لم يكن يتخيل أحد قبل 10 أعوام من الآن بأن منتخب تشيلي سيصبح من أقوى المنتخبات على مستوى العالم، رفاق أليكسيس سانشيز أثبتوا قدراتهم في ظرف سريع ووقت قصير واستطاعوا أن يضعوا بلادهم على خارطة كرة القدم العالمية ليحققوا أول لقبين في تاريخهم (كوبا أمريكا) ويصبحوا على أعتاب خطوة واحدة من تحقيق اللقب الثالث.
تشيلي أعادت اكتشاف نفسها مع المدربين الأرجنتينيين بدءاً من مارسيلو بييلسا، مروراً بخورخي سامباولي _من قبله كلاوديو بورجي_ ثم انتهاءً بالحقبة الحالية مع أنطونيو بيتزي (مواليد الأرجنتين لكن لعب لمنتخب إسبانيا)، 3 مدربين ساهموا بشكل تدريجي في رفع سقف الطموح لدى منتخب تشيلي معتمدين على جيل قوي من اللاعبين ومتعطش لتحقيق الإنجازات دولياً.
لذلك لا تبدو مهمة ألمانيا الليلة سهلة، المدرب يواكيم لوف يعتمد على تشكيلة من اللاعبين الشبان أو أصحاب الخبرة المتوسطة، فيما استبعد جميع لاعبيه الأساسيين عن المسابقة، الأمر الذي يزيد من فرصة تشيلي لتحقيق لقب كأس القارات للمرة الأولى في تاريخها.
وفي الحقيقة طموح تشيلي لا يقتصر على تحقيق لقب البطولة الأقل أهمية في حسابات البطولات الدولية، بل يمتد إلى قهر منتخب ألمانيا الأول وتحقيق أول انتصار رسمي عليه، وأول انتصار بشكل عام منذ نصف قرن.
49 عام مر على آخر انتصار حققه منتخب اللا روخا على حساب المانشافت، ففي ديسمبر من عام 1968 استطاعت تشيلي تحقيق انتصار معنوي على ألمانيا أمام 50 ألف متفرج في لقاء ودي احتضنه الملعب الوطني في العاصمة التشيلية سانتياجو وبهدفين مقابل هدف وحيد.
ويعتبر انتصار عام 1968 هو الثاني في مسيرة تشيلي أمام الألمان بعد الفوز في مارس عام 1963 ودياً في الملعب الوطني، وبثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد.
منذ تلك الأيام تواجه المنتخبان في 4 مباريات، تلقت تشيلي 3 هزائم بنتيجة 0-1 في مونديال 1974 ، ثم 1-4 في مونديال 1982، ثم 0-1 في لقاء ودي عام 2014، قبل التعادل 1-1 في دور المجموعات من كأس القارات في العام الحالي.
أما على صعيد المباريات الرسمية فإن تشيلي ما تزال تحلم في تحقيق الانتصار الأول على حساب الألمان، فخلال 4 مواجهات تلقوا 3 هزائم وتعادلوا مرة وحيدة، بل أن الأكثر إحباطاً هو تسجيلهم هدفين فقط، الأول بواسطة جوستافو موسوكو عام 1982 ، والآخر بواسطة أليكسيس سانشيز في العام الحالي.
تشيلي تملك طموح كبير ليس لتحقيق اللقب فقط بل بإثبات جدارتها أمام منتخب ألماني عملاق يسيطر على كرة القدم في السنوات الأخيرة، لكن تحقيق ذلك لن يكون بالأمر الهين، هذا ما اكتشفه منتخب المكسيك قبل أيام.
