الدنمارك - كأس الأمم الأوروبية

سبورت 360 – تقترب انطلاقة كأس الأمم الأوروبية وسط حماسة كبيرة من المتابعين والنقاد إيذاناً بعودة بطولة دولية كبرى للحياة، والتي ستظل تُسمى ببطولة يورو 2020 حيث كان من المقرر أن تقام في الصيف الفائت لكن تمت إعادة جدولتها لصيف عام 2021.

انطلقت كأس الامم الأوروبية لأول مرة في عام 1960 وتم إجراء 15 نسخة سابقة من البطولة، وكانت البداية من فرنسا التي صنعت فكرة كأس الأمم واستضافت البطولة الأولى في عام 1960.

وستقام البطولة هذا العام بشكلٍ مختلف، حيث ستقام البطولة في عدة دول باعتبارها حدثاً رومانسياً للاحتفال بعيد الميلاد الستين لبطولة أوروبا، والتي شهدت العديد من اللحظات المثيرة عبر تاريخها، ومنها من كانت أحداث مميزة للغاية.

انسحاب إسبانيا أمام الاتحاد السوفييتي

فاز منتخب الاتحاد السوفييتي بكأس الامم الأوروبية عام 1960، ولكن كانت هناك بعض الكواليس والتي حدثت قبل أحداث نهائيات البطولة والتي ضمت أربعة فرق فقط.

وقع الحدث في التصفيات أو التي تم تسميتها بربع النهائي في ذلك الوقت، حيث قرر الجنرال فرانكو إيقاف سفر منتخب إسبانيا إلى موسكو، حيث أنه لم يكن قد نسى الدور الذي لعبه الروس في الحرب الأهلية في إسبانيا، بالإضافة إلى أنه سمح لآلاف الإسبان بالتطوع للقتال في صفوف ألمانيا ضد الاتحاد السوفييتي.

ورغم تميز منتخب إسبانيا بوجود ألفريدو دي ستيفانو ولويس سواريز ولازلو كوبالا، لكن الجنرال فرانكو اعترض على لعب المباراة ومواجهة المنتخب السوفييتي لأن قواعد البطولة كانت تنص على وجوب رفع علم الفريق الآخر وعزف النشيد الوطني، وهو ما اعتبره غير لائق في مباراة تُلعب على ملعبه أو حتى في موسكو وأرادوا أن تنقل المباراة لملعب محايد، ولذلك تم إعلان انسحاب إسبانيا قبل يومين من سفر الفريق المفترض إلى العاصمة الروسية وتوجه السوفييت إلى فرنسا للعب النهائيات على حساب منتخب اللا روخا المنسحب لأسباب سياسية.

انتقام إسبانيا في ملعب سانتياجو برنابيو

لُعبت النسخة الثانية من البطولة بعد ذلك في إسبانيا، وشهدت زيادة في عدد الفرق المشاركة بعد أن شهدت النسخة الأولى غياب دول كبرى مثل إنجلترا وهولندا وألمانيا الغربية وإيطاليأ.

وبعد 4 سنوات من تتويج منتخب الاتحاد السوفييتي، نجحت إسبانيا تلك المرة في قهر حامل اللقب الاتحاد السوفييتي بهدفين لهدف على ملعب سانتياجو برنابيو، وبعد 4 سنوات فاز الفريق المضيف مرة أخرى باللقب حيث توجت إيطاليا به على حساب يوغوسلافيا في النهائي بهدفين نظيفين.

حسم مباراة نصف النهائي بالقرعة

في 5 يونيو 1968 كانت إيطاليا قد وصلت لنصف نهائي اليورو، وبعد أن انتهى الوقت الأصلي بالتعادل السلبي مع الاتحاد السوفييتي على ملعب سان باولو.

ووفقاً للقواعد المعمول بها في ذلك الوقت لم يتم تحديد الفائز من خلال إعادة المباراة أو الاحتكام لوقت إضافي أو لركلات الترجيح، ولكن من خلال رمي العملة، وفازت إيطاليا بتلك اللعبة البدائية ووصلوا للمباراة النهائية.

الغريب أن إيطاليا تعادلت في النهائي 1\1 مع يوغوسلافيا، ولكن القواعد في ذلك الوقت لم تكن تسمح بحسم الفائز في النهائي من خلال “رمي العملة”، ولذلك تمت إعادة المباراة وفازت إيطاليا بهدفين للويجي ريفا وأناستاسي.

ركلة ترجيح بانينكا التاريخية

في بطولة 1976 والتي أقيمت في يوغوسلافيا، كان على منتخب ألمانيا الغربية أن يدافع عن لقبه الذي حققه قبل 4 سنوات في يورو 1972 ووصل للنهائي لمواجهة تشيكوسلوفاكيا.

وبعد أن انتهى الوقت الأصلي بالتعادل الإيجابي 2\2 تم الاحتكام لركلات الترجيح بين المنتخين، وبعد إضاعة أولي هونيس لإحدى الركلات لمنتخب ألمانيا كان على أنتونين بانينكا أن يدخل ليسجل ركلة الجزاء الحاسمة.

ولكن بانينكا أراد أن يبقى اسمه مُسجلاً في تاريخ البطولة وكرة القدم للأبد، فسدد الكرة بطريقة عبقرية ورائعة بلعب الكرة من الأسفل لتذهب من فوق الحارس بطريقة جريئة، ووصف الاتحاد الأوروبي تلك الركلة بأنها أشهر ركلة جزاء على مر التاريخ على الإطلاق.

هدف فان باستن الخيالي

ماركو فان باستن - منتخب هولندا - كأس الأمم الأوروبية

ماركو فان باستن – منتخب هولندا – كأس الأمم الأوروبية

بعد ذلك فازت فرنسا بأول لقب في تاريخها في عام 1984 بفضل بلاتيني الذي سجل 9 أهداف في 5 مباريات فقط، حيث تم التغلب على إسبانيا 2\0 في النهائي.

ثم كنّا على موعد آخر لمشاهدة تحفة جمالية من ماركو فان باستن في المباراة النهائية لبطولة يورو 1988، حيث فازت هولندا في نصف النهائي على ألمانيا الغربية المستضيفة للبطولة، وذلك قبل الفوز على الاتحاد السوفييتي في استاد أولمبيا في ميونخ والتتويج بالبطولة، وفي تلك المباراة سجل فان باستن واحدة من أجمل الأهداف في تاريخ اللعبة بعد أن سدد كرة على الطائر من زاوية ضيقة للغاية ذهبت بشكل رائع في الزاوية المعاكسة وأعلنت فوز هولندا بلقب طال انتظاره.

الدنمارك، اليونان وبداية المعجزات

كريستيانو رونالدو - منتخب البرتغال - كأس الأمم الأوروبية

كريستيانو رونالدو – منتخب البرتغال – كأس الأمم الأوروبية

في عام 1992 دخلت الدنمارك لمسابقة يورو 1992 بالصدفة البحتة، حيث تواجدت في مكان يوغوسلافيا التي كانت في حالة من الحرب مع بعض الدول التي تشكل جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية الاشتراكية.

وكانت المفاجأة هو أن منتخب الدنمارك الذي أتى للمشاركة بشكلٍ ظرفي وغير متوقع، نجح في أن يمر إلى أبعد ما يكون بعد إقصاء هولندا حاملة اللقب في الدور نصف النهائي بركلات الترجيح، والفوز على ألمانيا بطل العالم 2\0 في النهائي.

تكررت المفاجأة في عام 2004 حيث كان منتخب اليونان الذي لم يتوقع أحد أن يكون منافساً، هو المنتخب الذي جعل كريستيانو رونالدو يذرف الدموع بالفوز باللقب في أرض البرتغال بعد أن انتهجت طريقة دفاعية عجيبة طوال البطولة.

الهدف الذهبي الذي قتل الطليان

منتخب فرنسا - كأس الأمم الأوروبية

منتخب فرنسا – كأس الأمم الأوروبية

نجحت فرنسا مرة أخرى في التتويج بلقب كأس الأمم الاوروبية عام 2000، وهي أول بطولة تقام في دولتين وهما هولندا وبلجيكا، وذلك بعد أن واجهت إيطاليا في النهائي.

كان منتخب الديوك الفرنسية بطلاً لكأس العالم ولكنه واجه صعوبات كبيرة بسبب تقدم إيطاليا بهدف ديلفيكيو، ولكن في الثواني الأخيرة نجحت في التعادل عبر ويلتورد، قبل أن تُصيب الآتزوري بالصدمة بهدف تريزيجية في الوقتين الإضافي، وهو الهدف الذي ضمن اللقب لفرنسا بقاعدة الهدف الذهبي في ذلك الوقت، وهي القاعدة التي تم إلغائها فيما بعد.

الجيل الذهبي الإسباني، وعودة البرتغال

فيرناندو توريس - منتخب إسبانيا - كأس الأمم الأوروبية

فيرناندو توريس – منتخب إسبانيا – كأس الأمم الأوروبية

أكدت إسبانيا أنها قوة كروية هائلة وخصوصاً في العقود الأخيرة، وذلك عبر الإنجازات التي تحققت في العقد الأول من القرن الجديد، حيث نجحت إسبانيا في أن تتوج بلقب اليورو 2008 بعد التغلب على ألمانيا في النهائي بهدف فيرناندو توريس، قبل أن تكرر فوزها باللقب باكتساح إيطاليا 4\0 وحينها كان منتخب الماتادور مليئاً بالأسماء الذهبية.

أصبح فيرناندو توريس أول لاعب يسجل في نهائيين في بطولة أوروبا، وأصبحت إسبانيا أول دولة تنجح في الفوز بثلاث بطولات دولية كبرى على التوالي حيث كانت قد فازت بلقب كأس العالم 2010 بين بطولتي اليورو.

وفي النسخة الاخيرة وهي بطولة يورو 2016 التي استضافتها إسبانيا، نجحت البرتغال في أن تعوض نفسها عن الإخفاق الذي حدث لجيل عام 2000 وجيل عام 2004 واللذين فشلا في التتويج باللقب رغم قوتهما ووجود لاعبين رائعين في تلك الفترة.

لكن في تلك المرة نجحت البرتغال في أن تحقق الأصعب وأن تتوج باللقب على حساب فرنسا في باريس بهدف جنونبي سجله المهاجم إيدير في الدقيقة 109، ليحتفل رفاق كريستيانو رونالدو وبيبي وناني بلقب غالي للغاية في تاريخ الكرة البرتغالية.