تكتيك المونديال (13) .. خيط رفيع بين الملل واللعب النظيف!

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • موقع سبورت 360 – انتهت فعاليات دور المجموعات من نهائيات كأس العالم 2018، المقامة حالياً على الأراضي الروسية، حيث اكتمل عقد المنتخبات المتأهلة إلى ثمن النهائي بعد ختام مباريات المجموعتين السابعة والثامنة، لتبرز بذلك ملامح المواجهات المقبلة، التي من المتوقع أن تكون مشتعلة.

    واستمراراً لتغطية موقع سبورت 360 عربية الاستثنائية منذ صافرة بداية كأس العالم 2018 .. سنستعرض معكم فقرة خاصة لعشاق التكتيك، بإلقاء الضوء عن أبرز الأفكار الفنية التي طبقها المدربون واللاعبون في هذا العرس العالمي، ونتوقف معكم اليوم عند أبرز المباريات التي احتضنتها الملاعب الروسية، مساء أمس الخميس.

    السنغال وكولومبيا .. التسرع قضى على نسور التيرانجا:

    لعبت السنغال شوط أول رائع للغاية على الصعيدين الدفاعي والهجومي، لكن المستوى تراجع بوضوح في الشوط الثاني، وتلك عادة المنتخب خلال كأس العالم 2018، فقد حدث نفس الشيء أمام بولندا واليابان وتكرر في هذه المباراة أمام اللوس كافيتيروس، الأمر الذي جعلهم يتلقون 3 أهداف من أصل 4 في الأشواط الثانية.

    أداء السنغال القوي في الشوط الأول له عدة أسباب، أبرزها الضغط الدفاعي القوي جداً من جميع اللاعبين على منافسيهم من كولومبيا خاصة بعد فقدان الكرة، وهذا الأمر أدى لاستعادة الكرة سريعاً مما حمى الدفاع من الهجمات الكولومبية وقلل من الجهد المبذول في الجري خلف الكرة.

    السبب الثاني هو تألق ساديو ماني الذي استغل سرعته وتحركاته خلف الدفاع الكولومبي من أجل شن العديد من الحملات الخطيرة على مرمى دافيد أوسبينا، وقد ساعده في ذلك الدعم الواضح من جانب كايتا ونيانج بالهجوم، في الوقت الذي تراجع فيه الفريق اللاتيني قليلاً للخلف.. أما السبب الثالث فهو التضحية الدفاعية من لاعبي الوسط والتي ساهمت في الحد من خطورة الهجوم الكولومبي وهزم جماعيته وإجباره على اللعب الفردي الذي كان من السهل إبطال مفعوله من المدافعين خاصة ثنائي الارتكاز وثنائي قلب الدفاع.

    لكن لماذا تراجع الأداء في الشوط الثاني؟ تراجع لتحسن ملحوظ في أداء كولومبيا أولاً، ثم تراجع الفريق لتطبيق أسلوب الدفاع الإيجابي بالدفاع في نصف ملعبه بقوة والمباغتة بالهجمات المرتدة السريعة.. لكنه نجح نوعاً ما في الشق الأول، ولم ينجح في الثاني نتيجة غياب الجماعية عن الأداء والاعتماد على المهارة الفردية في الكثير من الهجمات مما سهل مهمة دفاع كولومبيا في التصدي لها وإفسادها.

    أما بعد هدف ياري مينا، فقد صعد الفريق الأفريقي مرة أخرى للهجوم، بعدما اعتمد أليو سيسي على ثنائي هجومي صريح وخلفهما رباعي خط الوسط على طريقة 2/4/4 مسطحة، وقد نجح أسود التيرانجا في صناعة العديد من الفرص لكن التسرع قضى على مهاجميه أثناء اللمسة الأخيرة.

    إنجلترا وبلجيكا.. خيط رفيع بين الملل واللعب النظيف:

    السلبية التي ظهرت في أداء إنجلترا وبلجيكا في هذه المباراة، هي أن روبرت مارتينيز وجاريث ساوثجيت واللاعبين لم يتعاملوا مع المباراة على محمل الجدية، ليضربوا بشعار الفيفا الشهير “اللعب النظيف” عرض الحائط، إذ اتسمت جل أطوار المباراة بالملل القاتل في محاولة منهما لاحتلال المركز الثاني وتجنب المشوار الصعب في الأدوار الإقصائية، وقد أجرى المدربان تغييرات شاملة في التشكيلة الأساسية، بمجموع سبعة عشر تغييراً في صفوف الفريقين، وهو رقم قياسي جديد في منافسات المونديال.

    الملاحظات التكتيكية والفنية كانت ضئيلة جداً في هذه المباراة، لكن يمكن القول إن المدربان دخلا اللقاء باستراتيجية تكاد تكون متشابهة، بتواجد ثلاثي دفاع، ولاعبي طرف نصف جناح ونصف ظهير “وينج باك”، مع الاعتماد على الثنائيات في كل صقع من أصقاع الملعب، أما النهج التكتيكي فقد كان مغايراً إذ انكفأ جاريث ساوثجيت على منع الدفاع البلجيكي من بناء الهجمات من الخلف من خلال الضغط القوي الذي كان يمارسه جيمي فاردي وماركوس راشفود على الثلاثي الخلفي، بينما أولى روبرتو مارتينيز اهتماماً كبيراً لخط الوسط، إذ حاول السيطرة على دائرة المنتصف بتواجد لاعبين يجيدون الاحتفاظ بالكرة تحت الضغط أمثال عدنان يانوزاي وموسى ديمبيلي.