مُلاحظات فنية عن فوز الأرجنتين الشاق على المكسيك في كأس العالم 2022

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • لاعبو الأرجنتين والجمهور - كأس العالم

    سبورت 360- استعاد مُنتخب الأرجنتين اتزانه في كأس العالم 2022 بفوزٍ صعب على المكسيك بهدفين دون رد، وذلك بعد صدمة الخسارة أمام السعودية في أول جولة.

    تأخر تهديف راقصي التانجو في المُباراة التي استضافها ستاد لوسيل حتى الدقيقة 64 حينما فك ميسي اللغز المكسيكي بتسديدة أرضية قوية عانقت شباك أوتشوا، قبل أن يُسجل إنزو فيرنانديز أحد أجمل أهداف البطولة بلمسة فنية تحمل الختم الأرجنتيني في الدقيقة 87.

    وأصبحت الأرجنتين مُطالبة بالفوز في الجولة الأخيرة أمام بولندا لضمان تأهلها لدور الـ 16، وفي حالة التأهل في مركز الوصافة سيكون عليهم مُواجهة فرنسا من جديد.

    المُتابع لمُجريات دقائق المُباراة التسعين سيخرج ببعض المُلاحظات الفنية عن أحداث التنافس على أرض الملعب، نسرد بعضاً منها خلال السطور التالية:

    عجز أرجنتيني يُثير القلق

    اختار المُدرب الأرجنتيني للمكسيك تاتا مارتينو نهجاً دفاعياً لإيقاف خطورة أبناء بلده، وحرص على سد كافة منافذ اللعب أمام أبطال أمريكا الجنوبية، وكان واضحاً منذ البداية أنه يُريد الحصول على نقطة التعادل.

    لم يُختبر إيميليانو مارتينيز حارس الأرجنتين على مدار دقائق المُباراة سوى ربما بتسديدة كارلوس فيجا من ركلة حرة مُتقنة في الدقيقة 44، ولم يقترب المكسيكيون كثيراً من مناطق الخطر لدى راقصي التانجو.

    لعب الفريق المكسيكي بكثافات عددية كبيرة في وسط الملعب لجعل الأمور أصعب على ميسي ورفاقه، وما زاد من تعقيد المهمة الأرجنتينية هو السلبية التي عابت أداء رجال ليونيل سكالوني.

    فشل الظهيران جونزالو مونتييل وماركوس أكونيا في توفير الدعم الهجومي المطلوب، ولم يُقدم خط الوسط الأرجنتيني المطلوب منه هجومياً، وبدا الثلاثي ميسي ولاوتارو ودي ماريا كمن يُبحر بسفينة التانجو في وجه رياح المكسيك العاصفة دون عونٍ.

    أثار أداء الأرجنتين خاصةً في الشوط الأول قلق كافة عشاق راقصي التانجو، فالفريق بدا عاجزاً عن الوصول لمناطق الخطر المكسيكية رغم الحاجة المُلحة لتحقيق النقاط الثلاثة.

    وقد أظهرت إحصائيات الشوط الأول تلك الحقيقة الصادمة، فعلى الرغم من وصول نسبة الاستحواذ لـ 67%، إلا أن المُنتخب لم يُسدد ولو تسديدة واحدة على المرمى ! .

    الدرس البرازيلي

    دخلت الأرجنتين أجواء كأس العالم وهي المُرشحة للفوز بالمونديال، ولكن الأداء في أول جولتين قد يُعيد النظر لتلك الرؤى، فراقصو التانجو أظهروا نقاط ضعف فادحة.

    بكل ببساطة يُمكن لأي مُشاهد لمُباريات المونديال أن يُقارن بين أسلوب البرازيل في اختراق التكتل الدفاعي الصربي، والأسلوب الأرجنتيني في التعامل مع التكتل المُشابه للمكسيك.

    لعب الصرب أمام البرازيل بنفس نهج المكسيك، ولكن الفارق كان يكمن في التفاصيل، لم تهدأ أمواج الهجمات البرازيلية لحظة، ولم تهدأ الماكينات إلا مع لحظة إطلاق الصافرة.

    تحرك البرازيليون يميناً ويساراً، سددوا من بعيد وأصابوا القائم، باغتوا الدفاعات الصربية بحركات مهارية متناغمة مع السرعة فتحقق لهم ما أرادوا في النهاية.

    ولكن في الحالة الأرجنتينية فقد بدت الأمور أكثر تعقيداً، والسبب واضح، لا يملك سكالوني نفس الجودة التي يعمل بها تيتي.

    الفارق الأكبر والذي لا يحتاج لكثير من الكلمات لوصفه هو نظرة المُشاهد لتشكيلة الأرجنتين ومُقارنتها بتشكيلة البرازيل على سبيل المثال، فلاعبو الأرجنتين الذين راهن عليهم سكالوني كأساسيين يبتعد أغلبهم عن فرق القمة في أوروبا، وهو أمر بالتأكيد يعكس قيمة المُنتخب بشكلٍ عام.

    الحل هو ميسي!

    تلقت الأرجنتين صفعة بالهزيمة أمام السعودية في أول جولة، قبل أن تتعقد الأمور أكثر بالخروج بنتيجة سلبية أمام المكسيك في الشوط الأول، زاد الطين بلة بمرور 15 دقيقة من الشوط الثاني دون أن نرى مرمى أوتشوا.

    نادى الجمهور من المُدرجات على ميسي فلبى الساحر القائد النداء بتسديدة صاروخية وسط مُتابعة الدفاع المكسيكي الذي بذل قصارى جهده لتضييق الخناق عليه.

    تنفس الأرجنتينيون الصعداء بعد لمسة ميسي التي تُنقذهم دوماً، وتحرر اللاعبون داخل الملعب، وأضافت تغييرات المُدرب خاصة بإشراك جوليان ألفاريز وإينزو فيرنانديز عُنصر الحيوية للأداء الهجومي للأرجنتين.

    وبدأ لاعبو الأرجنتين في تناقل الكرة بتناغم افتقدوه منذ بداية المُباراة، وبدأ تنويع اللعب كما كان مُتوقعاً، ليُنهي إنزو فيرنانديز عرض الليلة بأفضل مشهدٍ ختامي حينما أطلق تسديدة تحمل البصمة الأرجنتينية قبل نهاية اللقاء.

    وأظهرت إحصائيات المُباراة بشكلٍ عام حقيقة صادمة تُلخص الأداء الأرجنتيني، حيث لم يُسدد المُنتخب سوى تسديدتين فقط على المرمى في مُباراة مصيرية تتحكم في مصير حلم المونديال بعد هزيمة تاريخية.

    وسيكون على سكالوني العمل كثيراً خلال الأيام القليلة المُقبلة لزيادة الفاعلية التهديفية لفريقه، وزيادة الحلول الهجومية تحسباً لأي نهجٍ دفاعي يلعب به المُنافسون، فحلم التتويج بكأس العالم يبدو للأمانة بعيد حتى الآن، ولن يُقربه سوى لاعبو الأرجنتين دون غيرهم.

    شاهد أيضًا: