لا يختلف أحد على كون النسخة الحالية من بطولة كأس العالم والتي تنطلق خلال أيام ستكون الأخيرة بالنسبة لجيل من اللاعبين، فالبطولة التي تقام كل 4 سنوات، تشهد مولد نجوم، ووداع لعملاقة.

ولطالما امتازت الكرة الأفريقية بطابع خاص يميزها حينما يتعلق الأمر بالمشاركة المونديالية، حيث أن منتخبات القارة السمراء، تأتي إلى المونديال وبأحلام وطموحات كبيرة للغاية عادة ما تصطدم بالواقع الأليم.

ولكن في الغالب تكون تلك الأحلام مرتبطة بالاكثر بالنجم والقائد وربما الأب الروحي، فلا أحد ينسى النجم الكاميروني جورج ميلا حينما حمل على عاتقه آمال منتخب بلاده في المونديال، وكذلك نجوم الجزائر السابقين أمثال رابح ماجر.

ولكن النسخة الحالية من البطولة تشهد مشاركة استثنائية لاثنين من النجوم  في القارة السمراء، صامويل إيتو مع الكاميرون، وديدييه دروجبا مع ساحل العاج.

كل منهما له أهدافه وطموحاته، وكل منهما يأمل في قيادة منتخب بلاده للدور الثاني فيما يشبه الوداع المثالي بالنسبة لهما للمشاركة المونديالية.

إيتو صاحب الـ 117 مشاركة دولية يبحث عن ختام مشرف لـ 17 عاما من تمثيل منتخب بلاده، سجل خلال تلك الفترة 56 هدفا، من بينها ما ساهم في تحقيق إنتصارات هامة وبطولات، ومنها من لم يشفع لأسود الكاميرون في ذلك.

ومر إيتو بفترة عصيبة مع اتحاد بلاده لكرة القدم، اتهمه فيها البعض بتحريض اللاعبين ضد منتخب بلادهم، إلا أن الأفعال كانت أقوى الكلمات دائما بالنسبة للاعب حيث ظل مواليا وعلى استعدادا دوما لارتداء القميص الأخضر والأحمر مهما تقدم به العمر.

تلك البطولة على وجه التحديد ستكون تحدي خاصة بالنسبة لإيتو الذي يبحث عن رد اعتبار شخصي بعدما تهكم عليه أكثر من مرة مدربه البرتغالي في تشلسي جوزيه مورينيو، لكي يثبت أنه قادر على بذل مزيد من الجهد.

اما دروجبا فلطالما كان المثال المشرف لأفيال ساحل العاج، فاللاعب ذو الـ 36 عاما، لم يعد بمقدوره التواجد في المونديال مجددا بلغة المنطق، بعدما مثل منتخب بلاده في 101 مباراة دولية سجل فيها 65 هدفا، ويحمل على عاتقه أعباء كثيرة، من بينها قيادة كتيبة النجوم أمثال يايا وكولو توريه وجيرفينيو وسالمون كالو، وغيرهم، بالإضافة إلى تعويض إخفاق البطولتين الماضيتين في 2006 و2010، حيث صادف سوء الحظ في وقوع كوت ديفوار بمجموعة صعبة، تارة مع هولندا والأرجنتين بـ 2006، وتارة أخرى مع البرازيل والبرتغال في 2010.. والآن تبدو الفرصة أفضل لدروجبا ورفاقه.

أمر آخر يحمل دروجبا مسئولية كبيرة، وهو الإخفاق على مستوى بطولة أفريقيا، وإهدار أكثر من فرصة لنيل اللقب، في ظل غياب القوى الكبرى، لاسيما في بطولة 2012 التي فقدتها كوت ديفوار لحساب زامبيا بركلات الترجيح.

كما يبحث دروجبا بدوره عن ختام مشرف بالنسبة له في تلك البطولة يكلل مشوار حافل بالإنجازات، خاصة أنه لم يدخر تقديم الجهد الذي يبذله مع الاندية حينما يرتدى قميص المنتخب.