جمهور أيسلندا يُوجه التحية لنجوم المُنتخب بعد إقصاء إنجلترا

سبورت 360-  تنطلق غداً الجمعة بطولة أمم أوروبا “يورو 2020” بتوقعات كبيرة بين مُشجعي كرة القدم حول العالم، حيث من المُنتظر أن تكون نسخة هذا العام استثنائية بكل المقاييس.

تُقام البطولة بعد تأجيلها عام كامل بسبب جائحة كورونا، وتُلعب المُباريات على ملاعب 11 مدينة مُختلفة حول القارة العجوز احتفالاً بمرور ستين عاماً على انطلاق المُسابقة العريقة.

المُتأمل في تاريخ أعرق بطولات القارة العجوز على مستوى المُنتخبات سيُدهشه هذا الكم من القصص المُثيرة، وسيقف مُنبهراً أمام قدرة أبطال المُستديرة على تسطير ملاحم أسطورية حقيقية بعرقهم الحار.

وتزخر سجلات بطولة أمم أوروبا بالعديد من الحكايات المُلهمة التي تنتمي لتلك النوعية التي تستهوي صُناع السينما، فبين ثنايا تفاصيلها تنبض كل عناصر الإثارة.

منتخب البرتغال - يورو 2020

خلال السطور التالية نسرد قصص 10 نجوم لا يُمكن نسيانهم في تاريخ بطولة أمم أوروبا، أعطوا بجهدهم وحماسهم نكهة مُختلفة ميزت البطولة عن غيرها:

(1)

جومي بن..أيقونة الحلم الأيسلندي

لا تتمتع أيسلندا الصغيرة بتاريخٍ يُذكر في عالم كرة القدم، ولم يكن مُنتخبها حتى وقتٍ قريب صاحب إنجازات كبيرة سواء أوروبياً أو على المُستوى العالمي، حتى حانت لحظة التحول على يد الجيل الذهبي الذي وصل لكأس أوروبا 2016 في فرنسا.

المُعجزة الأيسلندية بدأت بوادرها مُبكراً حينما نجحت أيسلندا في الصعود مُباشرةً من مجموعة لم تتأهل منها هولندا العملاقة في تاريخ الكرة، ليبدأ مُتابعو الكرة الأوروبية في الترقب لمُعجزة تلوح في الأفق.

بدأت أيسلندا بطولة اليورو بتعادلٍ مُبهر أمام البرتغال بهدفٍ لمثله، وهي نفس نتيجة المُباراة ضد المجر في الجولة الثانية، ليُصبح من المُحتم على زملاء المُهاجم القدير سيجوردسون الفوز على النمسا في ثالث الجولات للتأهل للدور ثُمن النهائي.

وبالفعل أقيمت المُباراة بين المُنتخبين يوم 22 يونيو 2016 على أرض ملعب فرنسا الدولي بباريس، تقدم الأيسلنديون في البداية عن طريق جون داوي بوفارسون في الدقيقة 18، لتتعادل النمسا في الدقيقة 60 عن طريق أليساندرو شوبف.

حبس جمهور أيسلندا أنفاسه حتى الثواني الأخيرة، وذلك حينما نجح تراوستاسون في إحراز هدف الفوزفي الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع للشوط الثاني.

أتمت أيسلندا نصف مُعجزتها أمام دهشة عمالقة أوروبا، وكان صوت مُعلقها الأسطوري جومي بن تعليقاً على هدف الفوز أحد العلامات الاستثنائية لهذه البطولة بشكلٍ عام.

وصلت أيسلندا لدور الـ 16 ليقع في طريقها المُنتخب الإنجليزي العامر بنجوم الدوري الأقوى في العالم، ولتوضيح الفارق بين البلدين يكفي أن نقول بإن تعداد أيسلندا في حدود 350 ألف مُواطن أي أقل من نصف سعة ملاعب لندن وحدها تقريباً !

بدأت المُباراة بهدفٍ للإنجليز سجله واين روني في الدقيقة 4، لترد أيسلندا بهدفين سريعين عن طريق سيجوردسون في الدقيقة 5، وسيجبورسون في الدقيقة 18، وحينها أطلق مُعلق أيسلندا صيحته الشهيرة التي كانت وبحق أيقونة المُعجزة الأيسلندية.

لم تستمر مُغامرة أبناء الجزيرة الصغيرة، وخرجوا مرفوعي الرأس في ربع النهائي بعد اصطدامهم بفرنسا صاحبة الأرض، ولكنهم  فازوا باحترام عالم كرة القدم بأكمله.

(2)

كريستيانو رونالدو..صاروخ ماديرا صانع التاريخ

أثبت رونالدو يوماً بعد آخر أنه ليس لاعباً موهوباً وحسب، ولكنه صانع للتاريخ بكل ما يحمله ذلك من معنى، وأضحى كسره للأرقام القياسية أمراً غير مُستغرب فهو يحدث كلما لمست قدماه أرض الملعب تقريباً.

وبالحديث عن رونالدو في كأس أوروبا يجب أن نُذكر بأنه على بُعد هدف واحد فقط عن الانفراد بصدارة الهدافين التاريخيين للبطولة، حيث يشترك حالياً في هذا الرقم القياسي مع الأسطورة الفرنسية ميشيل بلاتيني، ولكل منهما 9 أهداف.

كما يُعد رونالدو أكثر لاعب مُشاركةً في المُباريات ببطولة اليورو برصيد 21 مُباراة منذ نسخة 2004 وحتى نسخة 2016، ولعب خلال تلك الفترة العدد الأكبر من الدقائق لأي لاعب برصيد 1793 دقيقة.

لعب رونالدو نهائيين خرج منهما باكياً، الأول ضد اليونان في 2004 وخسرته البرتغال، والثاني في 2016 حينما خرج مُصاباً بعد تدخل ديمتري باييه العنيف، ولكن بسمته عادت في النهاية بعد الفوز بالبطولة للمرة الأولى في تاريخ البرتغال.

(3)

ميشيل بلاتيني..أسطورة الديوك ذو المظهر الأنيق

في 1984 قاد أسطورة فرنسا ميشيل بلاتيني مُنتخب بلاده للفوز بكأس أوروبا للمرة الأولى في تاريخ البلاد، بعد أداء أسطوري سُتخلده سجلات البطولة.

لعبت فرنسا في البطولة خمس مُباريات فازت بهم جميعاً، وسجل بلاتيني في كل مُباراة منهم هدفاً على الأقل.

بدأ الديوك مشوار البطولة بهزيمة الدنمارك بهدفٍ نظيف سجله بلاتيني، قبل أن تكتسح جارتها بلجيكا بخماسية سجل منهم بلاتيني ثلاثية “هاتريك”، أهدى فرنسا بعدها فوزها الثالث على يوجوسلافيا بثلاثة أهداف لهدفين بهاتريك جديد سجله بين الدقيقتين 59 و77.

لعبت فرنسا في نصف النهائي ضد البرتغال وفازت بثلاثة أهداف لهدفين، وسجل بلاتيني الهدف الثالث الحاسم، قبل أن يلعب الديوك المُباراة النهائي ضد إسبانيا وفازوا بهدفين دون رد سجل بلاتيني هدف المُباراة الأول.

ونجح بلاتيني بجانب إهداء فرنسا لقب بطولة أوروبا أن يُسجل رقمين قياسيين، الأول أنه أصبح صاحب السجل الأفضل خلال نسخة واحدة من البطولة برصيد 9 أهداف، كما أصبح صاحب الهاتريك الأسرع في تاريخ المُسابقة، حيث سجل ثلاثيته في مرمى يوجوسلافيا في غضون 18 دقيقة.

(4)

أنجيلوس خاريستياس..بطل الملحمة الإغريقية

في 2004 تمكنت اليونان من تحقيق أحد المُعجزات الصاعقة في تاريخ كرة القدم، وذلك بعد فوزها ببطولة أمم أوروبا التي استضافتها البرتغال.

بدأت  اليونان البطولة بفوزٍ على البرتغال صاحبة الأرض، قبل أن تتعادل أمام إسبانيا بهدفٍ لمثله وسجل هدفهم أنجيلوس خاريستياس، لتُنهي دور المجموعات بهزيمة مُباغتة من روسيا بهدفين لهدف، ولكنهم تأهلوا برفقة البرتغال للدور ربع النهائي.

في دور الـ 8، تقابلت اليونان مع فرنسا حاملة لقب بطولة أوروبا حينها بتشكيلة ضمت بقايا جيل 98 الذهبي، وحققت اليونان المفاجأة وأقصت فرنسا بهدفٍ دون رد سجله خاريستياس.

وصلت اليونان للنهائي بعد أن أقصت التشيك الطموحة بهدفٍ سجله ديلاس، لتتكرر مُواجهة مُباراة الافتتاح، وحينها أعاد اليونانيون فوزهم على البرتغال بهدفٍ لن يُنسى سجله خاريستياس.

(5)

بانينكا..مُبتكر فن تسديد ركلات الجزاء  

استضافت يوجوسلافيا مُباريات بطولة أوروبا سنة 1976، وحينها لم تُشارك في البطولة سوى أربع مُنتخبات هي ألمانيا الغربية وهولندا فضلاً عن يوجوسلافيا وتشيكوسلوفاكيا.

فازت تشيكوسلوفاكيا على هولندا في نصف النهائي لتضرب موعداً في المُباراة الختامية مع ألمانيا الغربية التي هزمت يوجوسلافيا.

وصلت مُباراة النهائي التي استضافها ملعب النجم الأحمر لركلات الترجيح بعد التعادل بهدفين لكل فريق، وحان وقت الركلة الحاسمة التي تقدم لها أنتونين بانينكا الذي قرر أن تكون التسديدة للتاريخ وقد كان، فبعد أن منح بلاده لقبها الوحيد في البطولة، أصبح نمط التسديد بهذه الطريقة مُسجلاً باسم “بانينكا” ليومنا هذا.

(6)

راينر بونهوف..صديق منصات التتويج الذهبية

قد لا يكون اسم راينر بونهوف بنفس جاذبية أسماء ألمانية اخرى أمثال جيرد مولر أو فرانز بيكنباور أو لوثار ماتيوس أو حتى ميروسلاف كلوزة.

ولكن اسم لاعب الوسط الدفاعي يحتل صدارة المُتوجين تاريخياً في البطولة، حيث خاض بونهوف نهائي المُسابقة ثلاث مرات على التوالي وهو رقم قياسي، وأصبح أكثر من حصل على ميداليات (ميداليتين ذهبيتين وميدالية فضية).

ويكفي للتدليل على قيمة بونهوف الإشارة إلى أنه بين عامي 1972 و1980، نجح في الفوز ببطولتين لكأس أوروبا، والفوز كذلك بكأس العالم !.

في بطولة أوروبا 1972، فازت ألمانيا باللقب على حساب الاتحاد السوفييتي في النهائي بثلاثية نظيفة، قبل أن تخسر في 1976 من تشيكوسلوفاكيا، لتعود في 1980 وتفوز بلقبها من جديد بعد هزيمة بلجيكا بهدفين لهدف.

(7)

ماركو فان باستن..راسم اللوحات على البساط الأخضر

عُرفت هولندا برسامها الأشهر فان جوخ، ولأن الأرض ثابتة لم تتغير فإن جينات ماركو فان باستن لم ينقصها عُنصر الإبداع، وسار اللاعب على نهج الرسام فأصبح نجم الطواحين صاحب لمسة الفنان على أرض الملاعب الخضراء.

قاد فان باستن بلاده للفوز بلقبها الوحيد في بطولة كُبرى بعد التتويج ببطولة أوروبا لسنة 1988، حينما كانت الملاعب الألمانية شاهدة على أهداف أقل ما تُوصف بالأسطورية.

كان لفان باستن لقطتين مُضيئتين في هذه البطولة، الأولى في مُباراة إنجلترا في دور المجموعات حينما أهدى بلاده انتصاراً كاسحاً بثلاثة أهداف لهدف، سجل هو بنفسه الهاتريك.

واللقطة المُضيئة الثانية والتي ستبقى خالدة في أذهان عُشاق المُستديرة حينما سجل أحد أجمل أهداف كرة القدم في مرمى الاتحاد السوفييتي في النهائي الذي انتهى هولندياً بنتيجة هدفين دون رد.

(8)

كاسياس..القديس الذي رفض إهانة مُنافسه

سيظل إيكر كاسياس قيمة ثابتة سواء على مستوى ناديه ريال مدريد، أو على مُستوى مُنتخب بلاده إسبانيا التي كان شاهداً على إنجازات جيلها الذهبي.

فاز كاسياس مع إسبانيا بلقب كأس العالم بعد أن تصدى بمفرده لمُحاولات روبن وهولندا في نهائي جنوب إفريقيا الشهير، كما كان شاهداً على فوز الماتادور بلقبين مُتتاليين لبطولة اليورو في 2008 و2012.

المُلفت أن كاسياس الذي اتفق الجميع على احترامه هو أكثر من ورد اسمه في القوائم المُشاركة في البطولة، حيث تضمنت قوائم إسبانيا المُشاركة في البطولة من 2000 وحتى 2016 (5 بطولات) اسم كاسياس وهو رقم قياسي، مع العلم أنه لم يُشارك في أي مُباراة في نُسختي 2000 و2016.

اللقطة التي لن ينساها مُتابعو بطولة أوروبا لكاسياس هي ذلك الحديث الراقي الذي التقطته الكاميرات له مع حكم المُباراة النهائية في نسخة 2012 ضد إيطاليا، حينها أمطرت إسبانيا شباك مُنافستها برباعية، وهو ما دفع كاسياس للمُطالبة بإنهاء المُباراة احتراماً لقيمة إيطاليا التاريخية.

(9)

شمايكل..قائد مفاجأة الدنمارك المدوية

لم تكن الدنمارك من بين المُنتخبات المُشاركة في بطولة أمم أوروبا لعام 1992 في الجارة السويد، ولكن اندلاع الحرب في يوجوسلافيا منح أحفاد الفايكنج فرصة المُشاركة فاغتنموها بأفضل صورة مُمكنة.

لعبت الدنمارك في مجموعة ضمتها لجوار مُنتخبات السويد صاحبة الأرض، وفرنسا وإنجلترا.

بدأ رفاق الحارس الأسطوري بيتر شمايكل البطولة بتعادلٍ أمام إنجلترا بدون أهداف، قبل أن يخسروا من الجارة السويد بهدفٍ دون رد، ليتأهلوا بعد استغلال الفرصة الأخيرة في مُباراة فرنسا التي فازوا بها بهدفين لهدف.

واجهت الدنمارك في نصف النهائي مُنتخب هولندا العامر بالنجوم وحامل اللقب، لتصل المُباراة لركلات الترجيح بعد انتهاء المُباراة بالتعادل بهدفين لكل مُنتخب، ليفوز الدنماركيون في النهاية بخمسة ركلات لأربعة بعد تصدي شمايكل لركلة هولندية.

في النهائي، واجهت الدنمارك منتخب ألمانيا صاحب التقاليد الكبيرة في البطولة، وأكمل رجال المُدرب ريتشارد مولر نيلسون المفاجأة بهزيمة الماكينات بهدفين دون رد.

(10)

سميح سينتورك..رمز مُعجزة الأتراك

سيظل مُشجعي مُنتخب تركيا مُنبهرين تمام الانبهار بتفاصيل مُشاركتهم في نسخة يورو 2008 التي استضافتها النمسا وسويسرا.

فبدأ المُنتخب مشواره في البطولة بخسارة مُتوقعة أمام البرتغال، ولعب في المُباراة الثانية أمام المُستضيفة سويسرا ليفوز الأتراك بهدفين لهدف مع العلم أن هدف أصحاب الأرض جاء عن طريق أحد أبناء المُهاجرين الأتراك.

وتوقف حسم بطاقة الصعود الثانية في المجموعة على المُباراة الثالثة التي تجمع بين تركيا والتشيك، سارت المُباراة الحاسمة في مصلحة التشيك، وذلك حينما تمكن زملاء العملاق كولر من هز الشباك مرتين.

انتفضت تركيا ونجح أردا توران في تقليص الفارق بهدفٍ في الدقيقة 75، قبل أن يتمكن نيهاد من إهداء بلاده تأهل غالي لربع النهائي بتسجيله هدفين في الدقيقتين 87 و89 وسط دهشة الجميع.

تواصلت المُغامرة التركية بمُواجهة كرواتيا القوية في ربع النهائي، انتهى الوقت الأصلي للمُباراة بالتعادل السلبي، ليحتكم الفريقان للأوقت الإضافية، ليُسجل كلاسنيتش هدف التقدم الكرواتي في الدقيقة 119 من المُباراة، ظن الجميع أن الأمور قد حُسمت.

ولكن لأن التاريخ لا يُصنع إلا في اللحظة غير المُتوقعة فقد نجح سميح سينتورك نجم الأتراك في إدراك التعادل في الدقيقة 120+2 ليُعيد الحياة للآمال التركية التي تأكدت في مرحلة ركلات الجزاء بعد أن شهدت تألق الحارس الخبير روشتو.

لم تتواصل رحلة الأتراك للنهائي بعد هزيمة مُشرفة أمام ألمانيا في نصف النهائي، ولكن سينتورك نجح في تدوين اسمه في سجلات البطولة، حيث أصبح هدفه الدرامي في مرمى الكروات في الدقيقة 120+2 هو الهدف الأكثر تأخراً في تاريخ اليورو.