كأس العالم 2018 بعنوان .. استحوذ تخسر !

رامي جرادات 14:19 29/06/2018
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • الاستحواذ على الكرة بات من أهم سمات كرة القدم الحديثة، إن لم يستحوذ الفريق فلن يقنع جماهيره حتى لو انتصر، والكثيرين باتوا يأخذون نسبة الاستحواذ كدليل لتفوق فريق على الآخر، وأصبحت فكرة السيطرة على الكرة وحرمان الخصم منها تشغل بال معظم مدربي العالم.

    بالاستحواذ حقق برشلونة سداسيته التاريخية وصنع فريقاً لا يقهر في عهد بيب جوارديولا، ومع نفس المدرب اكتسح بايرن ميونخ البطولات المحلية في ألمانيا، كذلك تمكن مانشستر سيتي من تحقيق لقب تاريخي بفوزه في الدوري الإنجليزي بأرقام قياسية.

    الأمر لم يعد يقتصر على فرق بيب جوارديولا، فريال مدريد مثلاً كان من أكثر الفرق استحواذاً على الكرة في أوروبا خلال السنوات الأخيرة وحقق إنجازات لم يسبق لها مثيل في عالم كرة القدم بعد فوزه بدوري أبطال أوروبا 3 مرات على التوالي، حتى وإن لم يسجل أرقام مرعبة بالاستحواذ إلا أنه كان الطرف الأكثر تحكماً بالكرة في معظم المباريات.

    لكن من السذاجة نسب إنجازات هذه الفرق لقدرتها على الاستحواذ فقط، فالسيطرة على الكرة هي أداة تستخدمها الفرق القوية لتقضي على الخصوم نفسياً وبدنياً، وتمنعهم من شن الهجمات على مرمامهم، لكن أسباب النجاح لا علاقة لها بالاستحواذ وإنما بجودة اللاعبين وخطط المدرب التكتيكية وعناصر أخرى أيضاً من ضمنها التوفيق.

    وجاء كأس العالم 2018 ليبرهن أن الاستحواذ على الكرة لا يعني شيء في كرة القدم إن لم يكن هناك رؤية واضحة لكيفية إيصال الكرة لمنطقة الجزاء، أو إن لم تكن تملك لاعبين قادرين على الحسم أمام المرمى.

    أكثر المنتخبات استحواذاً على الكرة في دور المجموعات كمعدل عام في المباراة الواحدة هي إسبانيا (67%)، ألمانيا (65%)، الأرجنتين (62%)، البرازيل (59%) وأخيراً المنتخب السعودي (57%).

    لو نلاحظ أن هناك منتخبين من أكثر 5 منتخبات استحواذاً قد ودعوا دور المجموعات، والثلاثة الآخرين انتظروا المباراة الأخيرة لكي يحسموا تأهلهم لدور الـ16، وهناك 6 مباريات تمكن فيها طرف من الاستحواذ بنسبة أكثر من 60%، 3 منها خسرها الفريق المستحوذ وواحدة انتهت بالتعادل، ومباراتان فقط حقق فيهم الانتصار الطرف المستحوذ.

    وخلال 48 مباراة لعبت في دور المجموعات، انتهت 23 منها إما بخسارة الفريق المستحوذ أو تعادله، مما يوضح أن الاستحواذ ليس شرطاً أن يعطيك الأفضلية، بل على العكس، أحياناً يكون سبب تعثرك وهزيمتك إن لم تحسن استغلاله أو إن لم يكن اللاعبين قادرين على الاحتفاظ بالكرة كما يجب مثلما حدث مع السعودية ومع الأرجنتين في مباراة كرواتيا.