هل حقاً منتخب فرنسا يلعب بشكل أفضل بدون بنزيما؟

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • كريم بنزيما - منتخب فرنسا

    سبورت 360 – وكأن التاريخ يعيد نفسه. الصحافة الفرنسية وكعادتها بدأت التقليل من كريم بنزيما، وتصويره بطريقة غير مباشرة على أنه مصدر المشاكل في غرفة خلع ملابس منتخب فرنسا في كأس العالم 2022، في سيناريو حدث أكثر من مرة سابقاً مع مهاجم ريال مدريد نفسه، ومع لاعبين آخرين من أصول إفريقية.

    كريم بنزيما المتوج بجائزة الكرة الذهبية قبل بضعة أسابيع فقط، أصبح غيابه عن منتخب فرنسا للإصابة في مونديال قطر أحد الأسباب التي ساعدت الفريق على الفوز في أول جولتين من دور المجموعات، هذا ما ادعته صحيفة ليكيب الفرنسية قبل أيام.

    الصحيفة الفرنسية أشارت إلى عدة نقاط متعلقة بغياب كريم بنزيما لتؤكد وجهة نظرها، مثل أن غيابه أزال الضغوط عن الفريق وعن المدرب ديديه ديشان تحديداً، وأن اللاعبين أكثر سعادة بعدم تواجده في غرفة خلع الملابس، بالإضافة إلى ظهور أفضل نسخة من أنتوان جريزمان وأوليفييه جيرو.

    وفي الواقع، لا يوجد أي تفسير منطقي للمحاولات المستمرة من الصحافة الفرنسية بتشويه صورة كريم بنزيما الذي لم يسبق له افتعال أي مشكلة في غرفة خلع ملابس ريال مدريد منذ عام 2009، وحتى قضية ماتيو فالبوينا في منتخب فرنسا كانت خارج إطار كرة القدم تماماً، والجميع متفق أن صاحب الكرة الذهبية أساء التصرف وورط نفسه دون تعمّد.

    وبعيداً عن كل هذا الجدل، دعونا ندخل قليلاً في تفاصيل ما ادعته الصحافة الفرنسية حول كريم بنزيما في الأيام الماضية، وأن منتخب فرنسا استعاد الروح التي كان عليها في عام 2018 بعد استبعاده من المعسكر التدريبي للإصابة.

    بنزيما الأفضل في منتخب فرنسا قبل مونديال قطر 2022

    منذ عودة مهاجم ريال مدريد لمنتخب فرنسا قبل عام ونصف، قدّم كريم بنزيما أداء مميز للغاية في يورو 2020، وحسم مباريات مهمة من ضمنها المواجهة ضد سويسرا في ثمن النهائي، حيث أحرز هدفين وأعاد فريقه للمباراة، قبل أن يتم استبداله ويخسر منتخب الديوك بسبب رعونة مبابي وبول بوجبا.

    بعد 4 أشهر فقط، قاد كريم بنزيما المنتخب الفرنسي للفوز بلقب دوري الأمم الأوروبية، بعد أن أحرز هدفاً حاسماً ضد بلجيكا في نصف النهائي، وكرر الأمر ذاته ضد إسبانيا في النهائي ووقع على هدف في غاية الروعة.

    كريم بنزيما منذ عودته لفرنسا، أحرز 10 أهداف وصنع هدفين، خلال 15 مباراة خاضها فقط في مختلف البطولات، ولا يتفوق عليه سوى كيليان مبابي الذي أحرز 12 هدفاً في 16 مباراة قبل مونديال قطر.

    جريزمان لا يؤدي بشكل جيد بوجود بنزيما

    في الحقيقة هذا أغرب انتقاد يمكن أن تسمعه في عالم كرة القدم، لا أفهم كيف نلوم لاعب على تراجع مستوى لاعب آخر.  من يُسأل عن ذلك هو أنتوان جريزمان نفسه وليس كريم بنزيما، أو المدرب ديديه ديشان الذي لم يجد التوليفة المناسبة لدمج اللاعبان معاً.

    ما يجعل جريزمان يؤدي بشكل سيء بوجود بنزيما هو أن جريزمان نفسه تراجع مستواه في آخر السنوات، أضف إلى ذلك أن مهاجم ريال مدريد قادر على القيام بعدة أدوار معاً وبجودة اعلى من مواطنه بمراحل، وبالتالي من الأجدر إقصاء جريزمان والاعتماد على لاعب آخر يقدّم بُعداً جديداً لخط هجوم فرنسا.

    لاعبو فرنسا سعداء برحيل كريم بنزيما

    إن صدقت صحيفة ليكيب حقاً بهذا الادعاء، فاللوم يقع على نجوم المنتخب الفرنسي وليس على كريم بنزيما. لا أفهم لماذا اللاعبين سيكونون سعداء بخسارة لاعب بهذه القيمة وقادم من موسم استثنائي مع فريقه ريال مدريد. مرة أخرى، من يُسأل عن ذلك لاعبي الديوك أنفسهم، لأننا لم نسمع عن وجود أي خلاف بين كريم ولاعب آخر في المنتخب طوال العامين الماضيين.

    منتخب فرنسا مرعب بمونديال قطر بدون بنزيما

    الأمر الأكثر إزعاجاً هو أن الصحافة قامت ببناء هذه النظرية بعد فوز منتخب فرنسا على أستراليا بنتيجة عريضة، حتى قبل الفوز على الدنمارك. وهذا يجعلك تتساءل، هل فوز الديوك على منتخب متواضع مثل استراليا يعد مفاجأة من الأساس؟ وهل لو كان بنزيما حاضراً لخسر الفريق مثلاً؟

    لا يمكن بأي حال من الأحوال افتراض أن غياب لاعب بقيمة ومواصفات بنزيما مفيداً. نعم، ربما جريزمان يظهر بشكل أفضل، وجيرو يُسجل على أستراليا، لكن عند مواجهة منتخبات قوية فعلاً، من سيصنع الفارق هو لاعبين بنوعية كريم، لأنه قادر على لعب دور جيرو وجريزمان معاً وبكفاءة أعلى، والسماح للمدرب بإقحام لاعب آخر بدلاً من الاعتماد على مهاجمين متوسطي فنياً بحجة أنهما منسجمان بالمنظومة.