تكتيك المونديال (9) .. أسباب الحفلة التهديفية وكيف امتلأ خزان الماكينات؟

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • موقع سبورت 360 – حفل اليوم العاشر من نهائيات كأس العالم 2018، بالعديد من المشاهد والأحداث المثيرة، حيث تنفس منتخب البرازيل الصعداء بفوزه على منتخب السويد بهدفين مقابل هدف وحيد، كما شهد أيضاً انتصار بلجيكا على تونس بخمسة أهداف مقابل هدفين، فيما انتهت المباراة الثالثة لصالح المكسيك على حساب كوريا الجنوبية بنتيجة 2/1.

    واستمراراً لتغطية موقع سبورت 360 عربية الاستثنائية منذ صافرة بداية كأس العالم 2018 .. سنستعرض معكم فقرة خاصة لعشاق التكتيك، بإلقاء الضوء عن أبرز الأفكار الفنية التي طبقها المدربون واللاعبون في هذا العرس العالمي، ونتوقف معكم اليوم عند أبرز المباريات التي احتضنتها الملاعب الروسية، مساء أمس السبت.

    بلجيكا وتونس.. أسباب الحفلة التهديفية:

    قبل انتقاد اللاعبين والأداء والخسارة، يجب التأكيد على أن تونس واجهت أصعب فرق المجموعة بل البطولة كلها، فالزاد البشري الذي يملكه المنتخب البلجيكي يكاد يكون مثالياً ومكتملاً.. لكني شخصياً كنت أنتظر أن أرى مُباراة أفضل بكثير من رجال نبيل معلول خاصة في المجهود الفردي للاعبين وضغطهم على حاملي الكرة، لكن الأخطاء الكثيرة التي راح ضحيتها جل العناصر التونسية، كانت كفيلة بأن تمحو جميع الانتظارات والتطلعات.

    كانت هناك 3 أسباب رئيسية لخسارة تونس في رأيي، الأول الأداء الكارثي من خط دفاع نسور قرطاج، فالرباعي الدفاعي كان كارثي بكل ما تحتويه الكلمة من معنى، أخطاء عديدة وتدخلات متهورة وغياب تام للرقابة.. علي معلول لم يقوَ على الوقوف أمام الضغط البلجيكي القوي وارتكب العديد من الأخطاء فيما يخص التمرير وتشتيت الكرة، أما العناصر الأخرى فقد عجزت على وأد الهجمات الخطيرة والمنسوجة بذكاء.

    السبب الثاني هو أن جل الفرص التي أتيحت للمنتخب التونسي كانت من الكرات الطولية التي كانت تضرب الدفاع المتقدم للمنتخب البلجيكي.. لكن، ولسوء حظ نبيل معلول افتقد لاعبوه للمسة قبل الأخيرة بشكل مثير للاستغراب، إذ أن جل تمريراتهم كانت قصيرة جداً أو طويلة جداً، وهو ما حد من خطورة الحملات “التوانسة” الذين كان بإمكانهم تعديل النتيجة قبل نهاية الشوط الأول.

    أما السبب الأخير فهو أن نقطة قوة المنتخب البلجيكي في الشق الهجومي كانت عبر الأروقة، وبالذات عبر الرواق الأيمن الذي عرف تواجد توماس مونييه ودريس ميرتينز اللذين استغلا بشكل مثالي السوء الدفاعي لعلي معلول.. الأمر بالفعل كان مُستفحلاً في الشوط الأول حيث كانت تلك الجهة مصدر خطورة البلجيكيين، قبل أن تتفكك خطوط “التوانسة” وتتنوع الخطورة بين الجبهة اليمنى والجبهة اليسرى.

    ألمانيا والسويد.. تغييرات لوف ملأت خزان الماكينات:

    ابتسم الحظ للمانشافت في هذه المباراة، فبعد أن عبس في وجوههم بشدة أمام المكسيك في شوط المباراة الثاني، عاد ليبتسم لهم في الشوط الثاني من مباراتهم أمام السويد .. حالفهم التوفيق في تسجيلهم لهدفي الفوز لكن التوفيق لم يكن كل الحكاية، بل كان نذراً يسيراً.

    صحيح أن السويد استحقت تسجيل هدف في الشوط الأول، لكن ما قدمته من أداء ضعيف في الشوط الثاني سحب هذا الاستحقاق نوعاً ما بعد أن بدا وأنهم عاجزين بمجرد ضبط ألمانيا لخطوطها وسدها للثغرات التي ظهرت في الشوط الأول، على غرار البطء الكبير في الارتداد الدفاعي، وأيضاً فيما يخص التحرك بدون كرة في الثلث الأخير من الملعب وصعوبة خلق المساحات في العمق، الأمر الذي يجعل توني كروس يحول البناء الهجومي إلى الأطراف، خاصة جهة جوشوا كيميتش التي شهدت نشاطاً لا بأس به.

    تدخلات يواكيم لوف في الشوط الثاني لتنشيط هجومه على آمل فك طلاسم دفاعات السويد كانت جيدة في رأيي، إذ أنه أقحم ماريو جوميز وسحب جوليان دراكسلر وقام بتحويل تيمو فيرنر إلى الجهة اليسرى، مع تواجد ماركو رويس على الجهة اليمنى.. والحقيقة أن هذا الأمر منح الألمان عمقاً هجومياً غاب عنهم في النصف الأول من المباراة.

    التغييرات نجحت حقاً وسجلت ألمانيا الهدف الأول، لكن ماذا بعد ذلك؟ جوميز قام بالمهمة المطلوبة منه في كسب الصراعات الهوائية مع عمالقة السويد وكاد أن يسجل هدفاً رائعاً لولا اصطدامه بحارس يقظ.. أما فيرنر فقد استمر في عطائه البدني الكبير وناوب بين طلب الكرات في العمق وبتحركاته الرائعة بدون كرة أو بتحمله للمسؤولية والتوغل بالكرة نحو منطقة الجزاء مستغلاً سرعته وقوته في المواجهات 1 ضد 1 وهو ما أثمر عن ضربة خطأ لصالح المانشافت سجل منها توني كروس هدف الفوز.

    لكن المخيب للآمال هو ماركو رويس الذي تاه في الجهة اليمنى، وبدل أن يقدم الإضافة المرجوة منه ساهم في تحجيم دور جوشوا كيميتش الذي كان البناء الهجومي مرتكزاً على جهته في الشوط الأول.

    الضغط القوي على حائز الكرة يعد أمراً رائعاً، لكن ليس على طول الخط.. عندما تكون الجاهزية البدنية غير جيدة فلا يمكنك ممارسة الضغط بشكل متصل دون توقف، لذلك دفعت السويد الثمن في الدقائق الأخيرة، إذ ظهرت عليها علامات الإرهاق والإعياء، وكل طاقات اللاعبين استهلكت حتى الدقيقة 75، بعد ذلك هيمن الألمان وبسطوا سيطرتهم وكان تنشيطهم الهجومي مميزاً.