تكتيك المونديال (1) .. الاستحواذ الخادع يُصيب المنتخب السعودي في مقتل!

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • موقع سبورت 360 –

    انتهى اليوم الأول من النسخة الـ21 لبطولة كأس العالم المقامة في روسيا، وتستمر حتى يوم 15 يوليو المقبل، بإقامة مباراة واحدة جمعت بين منتخب البلد المنظم والسعودية، وانتهت بهزيمة الأخضر بنتيجة ثقيلة قومها خمسة أهداف دون رد.

    واستمراراً لتغطية موقع سبورت 360 عربية الاستثنائية بعد صافرة بداية كأس العالم 2018 .. سنستعرض معكم فقرة خاصة لعشاق التكتيك، بإلقاء الضوء عن أبرز الأفكار الفنية التي طبقها المدربون واللاعبون في هذا العرس العالمي، ونبدأ معكم اليوم بالمباراة الافتتاحية بين السعودية وروسيا.

    الصراعات الثنائية ومنطقة الارتكاز:

    ما قدمه المنتخب السعودي في مباراة اليوم لا يليق أبداً بمنتخب مشارك في نهائيات كأس العالم، وهنا لن ألوم خوان بيتزي بالضرورة، فهناك من أهم منه وهم اللاعبون الذين خسروا معركتهم بشكل واضح أمام لاعبي المُنتخب الروسي، خاصة أثناء الصراعات الثنائية التي آلت كلها لصالح زملاء دينيس تشيرتشيف، فمن أجل التفوق في مباراة مثل هذه، تحتاج أول لمعادلة حدة خصمك على أرضية الميدان قبل أن تبدأ في استغلال ما تملكه من مهارات فردية أو جمل تكتيكية، أما إن خسرت معركة الرغبة في الركض وراء الكرة وفقدت ميزة التمرير بشكلٍ صحيح، فحتماً ستسخر كل الصراعات الأخرى.

    لكن ذلك لا يُبرئ المدرب الأرجنتيني الذي تحمل بدوره جزءاً من المسؤولية في الصورة التي ظهرت بها السعودية، فخياراته في خط الوسط تبقي غير مقنعة بالنسبة لي، خاصة بتواجد عبدالله عطيف لوحده في منطقة الارتكاز الدفاعي، وهو الأمر الذي أثر على المنظومة الدفاعية للمنتخب الأخضر، إذ كان لاعب الهلال يحاول الضغط عالياً على لاعبي المنتخب الروسي الأمر الذي يجعله يترك مساحات شاسعة خلفه، حيث استغلها الروس أيّما استغلال ليشنوا من تلك المساحات أغلب هجماتهم.

    استحواذ سلبي:

    هذه النقطة هي التي أصابت المنتخب السعودي في مقتل، حيث عانى رفاق تيسير الجاسم من الاستحواذ “غير الخلاق” وأمام منتخب منظم.. لاعبو الأخضر لم يجدوا المساحات في دفاعات الروس “الصلبة”، وعابهم أنهم لم يكونوا يلعبون بشكل مباشر أكثر على مرمى أصحاب الأرض، ليتمادوا في التمرير غير المجدي الذي لا طائل من ورائه ولا بارقة أمل.

    بعد الهدف الأول في المباراة، ترك المنتخب الروسي المبادرة للسعودية واعتمدوا على الضغط المبكر في وسط الميدان وغلق المساحات، وهو ما جعلنا نشاهد تفوقاً سعودياً فيما يخص نسبة الاستحواذ على الكرة، لكن تلك السيطرة كانت خادعة وسلبية، إذ لم ينجح المنتخب الأخضر في تسديد ولو كرة واحدة على مرمى الخصم، ناهيك عن افتقارهم للعمق الهجومي، حيث اكتفوا بتدوير الكرة في مناطقهم دون أن يأخذوا زمام المبادرة لاختراق الدفاعات الروسية.

    الضغط يطل برأسه:

    من بين النقاط التي يجدر بنا الإشارة إليها، هي المنظومة الدفاعية للمنتخب الروسي الذي كان يتحرك ككتلة واحدة في جميع أصقاع الملعب.. الضغط الرائع الذي كان يقوم به لاعبو أصحاب الأرض جعل المُنتخب السعودي ببساطة بحلول قليلة جداً لتطبيق الأفكار التكتيكية التي سطرها المدرب بيتزي.. متاعب قلبي الدفاع ولاعب الارتكاز كانت تبدأ منذ لحظة محاولة إخراج الكرة من الخلف، فيما كان تيسير الجاسم وسلمان الفرج عاجزين تماماً عن الوصول للثلث الأخير من الملعب أمام الضغط المميز لخط وسط بلاد الثلج، والسر في ذلك؟ انتشار لاعبي روسيا وارتباك عناصر الأخضر السعودي الذين تشعر للوهلة الأولى أنهم لم يلمسوا الجلد المدور قبل هذه المباراة.

    السعودية كانت بحاجة لأمرين اثنين من أجل التغلب على ضغط أصحاب الأرض: أولاً، تواجد لاعبين قادرين على الاستلام والتسليم بشكل سليم تحت الضغط، والحقيقة أن جميع لاعبي الأخضر كانوا كارثيين من تلك الناحية.. وكان بحاجة للاعبين قادرين على خلف الفارق في الأروقة، والتي كانت الملاذ الوحيد أمام بيتزي بسبب استحالة إيجاد مساحات في العمق نظراً للسوء الذي طبع صناع اللعب.. سالم الدوسري ظهر في بعض اللقطات لكن الأمر لم يدم طويلاً.