تكتيك المونديال (6) .. كرة القدم تكره هيكتور كوبر!

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • موقع سبورت 360 – انتهى اليوم الثاني من النسخة الـ21 لبطولة كأس العالم المقامة في روسيا، والتي تستمر حتى يوم 15 يوليو المقبل، حيث شهد إقامة 3 مباريات جمعت بين كولومبيا واليابان، بولندا والسنغال، مصر وروسيا.

    واستمراراً لتغطية موقع سبورت 360 عربية الاستثنائية منذ صافرة بداية كأس العالم 2018 .. سنستعرض معكم فقرة خاصة لعشاق التكتيك، بإلقاء الضوء عن أبرز الأفكار الفنية التي طبقها المدربون واللاعبون في هذا العرس العالمي، ونتوقف معكم اليوم عند المباريات الثلاث التي احتضنتها الملاعب الروسية، مساء أمس الثلاثاء.

    اليابان وكولومبيا.. الواقعة تهزم المهارة:

    قدم المنتخب الياباني مباراة كبيرة استحق عليها حصد النقاط الثلاث.. رفاق كاجاوا وبعد تسجيلهم لهدف مبكر تركوا المبادرة للفريق اللاتيني واعتمدوا على الضغط المبكر في وسط الميدان وغلق المساحات، الأمر الذي جعل المنتخب الكولومبي يشن بعض الهجمات السريعة، بالإضافة إلى اللجوء لحل الكرات العرضية عن طريق موخيكا يساراً وكوادرادو يميناً.. إلا أنه رغم ذلك، نجح الدفاع الآسيوي في إبطال مفعول جميع محاولات زملاء فالكاو.

    الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، حيث تحرك خوسي بيكرمان ليعدل مركز كينيتيرو من مهاجم ثانٍ إلى جناح صريح في الجهة اليمنى، مع إقحام باريوس مكان كواردادو من أجل تقوية عمق خط الوسط الذي ظهرت فيه بعض الفراغات التي حاول اليابانيون استغلالها خلال الهجمات المرتدة.. هذه التغييرات أتت بأكلها حيث سجل كينيتيرو هدف التعادل بعد سيل من الهجمات المتتالية على مرمى الكمبيوتر الياباني.

    اليابان ناقشت الشوط الثاني بالكثير من الواقعية، حيث سيرت تلك الدقائق بالبطء من أجل تقليل خطورة الكولومبيين الذين يتميزون بالمهارة هجومياً بسبب تواجد خاميس رودريجيز وراداميل فالكاو.. الأمر نجح حقاً وتمكن الساموراي الياباني من تسجيل هدف الفوز بعد الاعتماد على التحول السريع والخاطف من الدفاع للهجوم وتنويع البناء الهجومي ما بين العمق والأطراف.

    السنغال وبولندا .. القوة البدنية فرضت نفسها:

    لعبت السنغال بذكاء كبير في هذه المباراة، فقد تركت الاستحواذ للمنتخب البولندي في أغلب فترات المباراة، ولكنها ركزت بشكل كبير على استغلال الهجمات العكسية واندفاع لاعبي الفريق الأوروبي للأمام بصورة غير محسوبة، وبالفعل آتت تلك الخطة أكلها بهدفين مع العديد من الفرص الضائعة التي نتجت أغلبها من أخطاء مباشرة من لاعبي بولندا.

    اعتمد المنتخب السنغالي على السرعة في نقل الهجمة من الدفاع نحو الثلث الأخير من الملعب، كما تفوق في جميع الصراعات الهوائية وهو الأمر الذي مكنه من التفوق في عمق الملعب مع توزيع الكرة على الأطراف.. القوة البدنية أيضاً كانت هائلة وهي من بين النقاط الإيجابية المهمة جداً في فريق “أليو سيسي”، فاللاعبون كانوا نشيطين جداً ولم يتوقفوا عن الركض طوال المباراة وحافظوا على تركيزهم إلى حدود صافرة النهاية.

    مصر وروسيا .. كرة القدم تكره هيكتور كوبر:

    نجح المنتخب الروسي في استغلال كل شيء في مباراة اليوم، فقد تفوق بدنياً وأخذ المبادرة وجعل المنتخب المصري يرتكب الأخطاء بشكل ساذج حيث ظهرت بعض المشاكل والشوائب التي ساهمت بشكل مباشر في الخسارة المريرة للفراعنة.

    الحقيقة أن المُشكلة الأولى التي كانت ظاهرة هي القصور الدفاعي الكبير لكل من محمد النني وطارق حامد اللذين لم يكونا يُقدمان إضافة دفاعية كبيرة وكانا يتأخران كثيراً في العودة للوضعية الدفاعية، وهو ما جعل المنتخب الروسي يستغل المساحات التي تظهر خلف الثنائي المذكور على غرار ما حدث في لقطة الهدف الثاني.. بالإضافة إلى هذا، لم نشعر بأي تنظيم في خط الوسط بوجود النني وحامد اللذين يفتقدان بصورة واضحة للبراعة في التمرير وتوزيع الكرات بشكل سليم، ناهيك عن غياب أي دور لهما بتخطيهما حدود دائرة المنتصف، وبالتأكيد هذا أمر يرضي كوبر العاشق للتأمين والبعيد تماماً عن روح المغامرة.

    إدارة هيكتور كوبر للمباراة خدمت كثيراً المنتخب الروسي، صحيح أن الفراعنة صنعوا عدداً لا بأس به من الفرص في الشوط الأول من المباراة، إلا أن المدرب الأرجنتيني لم يقم بتطوير فريقه هجومياً للوصول إلى الشباك والتسديد على مرمى أصحاب الأرض.. كوبر وعلى الرغم من تراجع روسيا لمناطقها الدفاعية، ظل متحفظاً، خشية المرتدات في الوقت الذي كان فيه بحاجة للهجوم وتسجيل الأهداف.

    المنتخب المصري كانت له رغبة في الهجوم، هذا أمر واضح للجميع.. لكن كوبر فشل في منح فريقه أسلوباً هجومياً يمكنه من الوصول لمرمى الخصم الروسي، فالفريق الأفريقي عانى عموماً في الانتقال من العملية الدفاعية نحو الهجومية وحتى الكرات الثابتة كانت نادرة جداً ولم تشكل الخطورة الكفيلة بزعزعة حارس البلد المنظم.

    هل تعلم أن المنتخب المصري كان يلعب بظهيرين في الملعب؟! نعم لعب بظهيرين ولم يقدما كرة عرضية واحدة، من منكم يتذكر انطلاقة من أحمد فتحي أو اختراق وتوغل من عبد الشافي؟.. لا أعتقد أننا نحتاج لأي أدلة أخرى أكثر من تلك من أجل التأكيد على أن الأسلوب الهجومي للفراعنة كان غائباً ولم تكن هناك أية أفكار من هيكتور كوبر الذي برهن على أنه مدرب جبان، والمؤكد أن كرة القدم تكره “الجبناء”.