نافذة كأس القارات: برانديلي وديل بوسكي ليس هناك خاسر

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • قدم المدربين تشيزاري برانديلي وديل بوسكي ملحمة كروية تكتيكية من الطراز الرفيع في نصف نهائي كأس القارات والذي لم ينتهي لصالح أحد حيث نجح الاسبان في الوصول للمباراة النهائية بواسطة ركلات الحظ الترجيحية.

    برانديلي مدرب إيطاليا قدم لنا فنون في التكتيك الطلياني خصوصاً في شوط المباراة الأول والذي تسيد به لاعبوه المباراة وكانوا قريبين جداً من افتتاح التسجيل في أكثر من مناسبة لولا يقظة كاسياس وتسرع المهاجمين في بعض اللقطات.

    لكن ما الذي فعله تشيزاري؟ الخبير الطلياني لعب بخطة تجيدها الفرق الإيطالية 3-6-1 وحتى نكون أكثر دقة 3-4-2-1، هذه الخطة اتبعت في الحالة الهجومية للآزوري عن طريق تواجد جيلاردينو كرأس حربة ومن خلفه ماركيزيو وكاندريف وعلى الأطراف الظهيرين المهاجمين ماجيو وبدرجة أقل جياكيريني.

    برانديلي كان يعي جيداً بأن المنتخب الإسباني يلعب بخط دفاع متقدم من أجل الاستحواذ على الكرة مع تقدم ألبا على الجهة اليسرى لذلك اعتمد على طريقتين في صنع اللعب، الأولى عن طريق الكرات العرضية الساقطة بين وخلف قلبي الدفاع في منطقة الجزاء والثانية عن طريق ارسال التمريرات الطويلة نحو ماجيو السريع الذي أرهق ألبا على الجهة اليسرى.

    خطة برانديلي الهجومية نجحت بامتياز لكن اللاعبين فشلوا باستغلال الفرص السهلة المتاحة لهم رغم تحفظي على مشاركة جيلاردينو مكان الشعراوي المهاري والذكي.

    الناحية الدفاعية لبرانديلي كانت أقوى وأكثر متعة، المدرب الإيطالي انتقل في الحالة الدفاعية لخطة 5-4-1 عن طريق اعادة الجناحين ليشغلا مركز الظهير الدفاعي ثم عودة كاندريفا وماركيزيو ليشكلا مع بيرلو ودي روسي رباعي ارتكاز في خط الوسط أمام تيكي تاكا الإسبان.

    تواجد الرباعي شكل حائط دفاعي متين خصوصاً في المنطقة اليسرى، برانديلي كان مؤمن بأن الإسبان سيضعون سيلفا وإنييستا وألبا على ذات الرواق مثلما اعتادوا لذلك وضع جميع لاعبي ارتكازه في الحالة الدفاعية في تلك المنطقة مما شل مثلثات الإسبان الذين كانوا عاجزين تماماً عن تناقل الكرة مثلما اعتادوا وسقطوا في كماشة اللاعبين الطليان.

    الشوط الثاني اختلفت الأمور به بعض الشيء، ديل بوسكي تفطن لقدرة الطليان الهجومية فأعاد لاعبي الجناح الهجوميين لخط الوسط من أجل مساندة الدفاع وإغلاق المنافذ على الرواق الأيسر والتناوب مع ألبا على ذلك.

    كما أنه تنبه لسيطرة الطليان وتركيزهم على المنطقة اليسرى في الحالة الدفاعية مما جعله يشرك نافاس المهاري والسريع على الرواق الأيمن، هذه العملية أرهقت رباعي الارتكاز الطلياني الذي تشتت بين الرواقين وغابت فعاليته بعض الشيء بسبب تباعد لاعبيه مما منح الإسبان فرصة لتشكيل مثلثات في العمق الدفاعي للآزوري ومع مرور الوقت ونيل الارهاق من عزيمة رجال برانديلي بدأت الخطوط في التكشف وبدأت الماكينة الإسبانية في خلق الفرص الخطيرة على مرمى بوفون.

    مباراة تكتيكية رائعة قدمها المنتخبين اليوم لكن المستوى الفني خصوصاً في الشوط الثاني كان ممل جداً وهو أسوء ما في المباراة. كما أننا حزينون جداً على تألق حارسي المرمى العملاقين في الدقائق المئة والعشرين واهتزازهم الرهيب في ركلات الحظ الترجيحية.

    في النهاية نحن سنستمتع في متابعة نهائي الحلم المنتظر الذي يجمع سحرة الكرة البرازيل مع عمالقة السنوات الأخيرة إسبانيا.