تكتيك المونديال (7) .. إفلاس سامباولي وثغرة الوسط الواضحة!

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • موقع سبورت 360 – شهد مساء أمس الخميس، العديد من المفاجآت في نهائيات كأس العالم 2018، حيث خسر المنتخب الأرجنتيني ضد نظيره الكرواتي بثلاثة أهداف دون رد، بينما تفوقت فرنسا على بيرو بهدف وحيد، في حين انتهت مواجهة أستراليا والدنمارك بالتعادل الإيجابي هدف في كل شبكة.

    واستمراراً لتغطية موقع سبورت 360 عربية الاستثنائية منذ صافرة بداية كأس العالم 2018 .. سنستعرض معكم فقرة خاصة لعشاق التكتيك، بإلقاء الضوء عن أبرز الأفكار الفنية التي طبقها المدربون واللاعبون في هذا العرس العالمي، ونتوقف معكم اليوم عند أبرز المباريات التي احتضنتها الملاعب الروسية، مساء أمس الخميس.

    فرنسا وبيرو .. قيمة جيرو تظهر وبوجبا يتألق:

    من المُثير للاهتمام مُتابعة الدور الذي لعبه أولفييه جيرو في هذه المباراة، فقد بدا أنه يتحرك خارج منطقة الجزاء أكثر من أنطوان جريزمان الذي لعب أمامه في أكثر من مناسبة.. ديشامب اعتمد كثيراً على قوة جيرو البدنية من أجل إنزال الكرات العالية والوقوف على الكرة عند الحاجة، فيما أناط جريزمان ومبابي مهمة التحرك قرب منطقة الجزاء، والحقيقة أن مهاجم تشيلسي لم يُخيّب الآمال، بل أجاد دوره ولم يفتقد سوى لبعض التوفيق عند اتخاذ القرار في اللمسة ما قبل الأخيرة.

    قدم بول بوجبا مباراة كبيرة جداً بعد أن كان العامل المشترك في جل الهجمات التي شنها الفرنسيون على مرمى منتخب بيرو، كما أنه مكّن فريقه من الضغط بشكل رائع على لاعبي خط الوسط للمنتخب اللاتيني، فكان رفقة ماتويدي يتقدمان لإزعاج كل حاملي الكرة في منتصف ملعب الخصم.. أما بعد ذلك، فقد استغل لاعب مانشستر يونايتد الشرخ التي يظهر أحياناً بين خط الوسط والدفاع، وساهم بانطلاقاته الجيدة في خلق خطورة كبيرة على مرمى بيرو.. وعلينا أن نؤكد أن كل هذا بفضل وجود (كاسح ألغام) في وسط الميدان اسمه نجولو كانتي الذي كان أحد أبرز نجوم المباراة، حيث قطع الماء والكهرباء على الخصم كما أنه منح حرية التقدم للأمام لزملائه في خط الوسط ومن بينهم بوجبا.

    الأرجنتين وكرواتيا .. إفلاس سامباولي ووسط شبه فارغ:

    لم يقدم منتخب الأرجنتين حتى الآن أي شيء يستحق عليه التأهل للدور الثاني، فقد أبان عن عيوب كثيرة في المباراة الأولى بخطة 1/3/2/4 وأدى بشكل لم يرقَ للتوقعات، وهو أمر لم يختلف في المباراة الثانية أمام كرواتيا رغم تحوله إلى خطة 3/4/3 والتي أظهرت عيوباً كثيرة في صفوف الألبيسيليستي.

    ما بين خافيير ماسكيرانو وإينزو بيريز.. وإيفان راكيتيتش ولوكا مودريتش، لا أعتقد أن هناك مجال للمقارنة، خاصة وأن ثنائي الكروات كانا في ليلة أنطولوجية.. خسارة المُدرب الأرجنتيني لمعركة خط الوسط جعلته يخسر المباراة بتلك الطريقة البشعة، فالأمر يتعلق بمنتخب لا يعرف كيف يتقوقع في مناطقه، أو ربما لم يرد القيام بذلك، كما أن البطء الكبير الذي عانى منه في الخط الخلفي بين ميركادو وأوتاميندي صعّب كثيراً من مهمته في التعامل مع انطلاقات لاعبي المنتخب الكرواتي السريعة جداً.

    افتقد المنتخب الأرجنتيني بشكل كبير جداً للباريسي جيوفاني لو سيلسو في خط الوسط، فهو لاعب كان ليُقدم خدمات كبيرة لفريقه أثناء الخروج بالكرة في خط الوسط، وقد شاهدنا كيف أتقن ذلك خلال المباريات الودية التي سبقت المونديال الروسي.. الفريق اللاتيني اعتمد على بناء الهجمات من الأطراف وهو ما جعل خط المنتصف (عمودياً وليس أفقياً) شبه فارغ، الأمر الذي جعل مهمة المنتخب الكرواتي سهلة فيما يخص استرجاع الكرة والتدرج بها نحو الهجوم بسرعة كبيرة مستغلين حسن انتشارهم مع وبدون كرة، إضافة إلى تنوع بنائهم الهجومي ما بين الأروقة والعمق.

    مستوى ليونيل ميسي تراجع بشكل واضح في هذه المباراة مقارنة بالمباراة الأخيرة ضد أيسلندا،، وهو أمر أثر بشكل لا يمكن التغاضي عنه على المستوى الهجومي للتانجو .. فالفريق كان غير قادر على إتمام جملة تكتيكية واحدة تُمكّنه من الوصول لمرمى الخصم، وإذا عرف السبب بطل العجب: ميسي حُكمت عليه رقابة كبيرة من طرف لاعبي المنتخب الكرواتي، ولأن المنتخب الأرجنتيني افتقد في صفوفه للاعب يستطيع تخفيف عبء الرقابة على البولجا، فإن الأضرار تكون جسيمة ووخيمة.

    ما فاجأني في سامباولي هو أنه لم يُغير من فكره قيد أنملة بعد تلقي الهدف الأول إثر خطأ كاباييرو، فالفريق غير قادر على الاستحواذ ومناطحة خط وسط كرواتيا، كما أن خطه الخلفي كان مرتبكاً وكانت جل تمريراتهم غير دقيقة أو مقطوعة.. لذلك كان حرياً به أن يعمل على التقليل من الأضرار وإعادة خطوطه شيئاً ما للخلف والاعتماد على المرتدات، لكنه أصر على المجازفة، فكانت النتيجة قاسية في نهاية المطاف.