تكتيك المونديال (10) .. ميزة الأسود الثلاثة ولماذا اختفى ليفاندوفسكي؟

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • موقع سبورت 360 – حفل الحادي عشر من نهائيات كأس العالم 2018، بالعديد من المشاهد والأحداث المثيرة، حيث تأهل المنتخب الإنجليزي إلى ثمن النهائي بعد انتصاره الكبير على منتخب بنما بسداسية مقابل هدف يتيم، كما شهد أيضاً انتصار المنتخب الكولومبي على نظيره البولندي بثلاثية نظيفة، بينما حسم التعادل الإيجابي مباراة السنغال واليابان.

    واستمراراً لتغطية موقع سبورت 360 عربية الاستثنائية منذ صافرة بداية كأس العالم 2018 .. سنستعرض معكم فقرة خاصة لعشاق التكتيك، بإلقاء الضوء عن أبرز الأفكار الفنية التي طبقها المدربون واللاعبون في هذا العرس العالمي، ونتوقف معكم اليوم عند أبرز المباريات التي احتضنتها الملاعب الروسية، مساء أمس الأحد.

    كولومبيا وبولندا.. السر وراء اختفاء ليفاندوفسكي:

    المنتوج الكروي الذي قدمه المنتخب الكولومبي في هذه المباراة كان مقبولاً رغم أن الزاد البشري الذي يملكه خوسيه بيكرمان يخوله اللعب بشجاعة هجومية أكبر.. رفاق راداميل فالكاو وبعد تسجيلهم لهدف مبكر تركوا المبادرة للمنتخب البولندي واعتمدوا على الضغط المبكر في وسط الميدان وغلق المساحات، وهو ما جعلنا نشاهد شوطاً أولاً فرصه نادرة، ذلك الأمر تغير نسبياً في الشوط الثاني، رغم أن كولومبيا قادرة على تقديم أكثر من ذلك بكثير.

    أبرز مشكلة عانى منها المنتخب الكولومبي والتي يجب تفاديها أمام منتخب السنغال هي التأخر في العودة من الحالة الدفاعية للهجومية، وهي مشكلة لو استغلها المنتخب البولندي بشكل صحيح لما سلمت شباك دافيد أوسبينا من استقبال الأهداف في هذه المباراة، ففي كل مرة كان رجال بيكرمان يأخذون المبادرة ويقومون بهجمة منظمة، كانت تظهر بعض المساحات في خط الوسط بسبب بطء الارتداد الدفاعي للاعبي منتصف الميدان، وهو أمر ينبغي عدم تكراره أمام أسود التيرانجا المميزين في الحملات المضادة.

    لكن لماذا ظهر راداميل فالكاو بشكل جيد جداً وظهر روبرت ليفاندوفسكي بأداء أقل من المتوقع؟ السبب هو زملاء اللاعبين .. زملاء فالكاو جميعاً ساعدوه كثيراً بالضغط والركض والتحرك دون كرة، والثنائي كارلوس كينتيرو وخاميس رودريجيز خاصة لعبا دوراً في إمداد المهاجم المذكور بالعديد من الكرات.. العكس كان مع لاعب بايرن ميونخ، فقد كان معزولاً تماماً في خط الهجوم وسمح لمنظومة الدفاع اللاتيني بأن تضغط عليه وتضعه تحت سيطرتها دوماً رغم محاولاته الفردية للهرب والتي نجح القليل جداً منها، ليفاندوفسكي كان بحاجة لمساعدة زملائه خاصة بالتحركات دون كرة ومساعدته للتخلص من الضغط الدفاعي خاصة مع وجوده وحيداً في العمق، المساعدة كانت إما من الزملاء بالاقتراب منه أكثر وتمرير الكرات البينية له، أو بالاعتماد على العرضيات علّ وعسى يقتنص إحداها.

    إنجلترا وبنما.. ميزة الأسود الثلاثة:

    يبدو أن أضعف منتخب من الناحية الفنية في هذا المونديال هو منتخب بنما، الذي بدا تائهاً على الصعيد التكتيكي ضد الأسود الثلاثة.. ففي بداية المباراة، كان الفريق يُحاول السيطرة على وسط الميدان والتحكم في نسق اللقاء، لكنه ما إن رأى نفسه مضطراً للتراجع للخلف أمام تفوق لاعبي وسط المنتخب الإنجليزي وتلقيه لهدفين متتاليين، حتى اختلط عليه الحابل بالنابل: فلا هو دافع جيداً واعتمد على المرتدات، ولا هو استعاد السيطرة على وسط الميدان ليخسر كل شيء.

    ربما ما يُميّز إنجلترا هذه السنة عن السنوات الماضية هو كثرة اللاعبين ذوي السرعات الفائقة، وهو أمر مكّن جاريث ساوثجيت من اللعب بخطة 1/4/1/3 التي تعتمد على اختراقات الـ”وينج باك” عبر الأطراف لإرسال العرضيات، وانسلال صناع اللعب لداخل منطقة الجزاء من أجل استغلالها.. فقط يحتاج الفريق في المرحلة القادمة لتنويع مصادر خطورته بدلاً من إرسال الكرات الطويلة عندما يكون تحت الضغط والاعتماد على المهارة الفردية للاعبي الثلث الهجومي.

    من بين أهم نقاط قوة المنتخب الإنجليزي في رأيي كانت اتسام لاعبيه بالبساطة، فعلى الرغم من أن جل لاعبي خط المقدمة يتمتعون بمهارات عالية، إلا أنهم لم يسقطوا في حب الاستعراض ولم يدخلوا في مواجهات ثنائية كانوا في غنى عنها، فكان ذلك من أسباب استغلال أغلب الفرص التي حصلوا عليها، الأمر الذي جعل نجاعتهم الهجومية تكون رائعة.