كمرشح للرئاسة . وكان من الملفت دفاعه عن إدخال التكنولوجيا وزيادة عدد منتخبات كأس العالم . حيث أكد بأن الحديث كان كثيراً عن التكنولوجيا بين معارض ومؤيد لإدخالها لكن احداً لم يقم بأي شيء لتجربتها ، فكان القرار بتجربتها لعامين قبل البت في إدخالها بشكل نهائي . أما زيادة عدد منتخبات كأس العالم فشرح إنفاتينو الأثر الذي يتركه تأهل منتخب إلى كأس العالم مقارنة بما يحدث إن لم يتأهل هذا المنتخب لكأس العالم . ففي حال  سدد اللاعب مثلاً  كرة واصطدمت بالقائم وسارت على خط المرمى في لقاء فاصل ، لو دخلت لتأهل المنتخب وسيصبح المدرب بطلاً واللاعبون أساطير والاتحاد مجتهداً ومميزاً وستتحمس الأمة كلها لمتابعة منتخبها في البطولة مما يعطي حياة مستمرة في كرة القدم في هذا البلد  حتى ما بعد نهاية  البطولة وهو ما ينعكس على وضعية كرة القدم في الدولة بشكل كبير . أما في حال أمسك الحارس هذه الكرة مثلاً ولم يحتسب الهدف فسيقال المدرب والاتحاد ويصبح اللاعبون منبوذين وستهمد حركة كرة القدم حتى بداية الموسم المقبل . هذا الأمر يجعل من زيادة فرص التأهل لكأس العالم ضرورياً للغاية لانتعاش البلدان على صعيد الكروي .

    في النهاية يمكن القول أن مؤتمر دبي للاحتراف هو محطة هامة للغاية للإعلامين والمتابعين والاختصاصين على حد سواء …وفيه وجبة دسمة ستغنينا حتى مؤتمر العام القادم ، وبالانتظار

    لمتابعة الكاتب على فيسبوك وتويتر