كيف وصلت آيسلاندا من الصفر لكأس العالم في عشرين سنة؟

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • بالنسبة لمشجعي كرة القدم فإن سنة 2018 تعني شيئاً واحداً فقط: كأس العالم. وإلى حين وصولنا للحظة المنتظرة يوم الرابع عشر من حزيران دعونا نأخذ نظرة سريعة إلى الماضي لنرى كيف انتشرت كرة القدم في كل من البلدان المشاركة في كأس العالم؛ واليوم الحديث عن أصغر دولة تصل لكأس العالم: آيسلاندا.

    وصف قصة منتخب آيسلاندا بقصة سندريلا ليس من المبالغة أبداً. فالمنتخب الذي يحتل المركز الثامن عشر في ترتيب الفيفا اليوم كان سيئاً في منتصف الخمسينيات لدرجة أن الفيفا رفض طلبه للمنافسة في تصفيات كأس العالم 1954. وحين سمح لهم بالمشاركة في تصفيات 1958 تلقوا 26 هدف في 4 مباريات. فكيف تحول منتخب بهذا المستوى إلى المنتخب المفضل للمحايدين في عالم كرة القدم؟ الجواب القصير: بنفس الطريقة التي اتبعتها اليابان في الحلقة السابقة؛ التركيز على المواهب الصغيرة. أما الجواب الطويل…

    الفكرة السائدة عن كرة القدم الآيسلاندية أنها بدأت مع وصول منتخبها إلى يورو 2016. لكنني كنت أول من تفاجىء بوجود دوري وطني في ايسلاندا منذ العام 1912 بينما تم تأسيس أول نادي لكرة القدم في العام 1899. لذلك فإن المشكلة في آيسلاندا لم تكن يوماً في حب كرة القدم أو عراقتها؛ بل في عاملين اعتقد الأيسلنديون لفترة طويلة أنه لا يمكن تغييرهم: الطقس وعدد السكان.

    آيسلاندا، كما يعلم معظمكم، جزيرة صغيرة لا يتعدى عدد سكانها 330 ألف نسمة. وفي حين أن ذلك لا يعني بالضرورة أن يكون مستواها سيئاً، الصين والهند أبسط مثالين، إلا أن قلة المواهب لعبت لعقود طويلة دوراً محورياً في سوء مستوى الكرة الأيسلندية. طقس آيسلاندا القاسي لم يساعد أبداً كذلك. درجات الحرارة على الجزيرة تبقى تحت الصفر لسبعة أشهر في السنة مما يجعل لعب كرة القدم في الهواء الطلق أمراً صعباً على أقل تقدير. هذه العوامل جعلت آيسلاندا تراوح في مكانها لسنوات طويلة في عالم كرة القدم.

    لكن الاتحاد الأيسلندي بدأ في منتصف التسعينيات بخطة طموحة تتمحور حول فكرة بسيطة: إن امتلكنا العديد من المدربين الجيدين سنملك في المستقبل العديد من المواهب الجيدة. لذلك تم منح تسهيلات لكل من يرغب بالالتحاق بدورة تدريبية للاتحاد الأوروبي. الخطة كانت ناجحة لدرجة أن آيسلاندا اليوم تملك 600 مدرب مؤهل 400 منهم يملكون شهادة B من اليويفا. وإن بدى هذا الرقم صغيراً لكم، تذكروا أن عدد سكان آيسلاندا 330 ألف نسمة؛ أي أنه يوجد مدرب بشهادة B من كل 825 شخص. بينما في إنجلترا، مهد كرة القدم، يوجد مدرب بشهادة B من كل 11 ألف شخص!!!! واليوم يتوجب على أي مدرب يود تدريب فريق للأطفال تحت 10 سنوات في آيسلاندا امتلاك شهادة تدريبية. بالمقابل فإن الاتحاد الأيسلندي استثمر بحكمة الأموال التي كانت تدخل خزينته من مساعدات الاتحاد الأوروبي من خلال بناء ملاعب مغطاة يمكن استخدامها في كافة الفصول.

    رويداً رويداً بدأ البلد الذي لم يملك أي لاعب كرة قدم محترف قبل العام 1947 بتخريج مواهب مميزة كايدور جوديونسون وجيلفي سجيردسون. ومع قدوم الخبير السويدي لارس لاجيرباك أصبحت آيسلاندا تنافس أفضل منتخبات القارة وتعرفنا جميعاً على روعة الجمهور الايسلندي وطريقتهم المميزة في تحية منتخبهم بعد كل مباراة