منتخب إيطاليا - منتخب إنجلترا - يورو 2020

سبورت 360 – توج منتخب إيطاليا بلقب بطولة الأمم الأوروبية – يورو 2020، بفوزه على منتخب إنجلترا بركلات الترجيح، وذلك بعد أن انتهى الوقت الأصلي والشوطين الإضافيين بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله.

وافتتح منتخب إنجلترا باب التسجيل مبكراً عن طريق الظهير الأيسر لوك شو، بعد دقيقتين فقط على انطلاق صافرة البداية، ونجحت إيطاليا في تعديل النتيجة بحلول الدقيقة 67 عبر المدافع المخضرم ليوناردو بونوتشي. وفي هذا التقرير، نستعرض لكم أبرز الملاحظات الفنية التي خرجنا بها من هذا اللقاء المثير المثير.

نجاح على الورق فقط لإنجلترا

كلمات الإشادة الوحيدة التي يمكننا قولها بحق جاريث ساوثجيت مدرب إنجلترا تتلخص في الرسم التكتيكي الذي بدأ به المباراة، حيث كان اللعب بخطة 3-4-3 قراراً موفقاً للغاية، سواء من الناحية الدفاعية أو الهجومية.

وضع تريبيير كجناح دفاعي على الجبهة اليمنى وتثبيت كاييل ووكر كقلب دفاع ثالث حجم كثيراً خطورة ليورنزي إنسيني وإيمرسون وماركو فيراتي، لكن الأهم من هذا كله أن هدف اللقاء الوحيد جاء بعرضية مميزة من تريبيير، وهذا سبب آخر جعل ساوثجيت يراهن عليه في هذا المركز بمباراة اليوم، فهو يمتاز بالعرضيات المتقنة أكثر من ووكر.

ساوثجيت كان يدرك جيداً أن قوة إيطاليا تتضاعف عندما يكون هناك مساحات عند الخصم، ولذلك لعب بخماسي في خط الدفاع عندما تكون الكرة بحوزة الطليان، وأماهم رباعي في خط الوسط لإغلاق جميع المنافذ، ونجحت هذه الاستراتيجية إلى حدٍ كبير في إيقاف الخطورة على مرمى بيكفورد.

إنجلترا لا تفهم كرة القدم .. ساوثجيت رفض اللقب

الجماهير الإنجليزية لا تتوقف عن تذكير العالم أن بلادهم هي مهد كرة القدم، لكن في الحقيقة هذا المنتخب لا يفهم كيف تمارس هذه اللعبة بشكل صحيح لإحراز الألقاب، فما فعله في المباراة هو أقبح شيء يمكن أن يفعله فريق مدجج بالنجوم ويملك أفضلية واضحة على خصمه في الجودة والسرعة وكل شيء تقريباً.

إنجلترا اكتفت بالدفاع بعد تسجيل الهدف بدون حتى المحاولة لشن هجمات مرتدة، الأمر الذي سمح لإيطاليا لامتلاك الكرة بكل أريحية وبدون أي ضغط في وسط الملعب، وبدون التفكير في تلقي هدف ثاني يقضي على آمالها بإحراز اللقب.

إيطاليا كانت مندفعة نحو الهجوم في معظم الوقت، لكن جاريث ساوثجيت لم يحاول أبداً استغلال ذلك، بل اكتفى بأمر لاعبيه بإغلاق المساحات لإنهاء التسعين دقيقة بفوز قبيح يضمن له تحقيق اللقب في نهاية المطاف، لكن كما يحدث في العادة، الفريق المهاجم نجح في خطف هدف، وكانت إيطاليا تستحقه بجدارة.

تبديلان عبقريان من مانشيني وقرارات غريبة من ساوثجيت

كان المدرب الإيطالي يفكر بتنشيط خط الهجوم بعد بداية الشوط الثاني، لكن في الوقت ذاته لم يكن يريد الإخلال بتوازن الفريق، ولهذا سحب باريلا الأضعف دفاعياً في منظومة خط الوسط، ودفع بكريستانتي الذي يقدم أدوار دفاعية بشكل أفضل، في المقابل، أخرج إيموبيلي الذي كان عبئاً على إيطاليا في كل شيء، وأقحم بيراردي النشيط.

إيطاليا أصبحت تملك حلول عديدة في خط الهجوم بعد دخول بيراردي بدلاً من إيموبيلي، مع سيطرة أكبر على خط الوسط، كما كان نقل فيدريكو كييزا على الجانب الأيمن موفقاً للغاية، لأن مهاجم يوفنتوس يكون أكثر خطورة في ذلك الجانب، وبالفعل كاد أن يسجل لولا تألق الحارس بيكفورد في لقطة مهمة.

أما جاريث ساوثجيت، فقد ظل مصمماً على إهدار اللقب بقراراته الغريبة، حيث انتظر حتى الدقيقة 71 ليجري تبديله الأول، والغريب في الأمر أنه دفع بالنجم الشاب وعديم الخبرة باكايو ساكا، ثم أقحم جوردان هندرسون الغائب تماماً عن مستواه، ليزيد معاناة فريقه بشكل أكبر.

وواصل ساوثجيت عناده بعدم الاعتماد على جادون سانشو وجاك جريليتش لأسباب لا أحد يعلمها سواه، رغم أنه كان واضحاً أن خطي الوسط والهجومي يحتاجان للاعبين مهاريين ومبدعين في ظل إرهاق ماسون ماونت ورحيم ستيرلينج بالواجبات الدفاعية طوال فترة تواجدهما على أرضية الميدان.

خطأ مانشيني الوحيد في نهائي يورو 2020

لقطة هدف إنجلترا شاهدناها تتكرر كثيراً في دفاعات منتخب إيطاليا عندما يشارك كييزا على الجبهة اليمنى، مهاجم يوفنتوس لا يقوم بالأدوار الدفاعية المطلوبة ومساندة الظهير الأيمن، وهذه ليست نقطة سلبية به، لأن خصائصه كلاعب مختلفة تماماً عن بيراردي، وهنا كان يجب أن يكون مانشيني أكثر حذراً من هذه النقطة، وذلك بأن يعتمد على لاعب من ثلاثي خط الوسط لإغلاق الفجوة في الجانب الأيمن، والأنسب لهذه المهمة باريلا بطبيعة الحال.

تراجع باريلا إلى العمق لم يكن له أي فائدة دفاعية تذكر، لأن إنجلترا تهاجم من الأطراف ولا تملك لاعبين خط وسط بارعين في الاختراق، ولذلك كان يجب أن يقوم نجم إنتر ميلان بدور مساندة الظهير الأيمن بدلاً من مراقبة ثنائي ارتكاز إنجلترا، فالخطورة دائماً ما تأتي من جبهة دي لورينزو، سواء في مباراة اليوم أو حتى المباريات السابقة.