بدت مقترحات السويسري جياني انفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، بشأن تطوير بطولات الكرة الأفريقية في صورة أوامر غير مباشرة للاتحاد الافريقي من أجل تنفيذها في المستقبل القريب.
وبدعم من كبار أندية أوروبا تبدو المطالب التي يرغب الفيفا في أن ينفذها الكاف بشأن بطولاته أكثر تناسبا مع ما تريده أندية القارة العجوز خاصة مع الشكر ى المتكررة من موعد بطولات القارة السمراء وفقدان اللاعبين الأفارقة بسبب المشاركة مع منتخبات بلادهم.
الأمر لم يعد يتعلق ببطولة أمم إفريقيا “المسكينة” الحائرة ما بين الصيف والشتاء والإقامة في سن أن زوجية وفردية، بل إن يد الفيفا امتدت لترغب في تعديل مسابقات أخرى مثل دوري الأبطال البطولة الأهم على مستوى القارة.
يرغب رئيس الفيفا في إقامة كأس الأمم الأفريقية كل 4 سنوات على غرار إمم أوروبا وأمم آسيا، كما يريد استبدال دوري ابطال افريقيا بمسابقة أخرى على مستوى الأندية تضم افضل 20 فريقا في القارة السمراء بدلا من الشكل الحالي.
بصورة أو بأخرى تتضرر أندية أوروبا من فقدان محترفيها الأفارقة المنتشرين بكثرة في السنوات الأخيرة، سواء عند إقامة البطولة في الصيف وغيابهم عن فترة الإعداد للموسم الجديد، أو في الشتاء وفقدانهم أيضا في توقيت حرج من الموسم.
بالنظرة المجردة لهذه التعديلات خاصة فيما يخص أمم أفريقيا يمكن تفهم وجهة نظر انفانتينو الذي يريد أن تقدم القارة السمراء محترفيها على طبق من ذهب لاوروبا خاصة بعد تألقهم في السنوات الأخيرة بجانب أن تحاكي المسابقة القارية في افريقيا نظيرتها في أوروبا وايضا في آسيا من حيث الجدول الزمني لاسيما أن كأس العالم نفسه يقام كل 4 سنوات.
أيضا يبدو أن الفيفا يريد إتاحة مساحة زمنية مناسبة من أجل تطبيق نظام كأس العالم للأندية الحديد والذي يتطلب إعادة هيكلة روزنامة العديد من البطولات في مختلف القارات.
يمكن تقبل وجهة نظر الفيفا ورئيسه في كل ما سبق، بيد أن هناك أمورا لم ينتبه إليها انفانتينو عن إطلاق هذه المقترحات وتتمثل في..
– المنتخبات الأفريقية ضعيفة التمثيل في المحافل الدولية ومنذ إنجاز غانا 2010 لم يترك أي منتخب أفريقي بصمة في المونديال، وبالتالي عندما يتم تقليص فرص الاحتكاك لهذه المنتخبات لا يمكن أن تأمل في نتائج أفضل بل على العكس ستكون النتائج أكثر صدمة في المونديال وكأس القارات.
– بطولة ال20 فريقا الاقوى في افريقيا تبدو فكرة جيدة من حيث التنافسية والتسويق لكنها في الوقت نفسي تطلق رصاصة الرحمة على أندية تقتات من فتات مكافآت الكاف عن الوصول لمرحلة المجموعات أو غيرها، فضلا عن أن أفريقيا تختلف عن أوروبا كثيرا فيما يتعلق بحسابات القوى الكبرى، فهناك بعض الأندية الكبرى اندثرت منذ سنوات رغم تحقيق القاب في السابق مثل اشانتي كوتوكو وهارتس اوف اوك وانيمبا واسيك أبيدجان وغيرها، وبالتالي عندما تتيح الفرصة لافضل 20 فريق فقط للمشاركة فإن هذه الأندية الأخرى ستذهب طي النسيان.
– الأمور التسويقية في افريقيا مختلفة عن أوروبا واسيا، فاقامة البطولات كل عامين يمثل فرصة تسويقية ذهبية وإمكانية تحويلها إلى أربع سنوات قد يمثل ضربة في مقتل لسوق أفريقي ليس نشطا بما يكفي في مجال الدعاية والتسويق والحقوق.
