كيف تحولت بنما من منتخب هواة إلى منتخب في كأس العالم

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • منتخب بنما يحتفل بتأهله إلى كأس العالم 2018

    بالنسبة لمشجعي كرة القدم فإن سنة 2018 تعني شيئاً واحداً فقط: كأس العالم. وإلى حين وصولنا للحظة المنتظرة يوم الرابع عشر من حزيران دعونا نأخذ نظرة سريعة إلى الماضي لنرى كيف انتشرت كرة القدم في كل من البلدان المشاركة في كأس العالم؛ واليوم الحديث عن أحد المنتخبات التي تشارك للمرة الأولى في كأس العالم: بنما.


    في أي نسخة أخرى من كأس العالم كان سيكون تأهل بنما حدثاً عالمياً يشغل كافة صحف ومجلات العالم. إلا أن تأهل ايسلندا، التي أصبحت أصغر دولة يتأهل منتخبها لكأس العالم، سرق بعضاً من بريق تأهل بنما. لكن قصة تأهل منتخب “رجال القناة” مذهلة لدرجة أنني لم أستطع تجاوزها بالرغم من أن بنما ليس منتخباً ذو شعبية واسعة بين أوساط المشجعين العرب، أو أي من مشجعي كرة القدم خارج بنما. إعجابي بقصة بنما بدأ من اللحظة التي اكتشفت فيها بأن لم تملك دورياً محترفاً حتى العام 1988 (آخر بلد من البلدان الاثنين والثلاثين المشاركة).

    كرة القدم وصلت لبنما في وقت متأخر نسبياً مما أبقاها دوماً في المركز الثالث بين الرياضات المفضلة في الجزيرة الكاريبية خلف كرة القاعدة والملاكمة. بنما لم تشارك في تصفيات المونديال حتى نسخة 1978، ولم تحقق سوى فوز واحد في أول خمس تصفيات ولم تستطع تجاوز الدور الأول حتى تصفيات نسخة 1998. كل هذه المشاركات الفاشلة، وغيرها في مسابقات الكونكاكاف، كانت تتمبمنتخب مؤلف في الغالب من لاعبين هواة. لكن الأمور بدأت بالتغير قليلاً عام 1988 حين قام الإيطالي جيان كارلو جرونشي، والذي يعتبر مؤسس كرة القدم الحديثة في بنما، بتأسيس أول دوري محترف في الجزيرة. لكن الظروف الاقتصادية الصعبة التي كانت تمر بها البلاد تحت حكم الديكتاتورية العسكرية في تلك الفترة أبطأت تقدم كرة القدم.

    جاري ستيمبل، الرجل الانجليزي الذي سيكون له دور عملاق في تطوير كرة القدم البنمية، صُدمَ من سوء البنية التحتية عندما انتقل إلى بنما في العام 1996 للعمل في كرة القدم: “لم يكن هناك أي دعم، لم نكن نملك أساسيات التمرين، بل أحياناً لم نملك حتى الكرات. جميع اللاعبين قدموا تضحيات كبيرة ليصلوا إلى التدريب حيث لم يكونوا يتلقون أي بدل مادي”. وفي ظل هذه الظروف السيئة لم تكن صدمة ستيمبل كبيرة عندما اضطر لتعليم بعض لاعبيه أساسيات ترويض الكرة.

    FBL-WC-2018-PAN-CRC

    نقطة قوة ستيمبل كانت التركيز على اللاعبين الشبان وتطوير مهاراتهم؛ لذلك تم اختياره ليقود منتخب شبان بنما بجانب عمله الأساسي كمدرب لسان فرانسيسكو أحد أكبر أندية بنما. ستيمبل، الذي ولد في بنما لأم انجليزية وأب بنمي ولكن تربى في إنجلترا، قاد شبان بنما إلى ما كان في ذلك الوقت أكبر انجاز كروي في تاريخ بنما: الوصول بمنتخب تحت 20 سنة لبطولة العالم التي أقيمت في الإمارات العربية المتحدة عام 2003 (أول منتخب بنمي يصل لكأس العالم في أي فئة سنية). وبالرغم من أن بنما خرجت من الدور الأول لكن البطولة ساهمت في تعزيز شعبية اللعبة بين سكان الدولة البالغ عددهم حوالي 4 ملايين. إنجازات ستيمبل مع أندية بنما وأميركا الوسطى استمرت حتى العام 2009 حين تم منحه فرصة تدريب منتخب بنما الذي لم يفز بأي بطولة في تاريخه. لكن ستيمبل غير ذلك بسرعة بقيادته للفريق للفوز ببطولة أميركا الوسطى عام 2009 والذي كان حدثاً تاريخياً في تاريخ بنما. لكن هذا الإنجاز لم يكن الأخير: حيث وصل المنتخب البنمي إلى نصف النهائي في كأس الكونكاكاف الذهبية (وهي البطولة الموازية لليورو في أميركا الشمالية) في نسختي 2011 و2015 وإلى النهائي في نسخة 2013.

    كل هذه الإنجازات كانت محطات على الطريق إلى يوم العاشر من تشرين الأول الماضي حين قاد هدف رومان توريس قبل دقيقتين من نهاية المباراة بنما إلى إقصاء الولايات المتحدة والوصول إلى أول كأس عالم في تاريخها. الأفراح في شوارع مدينة بنما العاصمة كانت صاخبة لدرجة اضطرت رئيس البلاد لإعلان اليوم التالي عطلة رسمية.

    بنما تتواجد في مجموعة صعبة مع إنجلترا، بلجيكا وتونس، ويبدو من المستبعد جداً أن تصل إلى الدور الثاني. لكن تقديم مستوى مشرف في البطولة سيساعد في إكمال إرث ستيمبل وفي وضع بنما على خريطة الكرة العالمية ومحي الصورة السلبية لبنما في ذهن الكثيرين بعد أن ارتبط اسمها بفضيحة التهرب الضريبي التي اشتهرت باسم “أوراق بنما”.

    فيديو مهم : رسالة من النجم سيف الدين سبيعي إلى جوزيه مورينيو