تكتيك المونديال (18) .. خطة مارتينيز دمرت البرازيل ومشاكل الديوك مستمرة!

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • موقع سبورت 360 – انتهت منافسات اليوم الأول من الدور ثمن النهائي لبطولة كأس العالم 2018، المقامة حالياً على الأراضي الروسية، بتأهل المنتخب البلجيكي إلى المربع الذهبي عقب إقصائه للمنتخب البرازيلي بهدفين مقابل هدف وحيد، كما بلغت فرنسا نفس الدور بفوزها على أوروجواي بهدفين دون مقابل.

    واستمراراً لتغطية موقع سبورت 360 عربية الاستثنائية منذ صافرة بداية كأس العالم 2018 .. سنستعرض معكم فقرة خاصة لعشاق التكتيك، بإلقاء الضوء عن أبرز الأفكار الفنية التي طبقها المدربون واللاعبون في هذا العرس العالمي، ونتوقف معكم اليوم عند المبارتين التي احتضنتهما الملاعب الروسية، مساء أمس الجمعة.

    فرنسا والأوروجواي .. مشاكل الديوك مستمرة:

    لم يُقدم منتخب الأوروجواي مباراة سيئة أبداً، والحقيقة أنه كان قادراً على تسجيل الأهداف عندما أتيحت له أكثر من فرصة في الشوط الأول لاختراق مناطق الفريق الفرنسي إبان هجماته المرتدة السريعة، لكنه افتقد بشدة للمسة قبل الأخيرة والأخيرة.. غياب خطورة كبيرة على المرمى لا يعني أن البناء الهجومي من الخلف لفريق أوسكار تاباريز كان سيئاً.

    الطريقة التي ناقش بها تاباريز الشوط الأول كان مميزاً لسببين، الأول هو إجبار فرنسا على اللعب البدني، وبالتالي الحد من خطورة قدراتهم الفنية، أما الثاني فهو إرغامهم على لعب الكرات الطويلة المباشرة لأولفييه جيرو وذلك بإغلاق زوايا التمرير على جميع لاعبي وسط الديوك.. وماذا كانت نتيجة ذلك؟! تركيز لاعبي ديديه ديشامب على التفوّق البدني في المواجهات الفردية أصبح أكثر من رغبتهم في اللعب السريع، بالإضافة إلى خسارتهم للكثير من الكرات الطويلة بسبب القامات الفارعة التي يمتاز بها مدافعي الأوروجواي في الصراعات الهوائية.

    التأخر في النتيجة ألزم المنتخب اللاتيني على أخذ زمام المبادرة هجومياً، الأمر الذي جعله يواجه صعوبة كبيرة في صناعة اللعب بسبب ضعف جودة غالبية الأدوات المتوفرة، إضافة إلى افتقاره للزاد البشري الذي يخوّل له مناطحة فريق فرنسي لديه كافة المقومات التي من شأنها الإطاحة بأعتى المنتخبات القوية.

    أما المنتخب الفرنسي فقد قدم مباراة معقولة خاصة في الشوط الثاني، والذي تعامل فيه الفريق مع المنتخب اللاتيني بذكاء كبير وبانتهازية كبيرة مكنته من الخروج متفوقاً ومنتصراً، لكن في نظري لا يجب على هذا الانتصار أن يُغطي الشمس بغربال.. فالمساندة الهجومية لأظهرة المنتخب الفرنسي لا تزال ضعيفة ولا ترقَ للمستوى المأمول، ناهيك عن الأعباء البدنية الكبيرة على نجم الفريق جريزمان، وهو ما وضعنا أمام واقع أن أهداف الديوك في هذه المباراة لم تأتِ من فرص عبر اللعب المفتوح، إذ جاء الهدف الأول من ضربة ثابتة، بينما ساهم خطأ موسليرا في تسجيل الهدف الثاني.. هذه الأمور كلها تجعل ديديه ديشامب مُطالباً بإيجاد المزيد من الحلول الهجومية أمام الفرق التي تمتاز بالصلابة الدفاعية.

    البرازيل وبلجيكا .. خطة مارتينيز دمرت السيليساو:

    كم كان روبرتو مارتينيز موفقاً بالتعديلات التكتيكية التي قام بها في هذه المباراة، حيث تخلى المدرب الإسباني عن خطة 3/4/3 مستبدلاً إياها بخطة 3/3/4 التي منحت المنتخب البلجيكي تفوقاً عددياً على الأطراف، كما جعلته يُسيطر على منطقة تحضير اللعب، وذلك من خلال إقحام ناصر الشاذلي مكان يانيك كاراسكو ومروان فيلايني بدلاً من دريس ميرتينز، وهو الأمر الذي أعطى الشياطين الحمر مرونة تكتيكية منقطعة النظير، إذ قللت تلك الاستراتيجية من الأعباء الدفاعية التي تكبد فداحتها كيفن دي بروين في المباريات السابقة، ليتقدم قليلاً إلى الأمام كصانع لعب في المركز رقم 10، بينما انكفأ روميلو لوكاكو على التواجد في الرواق الأيمن من أجل استغلال المساحات التي يتركها مارسيلو خلف ظهره.

    أبرز نقطة قوة في المنتخب البلجيكي خلال هذه المباراة كانت سرعة تحوله من الوضع الدفاعي للهجومي، وهو ما خلق مشاكل جمة لدفاعات المنتخب البرازيلي، وأبرز مثال على ذلك لقطة الهدف الثاني.. فريق مارتينيز وعندما ترك الكرة في جل أطوار المباراة، اعتمد على المرتدات السريعة وكان يصل لمناطق خصمه بثلاث تمريرات، وهي ميزة لعبت كثيراً لصالح الشياطين الحمر.. جودة متوسطي ميدان الفريق فنياً، ولا مركزية لاعبي الخط الأمامي لعبت دوراً كبيراً في ذلك، بالإضافة طبعاً إلى غياب كارلوس كاسيميرو الذي لولا غيابه لما نجحت بلجيكا في تنفيذ المرتدات بتلك السهولة.

    استثمر المنتخب البلجيكي بشكل رائع تفوقه العددي عبر الأطراف والراجع للتقاعس الكبير للإضافة الدفاعية لكل من ويليان وفيليب كوتينيو.. توماس مونييه وناصر الشاذلي قاما بأدوار هجومية كبيرة، وهو ما مكّن لوكاكو وهازارد من التحول لداخل منطقة الجزاء باستمرار، فكانت تُخلق الثغرة بين الظهير وقلب الدفاع، هذا بالإضافة إلى استغلال بطء الارتداد الدفاعي لأظهرة المنتخب البرازيلي وهو ما ظهر جلياً في الهدف الثاني.