بيدري - منتخب إسبانيا - يورو 2020

سبورت 360 – نال بيدري نجم برشلونة ومنتخب إسبانيا الشاب قدر كبير من الإشادة على الأداء الذي قدمه في بطولة الأمم الأوروبية – يورو 2020، ويرى الكثيرين أنه واحد من نجوم المسابقة رغم أنه يبلغ 18 عاماً فقط.

وانتهى مشوار بيدري في يورو 2020 بعد إقصاء منتخب إسبانيا من نصف النهائي على يد منتخب إيطاليا الذي تفوق بالركلات الترجيحية، لكن وسائل الإعلام والجماهير لم تتوقف عن الثناء عليه طوال الأيام الماضية.

مجرد أن يلعب بيدري بشكل أساسي في منتخب كبير وهو في هذا السن الصغير يعد إنجازاً فريداً، خصوصاً أنه خاض جميع الدقائق، ولم يتم استبداله سوى مرة واحدة فقط، وكانت أمام منتخب سويسرا بالدقيقة الأخيرة من الشوط الإضافي الثاني.

لكن، لو نحينا عامل السن جانباً، هل يمكننا أن نصف الأداء الذي قدمه بيدري في بطولة يورو 2020 بالاستثنائي؟ بالطبع إجابة هذا السؤال تحتاج لاستعراض بعض التفاصيل المهمة، والتي سوف نسردها لكم بشكل مختصر.

بيدري ليس من نجوم يورو 2020

أن نشيد ببيدري على مستواه الطيب في بطولة يورو 2020 شيء، وأن نضعه كأحد أفضل النجوم في البطولة شيء آخر، لأنه في الحقيقة لم يكن المستوى الذي قدمه فعالاً بالطريقة التي يحاول البعض إظهارها، فرغم أنه كان لاعب مهم في منظومة لويس إنريكي، لكنه بالنهاية افتقر للحسم والفاعلية.

بيدري لاعب خط وسط هجومي، وبالتالي محاسبته بالأرقام أمر لا بد منه، فنحن لا نتحدث هنا عن لاعب خط وسط محور وإنما صانع ألعاب، والغريب في الأمر أن نجم برشلونة الشاب لم يصنع أي هدف في البطولة، ولم يسجل كذلك، رغم أن منتخب إسبانيا الأقوى هجوماً برصيد 13 هدفاً.

عدا عن عدم مساهمة بيدري بأهداف إسبانيا سواء بالصناعة أو التسجيل، كما أنه ليس أكثر لاعب صنع فرص سانحة للتسجيل في اللاروخا، حيث يتفوق عليه في ذلك جوردي ألبا وداني أولمو، ويتساوى معه كوكي الذي من المفترض أنه يلعب في وسط الملعب وليس صانع ألعاب.

من الأرقام الخجولة لبيدري أيضاً أنه لم يقم سوى بـ3 مراوغات ناجحة فقط على مدار 6 مباريات، بمعدل نصف مراوغة في المباراة الواحدة، وهذا معدل متدني جداً بالنسبة للاعب يملك إمكانيات كبيرة بالتعامل مع الكرة.

كما يجب عدم نسيان أن بيدري لم يتوج بجائزة رجل المباراة في أي مناسبة، وهذا في حد ذاته يعطينا مؤشر أن اللاعب لم يظهر بالصورة التي يصفه فيها البعض، وحتى لو كنا نتحدث عن لاعب في سن 18 عاماً، من المفترض أن نشاهد منه أكثر من ذلك لكي نصفه باللاعب الاستثنائي، لأن ما قدمه في يورو 2020، لا يعطينا إيحاء أنه كذلك، بل مجرد لاعب جيد ولديه مستقبل واعد ليس أكثر.

النقطة الوحيدة التي يستحق عليها بيدري الإشادة، هي الشخصية القوية التي كان يلعب بها رغم افتقاره للخبرة في مثل هذه البطولات، حيث لم نشعر ولو للحظة أنه يعاني من الضغط أو يشعر بالقلق أو أنه مرتبك، بل كان يؤدي باتزان وثقة في جميع المباريات، لكن هذا ليس كافياً ليجعلنا ننتظر موهبة لم نرى مثلها من قبل.

ولكي تتضح الصورة بشكل أكبر بخصوص افتقار بيدري للفاعلية، دعونا ننظر إلى أرقام نيكولو باريلا نجم منتخب إيطاليا الذي يلعب في نفس مركز نجم برشلونة الشاب، فرغم أن لاعب إنتر ميلان لم يحصل على نصف الإشادة التي نالها بيدري، إلا أنه أحرز هدفاً حاسماً في الأدوار الإقصائية وصنع هدفين في البطولة، كما قدم 10 تمريرات مفتاحية كادت أن تترجم إلى أهداف، عدا عن قيامه بـ8 مراوغات ناجحة خلال المباريات الستة.