لم يكن غياب بعض القوى الكبرى على مستوى القارة الأفريقية السبب الوحيد وراء المستوى الفني الهزيل الذي تظهر به منافسات بطولة كأس الأمم المقامة بغينيا الاستوائية.

حيث أن غياب حامل اللقب نيجيريا، عن النسخة الحالية للبطولة، وكذلك غياب صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة منتخب مصر، فضلا عن عدم مشاركة المغرب التي اعتذرت عن عدم تنظيم المسابقة، قد غير خارطة المنافسة في البطولة، لكن ثمة أمور أخرى برهنت عليها البطولة نفسها، تؤكد أنها ربما تكون النسخة الأضعف فنياً.

1- بطولة التعادلات.. على النقيض من بطولة كأس أمم آسيا، التي غابت عنها التعادلات حتى بداية دور الثمانية، ولم تعرف سوى لغة الانتصارات، فإن البطولة الأفريقية افتقدت الفوز في غالبية المباريات، وكان التعادل اللغة شبه الرسمية.. ولكن النتيجة في حد ذاتها لا تبرهن على شيء، غير أن الأداء في غالبية المباريات التي انتهت بالتعادل كان سلبيا أيضا ويفتقر لأي فنيات.

2- موسم شاق ومجهد للكثير من اللاعبين المحترفين في الدوريات الأوروبية لاسيما الإنجليزي والفرنسي يجعل اللاعبين لا يكترثون كثيراً بما يمكن أن تؤول إليه نتائج منتخبات بلادهم، وربما يفكر البعض في موعد العودة للمشاركة مع مباريات فريقه، خاصة أن الاتحادات الأهلية في البلدان الأفريقية لا توفر المقابل المادي المناسب لهؤلاء اللاعبين الذين هم بمثابة نجوم مع أنديتهم، وخير دليل على ذلك الكاميرون الذي سبق أن أعلن لاعبوه الإضراب وعدم المشاركة قبيل مونديال 2014 بسبب المستحقات المالية قبل أن يتم حل الأزمة.

3- القوى الكبرى لم تعد كبرى.. اسم مثل الكاميرون عندما كان يتردد في البطولات القارية والمحافل الدولية كان كفيلاً بتصدير الرعب إلى قلوب المنافسين، ولكن الآن بات منتخب أشباح، في ظل غياب العديد من الأسماء الكبرى لأسباب مختلفة.. كذلك التأهل الصعب لساحل العاج، بقيادة يايا توريه الذي يحاول إنقاذ ما تبقى من أحلام الجيل الذهبي لزميله السابق ديدييه دروجبا بعد أن صادف هذا الجيل سوء حظ كبير.. الامر ينطبق على غانا الذي مازال منتخباً واعداً ويضم عناصر جديدة ويحتاج لمزيد من الوقت، حتى المنتخب التونسي لم يصل لمرحلة الإقناع وبحاجة للمزيد، ويبقى المنتخب الجزائري أيضا مطالباً بتقديم ما هو أفضل في الأدوار القادمة.

4- سوء تنظيم.. كان قرار الاتحاد الأفريقي لكرة القدم برئاسة الكاميروني عيسى حياتو، بإسناد التنظيم لغينيا الاستوائية الهدف منه إنقاذ البطولة من التأجيل بعد اعتذار المغرب، ولكن الكاف لم يلتفت إلى مدى جاهزية البلد المضيف وملاعبه لاستضافة البطولة، وقد بدأت الشكاوى من المنتخبات المشاركة من سوء حالة الملاعب فضلا عن أمور اخرى تتعلق بالإقامة والإعاشة.

5- الخروج المبكر لمنتخبات مثل السنغال والجابون وزامبيا "بطل 2012"، وجنوب أفريقيا والكاميرون يؤشر على سوء حالة الكرة الأفريقية لاسيما ان منتخبات الغرب والجنوب الأفريقي كانت دوما منافسا قويا لمنتخبات الشمال في البطولات القارية، لكن الوضع لم يبدُ على ما هو عليه.