ملاحظات خرجنا بها من مباراة منتخب روسيا ومنتخب إسبانيا

رامي جرادات 21:22 01/07/2018
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • كيف تجبر فريقك على الخروج من كأس العالم وهو متفوق في كل شيء؟ ببساطة طبق ما فعله فيرناندو هييرو مدرب منتخب إسبانيا أمام منتخب روسيا وستحصل على نتائج مضمونة بنسبة 100%.

    إسبانيا فشلت في الوصول إلى ربع نهائي كأس العالم 2018 بهزيمتها من منتخب روسيا بركلات الترجيح بعد أن انتهى الوقت الأصلي والإضافي بالتعادل بهدف لكل فريق، ونستعرض لكم فيما يلي أبرز الملاحظات التي نستخلصها من هذا اللقاء والأسباب التي أدت لإقصاء اللاروخا:-

    تشكيلة الأحجية وتوظيف سيء للاعبين

    المشكلة ليست بالأسماء التي لعب بها هييرو، فمهما كان الـ11 لاعب الموجودين على أرض الملعب يمكنهم هزم منتخب روسيا بفارق الجودة والإمكانيات، لكن الفكرة بالتغيير الغير مبرر على الإطلاق، فصحيح أن إسبانيا لم تكن جيدة في دور المجموعات، لكنها كانت تسجل وتصنع فرص كثيرة، المشكلة كانت في عمق الدفاع وعند الحارس ديفيد دي خيا وليس في الأمام لكي يغير في العمود الفقري للفريق.

    هيير قرر التضحية بأندريس إنييستا وداني كارفاخال، ودفع بماركو أسينسيو وناتشو، كما أقحم كوكي في وسط الملعب إلى جانب بوسكيتس بدون أي فكرة واضحة لذلك، فكان من الطبيعي أن نشهد هذا التخبط الذي شاهدنها ونرى فريق عقيم لا يستطيع وضع المهاجم في أي كرة بمقابلة الحارس.

    عندما تخرج ظهير يملك السرعة والمهارة مثل كارفاخال، وتقحم ظهير آخر يمتاز بالأدوار الدفاعية فقط، ثم تخرج أكثر لاعب مبدع في الفريق هو إنييستا وتدفع بأسينسيو على طرف الملعب، ويكون هناك لاعب مثل كوكي أصعب شيء يمكنه القيام به هو تمرير الكرة لأقرب لاعب إليه، فحينها لا تتوقع أن يكون فريقك فعال وقادر على صناعة الفرص.

    اللاعب الوحيد الذي كان يحاول المجازفة هو إيسكو فقط، أما البقية المتمثلة بـ كوكي، أسينسيو، ديفيد سيلفا، وبوسكيتس، راموس، بيكيه، ناتشو وحتى جوردي ألبا كانوا يمررون الكرة لأقرب لاعب إليهم دون أي فائدة، بنفس الاستحواذ السلبي الذي شاهدناه في نسخة 2014.

    لو كان هناك ضرورة بالعفل لإجراء تغيير على التشكيلة الأساسية فكان يتوجب إقصاء ديفيد سيلفا لأنه يتشابه في الأدوار مع إنييستا وإيسكو، ولأنه كان أسوأ لاعب في دور المجموعات أيضاً، كذلك عدم إقحام كوكي الذي لا يجد له أي دور في الملعب لأن ما يقوم به يمكن لراموس أو بيكيه حتى أن يفعلوه، ويمكن اللعب بـ أسباس كمهاجم ثانٍ مع دييجو كوستا، والاعتماد على لوكاس فاسكيز على الطرف الأيمن، فهذه التشكيلة سيكون فيها حيوية أكثر وسرعة أعلى في اللعب، بدلاً من إقحام 5 لاعبين في الوسط متشابهين تماماً وأمامهم رأس حربة لم يحصل على نصف فرصة.

    تبديلات كارثية فاقمت المشكلة

    بالتأكيد أول ما قام به هييرو هو سحب ناتشو وديفيد سيلفا ودفع بأندريس إنييستا وكارفاخال ليصحح الجريمة التي ارتكبها قبل بداية المباراة، وهذا يؤكد ما قلناه سابقاً بسوء الاختيارات التي قام بها.

    بعد ذلك جاء التبديل الكارثي بكل المقاييس عندما سحب دييجو كوستا من الملعب وأقحم أسباس، تبديل غير مفهوم أبداً لأنك بحاجة لرأس الحربة الوحيد الذي تملكه أمام دفاع متكتل كهذا لكي يسحب المدافعين ويعطي حرية أكبر لزملائه، ويمكن أن يلعب أسباس بدلاً من أسينسيو، أو حتى المجازفة وإخراج كوكي لأن روسيا لم تعد تهاجم أساساً بعد الدقيقة 60.

    كل هذا لا يهم .. لنعود إلى المشكلة الرئيسية

    نحن بدورنا نوضح الأخطاء التي قام بها هييرو، لكن اللوم الأكبر يقع على عاتق الاتحاد الإسباني الذي عين مدرب لا يملك أي خبرة في عالم التدريب وأقال المدرب الذي جهز اللاعبين لهذه البطولة على مدار عامين.

    بغض النظر عن من المخطئ في مسألة تعاقد ريال مدريد مع جولين لوبيتيجي، لم يكن قرار الإقالة منطقياً على الأطلاق لأنه جاء قبل انطلاق البطولة بساعات، وحتى لو كان لا بد من ذلك فمن الأجدر الاستعانة بسيلاديس مدرب فريق الشباب وليس هييرو لمجرد أنه قريب من اللاعبين فقط.

    روسيا أثبتت قوتها

    لم يقتنع أحد أن منتخب روسيا جاء ليتنافس حقاً في هذه البطولة حتى بعد تقديم مستوى مميز في دور المجموعات وتحقيق انتصارين ساحقين على مصر والسعودية، وأرجع البعض سبب تأهل الروس إلى دور الستة عشر لضعف المنتخبات التي واجهوها، لكنها اليوم أثبتت عكس هذا الكلام تماماً.

    روسيا تملك فلسفة واضحة في اللعب، تدافع بتنظيم عالي وبجميع اللاعبين، ثم تعتمد على نقاط ضعف المنتخبات التي تواجهها، فأمام السعودية ومصر لعبت على العرضيات والكرات الثابتة، واليوم استغلت الخلل في عمق دفاع إسبانيا وكادت أن تفاجئهم أكثر من مرة، هذا الفريق قادر على الوصول إلى نصف النهائي إن واصل على نفس النهج.